أثناء الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، كان ديفيد كالفر في عمله، يوصل الطلبات إلى الزبائن، عندما اتصلت به زوجته ترودي.
طلبت منه أن يسرع إلى المنزل ليُخرج القطط منه. حاول تلبية طلبها لكنه مُنع من الاقتراب.
ويقول الرجل البالغ من العمر 67 سنة من نورفولك لصحيفة "اندبندنت"، "اضطررت للوقوف عند بوابة الحقل وتأمّل منزلنا الذي تلتهمه النيران كاملاً على الجانب الآخر من الحقل. كانت ألسنة اللهب تتصاعد من السقف".
شبّ الحريق في حقل مجاور لمنزل السيد كالفر خلال فترة الحرّ الشديد الذي ضرب المملكة المتحدة، وأدّى إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية للمرة الأولى في تاريخ البلاد وأدى إلى اندلاع عشرات الحرائق الخطيرة.
ثم تغيّر مسار الرياح، فتطايرت النيران باتجاه المنزل. ويقول السيد كالفر إن منزله ومنزل جاره "دُمّرا بالكامل".
ويضيف، "تأتي إلى العالم من دون أي شيء وتغادره بلا شيء كذلك، ولكنك لا تتوقع أن تجد نفسك فجأة مجرداً من كل شيء فيما لا تزال في منتصف العمر".
كان فوج الإطفاء في نورفولك من بين عدة أفواج أعلنت حالة الطوارئ يوم الثلاثاء مع اندلاع الحرائق في اليوم الذي بلغت فيه درجات الحرارة 40 درجة للمرة الأولى في تاريخ المملكة المتحدة. إذ أعلنت حالة الطوارئ في هيرتفوردشير ولسترشير ولندن كذلك.
اعتبر رجال الإطفاء حرائق يوم الثلاثاء "إنذاراً" بأزمة المناخ مع اندلاع مئات الحرائق.
وقد اشتعلت المنازل في كل أرجاء البلاد في ظل اشتداد القيظ، بما فيها في وينينغتون في العاصمة- حيث شبّه السكان المشاهد التي رأوها بالحرب الخاطفة أثناء الحرب العالمية الثانية- وكنت.
وفي قرية أشمانهو في شمال نورفولك، عجز السيد كالفر عن إخراج القطط فيما التهمت النيران منزله. وُجدت إحداها، واسمها تريجور، في الحديقة المحترقة لاحقاً وهي مريضة، فيما ما زالت الثانية مختفية.
أتت النيران على كافة مقتنيات الزوجين تماماً تقريباً. وتمكّنا من إنقاذ لوحة لوالديه- من المستغرب أنها بدت "سالمة" تماماً وهي معلّقة على الحائط- كما صورتين للعائلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول الرجل البالغ من العمر 67 سنة والذي يعمل في مشتل للنباتات "هذا كل ما تبقّى لنا من المنزل. طال الدمار كل الأشياء الأخرى. كانت لدينا الملابس التي كنا نرتديها فقط".
كما فُقد خاتم من الياقوت له قيمة عاطفية إذ كان ملك والدة ترودي.
أصبح الزوجان الآن مضطران لاستبدال كل ممتلكاتهما. ويقول إنهما ظنّا بأن بوليصة التأمين على مقتنياتهما كانت سارية المفعول ولكنهما اكتشفا أنّها منتهية الصلاحية.
لا يملك الزوجان مدّخرات كافية يمكنهما استخدامها، كما يضيف، ولهذا السبب أنشأ أحد أصدقائهما صفحة لجمع التبرعات من أجل مساعدتهما ومساعدة جارهما.
ورداً على سؤاله عن المكان الذي يعيشان فيه حالياً، يجيب السيد كالفر "نحن لا نعيش فعلياً، بل نتنقل من أريكة إلى أخرى".
ويضيف بضحكة، "من كان ليظن بأنني سأتنقل من أريكة إلى أخرى بعمر الـ67"؟
لم يتوقع أبداً أن يحدث أمر مشابه في قريته الصغيرة في نورفولك التي تضمّ نحو 200 نسمة. أتت سبع سيارات إطفاء وثلاث سيارات شرطة إلى المكان أثناء احتراق المنزلين.
ويقول السيد كالفر، "شكّلت الحادثة صدمة تامة. قلت للناس إن أشمانهو لم تختبر هذه الدرجة من الحماسة منذ الحرب".
© The Independent