Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عقارات لندن الفاخرة تجتذب أثرياء الصين مع انتعاش الشراء

تردي العلاقات بسبب حرب أوكرانيا أبعد رجال الأعمال الروس عن سوق المنازل الفارهة

احتل أثرياء الصين المراكز الخمسة الأولى في القائمة لأغلى العقارات التي بيعت في لندن العام الماضي (أ ف ب)

على الرغم من أن تراجع عدد المليارديرات الروس الذين يضعون أموالهم في عقارات العاصمة البريطانية من الشريحة عالية السعر يعود إلى سنوات، فإنه زاد مع الحرب في أوكرانيا والعقوبات على روسيا.

الحكومة البريطانية بدأت منذ فترة الاستجابة للضغوط بالتدقيق في الأموال مجهولة المصدر التي يتم ضخها في القطاع العقاري من المستثمرين من الخارج، ثم جاءت الحرب في أوكرانيا نهاية فبراير (شباط) الماضي لتزيد الحكومة البريطانية من حملتها على الأثرياء الروس وأصولهم، ما أدى إلى خروج كثيرين من قطاع العقارات الفارهة.

لكن الشركات العقارية وشركات السمسرة التي تعمل في صفقات الشريحة الأعلى من البيوت في لندن لم تكد تعاني غياب الأثرياء الروس حتى شهدت إقبالاً من أثرياء آخرين، وهم المستثمرون من هونغ كونغ والصين.

وبدأ الأثرياء الصينيون خصوصاً من المليارديرات الجدد في قطاعات العقار والتكنولوجيا يقبلون على العقارات الفارهة في لندن منذ نحو خمس سنوات. بخاصة في أحياء مثل ماي فير ونايتسبريدج وكنزينغتون وهامستيد.

ويتوقع العاملون في سمسرة العقارات الفارهة في العاصمة البريطانية أن يزيد هذا التوجه في الفترة المقبلة. وتنقل صحيفة "الصنداي تلغراف" عن بول فينش من شركة "بوشامب ايستيتس"، قوله "أصبحت أموال الروس حديث الأمس، الصينيون هم الأولوية الآن وهم يقبلون بشدة على السوق، خصوصاً الصينين من هونغ كونغ الذين يشترون العقارات الغالية في لندن".

الصينيون قادمون

بحسب بيانات لشركة "بوشامب"، فإن مليارديرات من الصين تصدروا قائمة مشتريات العقارات الفارهة التي يزيد سعر الواحد منها عن 24 مليون دولار (20 مليون جنيه استرليني)، العام الماضي 2021.

واحتل أثرياء الصين المراكز الخمسة الأولى في القائمة لأغلى العقارات التي بيعت في لندن العام الماضي، وتقدموا على الروس والأميركيين والبريطانيين والأفارقة الذين احتلوا بقية القائمة في بحث الشركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من بين أشهر العقارات التي اشتراها أثرياء من الصين العقار رقم 2-8 رتلاند غيت في نايتسبريدج المطل على حديقة هايد بارك الشهيرة وسط لندن، الذي اشتراه مطور العقارات الصيني تشونغ شانغ كيو عام 2020 بمبلغ يزيد على 240 مليون دولار (200 مليون جنيه استرليني).

ويعود بناء المبنى إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر وكان مملوكاً لأمير خليجي، كما كان منزلاً لرئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري.

يضم المبنى المكون من ثماني طوابق 45 غرفة نوم، وحصل الملياردير الصيني على تصريح من البلدية بإعادة تعديله ليصبح منزلاً فخماً تصل قيمته إلى أكثر من 600 مليون دولار (نصف مليار جنيه استرليني). ويعد العقار الأغلى في لندن سعراً حتى الآن.

من الصفقات الكبرى التي اقتنصها أثرياء صينيون أيضاً أحد العقارات في شارع كنزينغتون بالاس غاردنز، على بعد بيوت عدة من بيت الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش. واشتراه الملياردير الصيني وانغ جيانلين صاحب مجموعة "داليان واندا" للتطوير العقاري والخدمات المالية ودور السينما. ودفع في العقار مبلغاً يقارب 100 مليون دولار (80 مليون جنيه استرليني). وتقدر ثروة جيانلين بأكثر من 12 مليار دولار.

مخاوف جديدة

يقول العاملون في سمسرة العقارات الفارهة إن الأثرياء الصينيين أقل اهتماماً بالأمور الأمنية من نظرائهم الروس، لكن التعامل معهم ليس سهلاً، فالأثرياء الروس كانوا يرون العقار ويعجبهم فيشترون مباشرة، أم الصينيون فلديهم جيش من المرافقين والوسطاء وتأخذ المفاوضات معهم وقتاً طويلاً، حسب قول السمسارة لـ"صنداي تلغراف"، وغالباً لا يكون هناك أي تواصل مع المالك الحقيقي الذي تتم الصفقة لصالحه.

من العقارات الفارهة التي يتفاوض عليها أثرياء صينيون العقار المعروف باسم "بيت غوتشي" في ماي فير، الذي كان مقراً لرئاسة شركة الأزياء الإيطالية الفاخرة الشهيرة.

والعقار المكون من ثماني غرف نوم معروض في السوق بسعر 66 مليون دولار (55 مليون جنيه استرليني). ويضم المبنى المكون من سبعة طوابق قاعة سينما وحمام سباحة داخلي وساونا وغيرها. وتتولى شركة "بوشامب" تسويقه وتقول إن هناك عدداً من الأثرياء الصينيين مهتمون بالشراء.

وأضاف بول فينش أن "الصينيين مهمون جداً لنا الآن، ويشكلون النسبة الأكبر من صفقات العقارات الغالية التي نقوم بها".

حسب قائمة "فوربس" الأخيرة لأثرياء العالم تظل الولايات المتحدة في المقدمة من حيث عدد المليارديرات الذين بلغ عددهم العام الماضي 735 مليارديراً بزيادة 11 مليارديراً عن عام 2020.

وتأتي الصين في المرتبة التالية بعدد 607 مليارديرات، لكن بزيادة سنوية كبيرة إذ أضافت الصين 60 مليارديراً جديداً العام الماضي مقارنة مع الذي قبله.

ومع أن توتر العلاقات بين لندن وبكين لم يردع أثرياء الصين من الإقبال على وضع أموالهم في العقارات الفارهة في العاصمة البريطانية، فإن هناك مخاوف من أن ما حدث مع أثرياء الروس يمكن أن يحدث مع أثرياء الصين. خصوصاً أن الحكومة الصينية ذاتها تشن حملة على الأثرياء الصاعدين وتدقق في ثرواتهم، حتى إن بعض هؤلاء المليارديرات الجدد حوكموا ويقضون عقوبات بالسجن في الصين.

ويقول الناشطون ضد الفساد وغسل الأموال إن على السلطات البريطانية أيضاً التدقيق في مصادر أموال الداخلين الجدد من الصين إلى قطاع العقارات الفارهة في لندن مع احتمال الشبهات.