Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خبيرة: الأطفال قادرون على تعلم الكثير في المنزل خلال عطلة الصيف

الدكتورة جاكلين هاردينغ توضح أن الألعاب البسيطة وغير المكلفة تقدم فوائد تنموية مهمة للأطفال وتخفض مستويات التوتر والقلق

إبن عامين يصبح أصغر عضو في جمعية منسا (غيتي/أي ستوك)

أكدت خبيرة بريطانية أن الألعاب البسيطة كاستخدام القطع الكرتونية أو الأشرطة اللاصقة، يمكن أن تمنح الأطفال تجربةً تعليمية قيمة توازي في أهميتها أنشطة كبيرة، كالذهاب في رحلة نهارية طويلة إلى حديقة الحيوانات. وطمأنت الأهالي مع اقتراب العطلة الصيفية، إلى وجود كثير من الطرق التي يمكنها أن تساعد في نمو الأطفال وتوفر لهم أوقاتاً ممتعة في المنزل.

واستناداً إلى الدكتورة جاكلين هاردينغ الخبيرة في تنمية الطفل، فإن الألعاب البسيطة منخفضة التكلفة تنطوي على فوائد تنموية مهمة، إضافةً إلى أنها تسهم في تقليل مستويات التوتر والقلق لدى الأهالي والأطفال على حد سواء.

يمكن أن يكون اللعب بصندوق من الورق المقوى وبعض الشرائط اللاصقة تجربة تعليمية قيمة للأطفال مثل رحلة نهارية متقنة إلى حديقة الحيوان، وفقاً لأحد الخبراء.

مع اقتراب العطلة الصيفية، طمأن الآباء إلى أن هناك الكثير من الطرق للمساعدة في نمو الطفل وإبقائه مستمتعاً بالراحة في منزلك.

انطلاقاً من ذلك، طُلب من الأهالي تنفس الصعداء وعدم الاستسلام للقلق لناحية تأمين تكاليف تسجيل أطفالهم في أنشطة صيفية أو تنظيم نزهات باهظة الكلفة، من شأنها أن تشكل ضغوطاً مالية ونفسية عليهم.

تعتقد الدكتورة هاردينغ، وهي أيضاً خبيرة في الطفولة المبكرة في جامعة ميدلسكس بلندن، أن التواصل البسيط بالعين والاهتمام هو ما يتوق إليه الأطفال - منذ أعوامهم الأولى، بدءاً من لعبة "الغميضة" peek-a-boo إلى تلك الأكثر تقدماً.

وفي حين لا يوجد وقتٌ محدد للعب الفردي الذي يحتاجه الأطفال يومياً، إلا أنه يعتمد في الواقع على جودة التفاعل معهم واستعداد الأهل للمشاركة فيه.

وتقترح الدكتورة جاكلين هاردينغ على الأهالي مدخلاً إلى ذلك بالقول: "لماذا لا تبدأون بتخصيص 15 دقيقة فقط، للعب مع أطفالكم، فلن تلبثوا أن تشعروا بأنكم أنتم أيضاً ستستمتعون باللعب معهم لفترة أطول".

وتضيف: "إن اللعب هو أمرٌ لا يمكن للجهاز العصبي البشري أن يقاومه. أما السر الذي لم يتم الإفصاح عنه في شأن اللعب مع أطفالكم، فيتمثل في أنكم أنتم أيضاً ستجنون الفوائد نفسها: والنتيجة ستكون أن الجميع رابحون".

كُشِفَ عن ملاحظات الدكتورة هاردينغ في إطار حملة أطلقت عليها تسمية "بناء الذكريات السعيدة" Creating Happy Memories، وهي شراكةٌ بين مؤسسة "فيشر - برايس" Fisher-Price (التي تنتج ألعاباً تعليمية للرضع والأطفال) وجمعية "فاميلي أكشن" Family Action الخيرية (التي تقدم الدعم للأسر، ولا سيما في مسائل الصحة العقلية والأمان المالي).

وقد تم في هذا الإطار ابتكار خمسة أنشطة منخفضة التكلفة من شأنها أن تلهم الأهالي أثناء اللعب مع أطفالهم في المنزل خلال فصل الصيف، إضافةً إلى إجراءات صغيرة يمكن اتخاذها للمساعدة في تحقيق استفادة قصوى من اللعب سوياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول الدكتورة جاكلين هاردينغ: "إن الجانب المفرح هو أن ما يريده طفلكم الصغير أو الأطفال الأكبر سناً هو التفاعل الاجتماعي، وهذا مجاني. من هنا، فإنه أولاً وقبل كل شيء، لا داعي للشعور بالهلع إذا قال طفلكم إنه يشعر بالملل، لأن الصغار يستمتعون للغاية أثناء اللعب. إن الشعور بالملل يمكن أن يطلق العنان للخيال لديهم وخوض رحلة جديدة في اللعب".

