Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نهاية مأسوية لحوت الـ "بيلوغا" التائه في نهر السين

بعد عملية إنقاذ واسعة أنهيت معاناته بالقتل الرحيم

آلت المحاولة الأخيرة لإنقاذ حوت الـ "بيلوغا" الذي كان تائهاً منذ أسبوع في نهر شمال غربي فرنسا ويعاني وضعاً صحياً مقلقاً إلى نهاية محزنة، إذ أنهيت معاناته بالقتل الرحيم الأربعاء، العاشر من أغسطس (آب)، بعد وضعه في شاحنة على اليابسة وكان متخصصون يأملون بمعالجته فيها ونقله إلى موقع آخر يعاد منه إلى البحر.

وكان الحوت البالغ طوله أربعة أمتار ويعيش عادة في المياه الباردة ويندر وجود مثيل له في فرنسا، رُصد في الثاني من أغسطس الحالي في المياه الدافئة والراكدة لقفل على نهر السين، على بعد نحو 160 كيلومتراً من مصب النهر عند القنال الإنجليزي.

وأثارت معاناة الحوت موجة تعاطف واسعة في فرنسا وخارجها، وعلى أثر عملية إنقاذ غير مسبوقة وضع الحيوان الذي يزن نحو 800 كيلوغرام في شاحنة مبردة قرابة الساعة الرابعة فجر الأربعاء (الثانية فجراً بتوقيت غرينتش)، بعد ست ساعات من الجهود لانتشاله من قفل سان بيار لا غارين على بعد 70 كيلومتراً شمال غربي باريس، حيث كان عالقاً.

وأوضحت الطبيبة البيطرية في هيئة الإنقاذ فلورانس أوليفييه كورتوا أن حياته كانت في خطر بفعل وجوده في مياه غير مالحة تبلغ حرارتها 25 درجة مئوية، مع "عنصري التلوث والضوضاء اللذين لا يلائمانه".

ولدى وصول الشاحنة عند الساعة الـ 10.30 صباحاً (8:30 بتوقيت غرينيتش) إلى مدينة ويستريهام الواقعة على ساحل المانش شمال غربي فرنسا، أجرى الأطباء البيطريون فحوصاً للـ "بيلوغا" قبل نقله إلى قفل مائي ومن ثم إلى البحر، كما أوضحت السلطات المحلية.

وأضافت السلطات المحلية أن "حال الحوت تدهورت خلال نقله على الرغم من الوسائل الفنية واللوجستية التي اعتمدت لهذا الغرض"، وشرحت أن "الخبرة البيطرية أظهرت حال الوهن الشديد التي كان يعانيها الحوت وفشل نشاط جهازه التنفسي، لذلك اتخذ بالإجماع مع الأطباء البيطريين قرار اللجوء إلى القتل الرحيم".

وأفادت الطبيبة البيطرية فلورانس أوليفييه كورتوا عبر "تويتر" بأن "الأطباء البيطريين لاحظوا خلال الرحلة تدهوراً في أنشطة الجهاز التنفسي" للحوت، وشرحت أن "الحيوان كان يعاني نقصاً في الأكسجين وبالتالي فمعاناته مؤكدة".

وأضافت، "بسبب تدهور حاله أثناء الرحلة قررنا عدم مواصلة نقله إلى موقع القفل المائي والشروع في القتل الرحيم، إذ كان يعاني وضعاً عضلياً لا يتيح له التنفس بشكل صحيح، واعتبرنا من غير المناسب وضعه في حوض ويستريهام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشددت على أن تشريح الحوت سيكون بالغ الأهمية بعد نفوقه، علماً بأن حوت "أوركا" علق في مايو (أيار) الماضي في نهر السين، ولم تنجح محاولات إنقاذه فنفق في نهاية المطاف بسبب الجوع.

وشددت منظمة "سي شيبرد" غير الحكومية على أن عملية النقل المحفوفة بالأخطار "كانت ضرورية لإعطاء فرصة لحيوان محكوم عليه بالفناء".

وشارك أكثر من 100 شخص منذ الثلاثاء في عملية الإنقاذ التي لم يسبق لها مثيل في فرنسا، وروى مندوبو وكالة الصحافة الفرنسية أن الغواصين الـ 24 المشاركين وعناصر الإنقاذ اضطروا إلى تكرار محاولة انتشال الحوت مرات عدة بين الساعة العاشرة ليل الثلاثاء والرابعة فجر الأربعاء لجذب الحيوان إلى الشباك والهيكل القادر على رفعه من الماء.

وتم التوصل في نهاية المطاف إلى رفع الحوت الذي كان يعاني وضعاً صحياً مقلقاً بواسطة شبكة سحبتها رافعة ووضعتها على سفينة شحن، حيث انكب عشرات الأطباء البيطريين الذين ارتدوا ملابس بيضاء على تقديم الإسعافات إليه.

ثم وضع الـ "بيلوغا" في شاحنة مبردة غادرت الموقع بعيد الساعة الـ 7:30 صباحاً (5:30 بتوقيت غرينيتش)، بسرعة منخفضة لتقطع مسافة 160 كيلومتراً إلى ويستريهام.

وذكر مرصد "بيلاجيس" المتخصص في الثدييات البحرية بأن حيتان الـ "بيلوغا" موجودة في مناطق قطبية وشبه قطبية، وأبرز موائلها مصب نهر السين لوران بمقاطعة كيبيك الكندية، في حين أن أقربها إلى السواحل الفرنسية موجود في سفالبارد، وهو أرخبيل يقع شمال النرويج على بعد 3 آلاف كيلو متر من نهر السين.

وأشار المرصد إلى أن هذا الحوت هو الثاني من نوع "بيلوغا" يتبين وجوده في فرنسا، إذ سبق وانتشل صياد واحداً عند مصب نهر لوار بوسط فرنسا عام 1948.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة