Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجفاف يجبر الصين على اللجوء للفحم وشبكة الكهرباء تنهار

إغلاق عشرات المصانع لمواجهة نقص الطاقة ومحللون: "بكين استفادت من مقاطعة النفط الروسي"

تعود الصين إلى الفحم مع تسبب موجة الحر القياسية في حدوث نقص في الطاقة الكهرومائية، ثاني أكبر مصدر للطاقة في البلاد، حيث تقوم البلاد حالياً بإنتاج واستيراد مزيد من الفحم بعد أسوأ موجة حر وجفاف شهدتها منذ ستة عقود، فقد جف نهر "اليانغتسي" البالغ الأهمية بسبب الحرارة الشديدة وقلة هطول الأمطار، وضرب الجفاف ست مقاطعات على طول النهر، ما أثر في إمدادات المياه لعشرات الآلاف من الأشخاص، كما تم إغلاق عشرات المصانع في بعض المحافظات للحفاظ على إمدادات الكهرباء.

وشهدت مقاطعة "سيتشوان"، التي تشتهر بمواردها المائية الغنية وتمثل نحو 21 في المئة من الطاقة الكهرومائية في الصين، انخفاضاً في قدرتها بنسبة 50 في المئة خلال هذا الشهر وفقاً للشبكة الرسمية للدولة، كما أدت الموجة الحارة التي لا هوادة فيها إلى طلب غير مسبوق على الطاقة، ما دفع شبكة الكهرباء في المنطقة إلى حافة الهاوية.

ونظراً إلى أن "سيتشوان" توفر الكهرباء لأجزاء أخرى من الصين، فقد أثر نقص الطاقة الكهرومائية في مدن عدة في شرق البلاد، بما في ذلك شنغهاي. ولتخفيف أزمة الطاقة، عززت الصين إنتاج الفحم ووارداته لاستمرار توليد الكهرباء.

قفزات متتالية

على الصعيد الوطني، أحرقت محطات الطاقة نحو 8.16 مليون طن من الفحم الحراري يومياً في أول أسبوعين من أغسطس (آب) الحالي، بزيادة 15 في المئة عن العام الماضي، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن "اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح". وفي الثالث من أغسطس، سجل الاستهلاك اليومي للفحم الحراري رقماً قياسياً بلغ 8.5 مليون طن.

وتعتمد الصين في الوقت الحالي على الفحم لتوليد الطاقة أكثر مما كان عليه الأمر العام الماضي. وفي يوليو (تموز) الماضي، زادت الكهرباء المولدة من الفحم بنسبة 22 في المئة عن يونيو (حزيران) الماضي، ما يمثل نحو 69 في المئة من الرقم الإجمالي. وخلال العام الماضي، شكلت الطاقة التي تنتج من خلال الفحم نحو 67.4 في المئة من إمدادات الكهرباء في الصين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وضاعفت مجموعة "سيتشوان" لصناعة الفحم، وهي أكبر منجم للخام في المقاطعة، إنتاجها من الفحم الحراري بأكثر من الضعف إلى ما يقرب من 15 ألف طن يومياً منذ منتصف أغسطس، وفقاً لما ذكرته صحيفة "سيتشوان ديلي" الحكومية في وقت سابق من هذا الأسبوع.

كما عززت شركة "سيشوان غوانغ آن" لتوليد الطاقة، أكبر محطة تعمل بالفحم في المنطقة، قدرتها على توليد الكهرباء بنسبة 170 في المئة هذا الشهر، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتتوقع محطة الطاقة أن يقفز إنتاج الكهرباء في أغسطس بنسبة 313 في المئة عن العام السابق.

قبل أيام، افتتحت المقاطعة أول احتياطي وطني للفحم في مدينة غوانغ آن. ولدى اكتماله سيكون قادراً على توفير ستة ملايين طن متري سنوياً، كما أمرت "سيتشوان" معظم المصانع بإغلاق أبوابها لمدة 11 يوماً رداً على أزمة الكهرباء، وأدى تقنين الطاقة إلى اضطراب سلاسل التوريد كما أثر في إنتاج الشركات الكبرى مثل "تويوتا" و"تيسلا" و"فوكس أن أن" في شنغهاي.

لا غنى عنه

وفق بيانه، قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ، إن بكين ستقدم مزيداً من الدعم لتوليد الطاقة بالفحم في هذه "اللحظة الحرجة" لضمان "عدم وقوع حادثة في إمدادات الطاقة".

وتشتري البلاد مزيداً من الفحم من دول أخرى وبخاصة روسيا، في وقت تتجنب الدول الغربية موسكو بسبب العقوبات الغربية.

وأظهرت إحصاءات الجمارك أن الصين جلبت 7.42 مليون طن من الفحم من روسيا خلال الشهر الماضي، بزيادة تبلغ نسبتها 14 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وهو أيضاً أعلى رقم شهري منذ أن بدأت الإحصاءات المقارنة عام 2017.

وقال محللون من "غوتاي غونان سيكيوريتز"، وهي شركة سمسرة مقرها شنغهاي، في تقرير صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن النقص الحالي في الطاقة أثبت أن الفحم "لا غنى عنه". وأشار التقرير إلى أن "الانخفاض في الطاقة الكهرومائية جعل البلاد أكثر اعتماداً على الفحم"، وتوقع بناء مزيد من محطات توليد الطاقة بالفحم إذا استمر الطقس القاسي في المستقبل.

في السياق، يتوقع المحللون في "كابيتال إيكونوميكس" أن تعزز الصين إنتاج الفحم وزيادة الواردات لسد الفجوات، لكنهم قالوا في مذكرة بحثية حديثة إن "من غير المؤكد على الإطلاق أن إمدادات إضافية ستصل في الوقت المناسب". وأضافوا، "إذا استمرت مخزونات الفحم في الانخفاض، فقد يستغرق الأمر أياماً قبل أن يضطر المسؤولون إلى تطبيق تقنين الطاقة على نطاق أوسع".

الصين مستفيدة

تعكف الصين منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) الماضي، على زيادة وارداتها من إمدادات الطاقة الروسية، مستفيدةً من انخفاض أسعارها وعزوف المشترين عنها.

وخلال الأشهر من مارس (آذار) وحتى نهاية يوليو (تموز) الماضيين، بلغت قيمة واردات البلاد من النفط الخام، والمنتجات النفطية، والغاز، والفحم من روسيا نحو 35 مليار دولار، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 133 في المئة، إذ قفزت قيمة الواردات الصينية من مستوى 15 إلى نحو 20 مليار دولار.

وتشير البيانات المتاحة إلى أن الصين أنفقت ما يصل إلى 7.2 مليار دولار، خلال شهر يوليو الماضي وحده على واردات الطاقة الروسية، ارتفاعاً من 4.7 مليار دولار خلال المدة ذاتها من العام الماضي بنسبة زيادة تبلغ نحو 53.2 في المئة، على الرغم من تباطؤ الاقتصاد الذي يكافح للتعافي من تداعيات موجات جائحة كورونا.

وشكلت شحنات الطاقة نحو 70 في المئة من حجم الواردات الصينية من موسكو خلال الشهر الماضي. وركزت البيانات الجمركية على واردات شهر يوليو الماضي بصورة تفصيلية، إذ سجلت واردات النفط الخام الروسي 7.15 مليون طن، مرتفعة بنسبة ثمانية في المئة على أساس سنوي، بينما انخفضت عن واردات شهر يونيو السابق له، كما حافظت موسكو على صدارتها بصفتها أكبر موردي مصافي التكرير الصينية.

اقرأ المزيد