وتشير إلى أن "إحدى الطرق الجيدة لمحاربة الملل، تتمثل في وضع طفلكم أمام نوع من التحدي - كأن يواجه تحدياً كل يوم - سواءٌ لجهة صنع روبوت من علب الكرتون، أو البحث عن كنز مخبأ، أو ربما الانخراط في أحد الأنشطة القائمة على الحواس، كقليل من البستنة، أو الذهاب إلى الحديقة العامة، أو أي فكرة أخرى ترغبون فيها".

وتنصح خبيرة تنمية الطفل الأهالي بوضع "قائمة بالأنشطة" كأن يكتب الطفل رسالة، وتعلق بالقول: "أتذكرون ذلك الشعور الذي كان يساوركم أثناء كتابة رسالة في طفولتكم، والإثارة التي كانت تغمركم عندما كنتم تضعونها في صندوق البريد عندما كنتم في الرابعة من العمر؟".

وتلفت الدكتورة هاردينغ أيضاً إلى أن للإبداع تأثيراً إيجابياً على الجهاز العصبي، بحيث يتيح للأطفال سبر أغوار المجهول وخوض تجربة اكتشاف الأشياء المثيرة للدهشة.

وتضيف قائلةً إنه "عندما تكونون مع أطفالهم، راقبوا تعابير وجههم ولغة جسدهم - فإنها كفيلة باطلاعكم على ما هم في حاجة إليه. وتتابع: "إنهم يقولون لكم، نحن في حاجة إلى النهوض والتحرك، والجري، أو القفز... نحتاج إلى القيام بأنشطة من هذا القبيل".

وتشير هاردينغ إلى أن "هناك طيفاً متنوعاً من الألعاب التي يمكن أن تساعد في ذلك... كالألعاب المرنة Malleable Play (التي يمكن تغيير أشكالها) واللعب من خلال الرسم، والقفز في الوحل، وغيرها. لكن لا تتوقعوا أن يظل منزلكم مرتباً على نحو مثالي - ولا بأس بغض الطرف قليلاً".

وفي إطار حملة "بناء ذكريات سعيدة"، تعاونت الممثلة الشهيرة جيما أتكينسون وابنتها ميا البالغة من العمر ثلاث سنوات، مع شركة "فيشر - برايس"، لتسليط الضوء على بعض الطرق البسيطة للتفاعل مع الأطفال، بما فيها ابتكار تصاميم من أشياء مهملة، واللهو في أحضان الطبيعة.

وتقول جيما أتكينسون في هذا الإطار: "ما زلت أتذكر الألعاب التي كان والداي يلعبانها معي، أريد أن تكون لدى ميا أيضاً ذكريات مشابهة".

وترى الممثلة البريطانية أن "من المهم للغاية أن نلعب مع أطفالنا. وتضم هذه الحملة مجموعة كبيرة من الموارد التي تشتمل على فيض من الأفكار الملهمة والنصائح المفيدة لتمضية موسم الصيف في ممارسة أنشطة ممتعة، غير مكلفة، ومليئة بفرص التعلم للأطفال الصغار".

ليزا لوهايسر الخبيرة من فريق "تنمية الطفولة المبكرة"  Early Childhood Development (يُعنى بتحسين أكثر من 450 لعبة سنوياً للأطفال من حديثي الولادة إلى عمر 8 سنوات) في مختبر ألعاب فيشر - برايس" Fisher-Price Play Lab، تقول إن "الأبحاث أظهرت أن اللعب يوازي من حيث أهميته التعلم في السنوات الأولى، وأن فرص التعلم تزداد أكثر عندما يلعب الأطفال مع آخرين، ولا سيما مع الذين يعتنون بهم".

وتضيف لوهايسر أنه "من خلال اللعب الهادف، يمكنكم مساعدة أطفالكم على تعلم أشياء جديدة، كما سيُتاح لكم اختبار أقصى إمكاناتهم وتعزيز الترابط في ما بينكم. وفي الواقع، ليس هناك من طريقة صحيحة أو خاطئة للعب. فلا يمكن لوجودكم مع أطفالكم أن يكون سلوكاً خاطئاً. وبغض النظر عن نوع الألعاب التي يمارسونها، فهم لا شك يتعلمون منها وينمون".

وتوضح الخبيرة في تنمية الأطفال أن "البيئة وأنواع الألعاب المتاحة لهم تؤثر في قدرة الأطفال على اللعب. من هنا، فإن تزويدهم بمجموعة متنوعة من الألعاب، وإيجاد الفرص المناسبة للتفاعل مع رفاقهم والمسؤولين عن الرعاية بهم، كلها عوامل من شأنها أن تغير طريقة تعاملهم وتجربتهم".

وأشارت لوهايسر أخيراً إلى أن "اختبار أنواع مختلفة من اللعب، كالاستكشاف، أو تبادل الأدوار، أو لعبة تركيب المكعبات التي يتم تجميعها وبنائها، يُعد جانباً مهماً في تعزيز النمو الكامل للأطفال".

للاطلاع على قائمة الموارد الخاصة بالألعاب التي تتضمنها حملة "تكوين ذكريات سعيدة"، يرجى زيارة موقع:  www.family-action.org.uk/creating-happy-memories

نُشر في اندبندنت بتاريخ 18 يوليو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات