لا تغيب الطائرات العسكرية الأردنية عن أجواء رام الله، فهي تتولى منذ أشهر نقل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عمّان للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أو كمحطة للانطلاق إلى عواصم العالم.
واليوم الأحد، الـ24 من يوليو (تموز) الحالي، نقلت طائرة عسكرية الرئيس عباس إلى عمّان قبل أن يجتمع مع الملك عبد الله الثاني في قصر الحسينية ضمن لقاء هو الثاني من نوعه خلال أقل من شهر.
ويأتي لقاء اليوم بعد جولة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب وبيت لحم ثم جدة.
الانتخابات الاسرائيلية
وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله والرئيس عباس بحثا في قصر الحسينية في عمّان "التطورات في المنطقة، خاصة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة وتأثيرها على فرص استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين". كما تم خلال اللقاء "التأكيد على استمرار التنسيق الأردني الفلسطيني لتذليل العقبات الإسرائيلية على جسر الملك حسين، والتي تتسبب بازدحامات للمسافرين".
وشهد جسر الملك حسين/ألنبي بين الأردن والأراضي الفلسطينية اكتظاظاً غير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية، وفق ما قال مسؤول أردني، عازياً ذلك إلى عدم قدرة الجانب الإسرائيلي على استيعاب أعداد المسافرين المتزايدة بعد انتهاء موسم الحج وعيد الأضحى.
وأكد الملك خلال اللقاء "ضرورة التحرك الأردني الفلسطيني المشترك على مختلف المستويات للبناء على النشاط الدبلوماسي في المنطقة بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن وانعقاد قمة جدة للأمن والتنمية".
وشدّد الملك على "أهمية مواصلة التنسيق الأردني الفلسطيني خصوصاً قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل"، مشيراً الى "حرص بلاده على إعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية أمام المجتمع الدولي". كما شدّد على "ضرورة شمول الأشقاء الفلسطينيين في المشاريع الإقليمية وتمكينهم ودعم صمودهم على الأرض وعدم تهميشهم".
وأعاد الملك التأكيد على "وقوف الأردن الكامل مع الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة"، مشيرا إلى "مواصلة المملكة بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات".
مباحثات سابقة
وفي يونيو (حزيران) الماضي وقبل زيارة بايدن إلى المنطقة، بحث الطرفان سبل تهيئة الأجواء لإطلاق عملية سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967.
وتأتي زيارة اليوم ضمن التنسيق المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية.
وقبل ساعات على الزيارة غير المعلن عنها مسبقاً، أكد العاهل الأردني أن "الجهود منصبة خلال الأيام والأسابيع المقبلة على التواصل الفاعل مع الأطراف المعنية وتهيئة الظروف لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، فالعاهل الأردني يرى أنه "لا أمن ولا استقرار ولا سلام في المنطقة من دون حل يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني ويلبي حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني ضمن خطوط الرابع من يوينو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وقال الملك عبد الله في مقابلة مع صحيفة الرأي الأردنية إن "القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والاستقرار الشامل والدائم ولا يمكن تجاوزها".
وأشار العاهل الأردني إلى استمرار التنسيق مع واشنطن والقاهرة والدول العربية " ضمن جهود إعادة إحياء عملية السلام"، مضيفاً أن قمة جدة "عكست أولوية القضية الفلسطينية ومركزيتها وحجم التنسيق بين الدول العربية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت الرئاسة المصرية أعلنت الشهر الماضي اتفاق الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد على "العمل لترتيب لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف تضم مصر وإسرائيل والرئيس الفلسطيني خلال الفترة المقبلة من أجل إعادة تنشيط مفاوضات السلام".
وفي موقف لافت رفض الملك عبد الله الثاني ما سماه تهميش الفلسطينيين من المشاريع التنموية الإقليمية، "باعتبارهم الأقرب إلينا ونريد أن تكون لهم مكانة ونصيب منها".
وشدد العاهل الأردني على أن "التمكين الاقتصادي ليس بديلاً عن الحل السياسي، فلا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية من دون حل سياسي للصراع"، وذلك في تطابق مع الموقف الفلسطيني.
ومع أن الرئيس عباس أعلن تأجيل تنفيذ القرارات الخاصة بالمجلس المركزي حول قطع العلاقة مع إسرائيل إلى ما بعد زيارة بايدن بطلب عربي ودولي، إلا أن القيادة الفلسطينية لم تجتمع حتى الآن لحسم تنفيذه من عدمه بعد نحو 10 أيام على الزيارة.
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية عقب زيارة بايدن إلى بيت لحم ولقائه عباس أن الموقف الأميركي "خطوة متقدمة عن سابقاتها ويجب البناء عليها"، إلا أن المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة عاد اليوم للتلويح بأن قرارات المجلس المركزي "لا يمكن تأجيلها إلى ما لا نهاية، وبأنها على الطاولة"، وذلك بعد قتل الجيش الإسرائيلي شابين فلسطينيين في نابلس.
وكشف أبو ردينة عن تفاهمات توصل إليها الرئيس عباس مع بايدن لتهدئة الأوضاع، إلا أنه أوضح أن إسرائيل غير معنية بذلك، داعياً واشنطن باعتبارها الجهة الوحيدة التي تؤثر في تل أبيب إلى إلزامها بالقانون الدولي والاتفاقات الثنائية.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إلى احتمال عقد اجتماع لدرس وتقويم زيارة بايدن لاتخاذ القرارات المناسبة.