Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكمامة تعود إلى مستشفيات بريطانيا بعد أسابيع من التخفيف

مسؤول طبي ينبه إلى تأثيرات مضرة محتملة على مدة انتظار المرضى لتلقي العلاج

دول كثيرة أعادت بعض إجراءات الوقاية من كورونا في ظل الموجة الخامسة للفيروس (بيكساباي.كوم)

علمت "اندبندنت" أنه نتيجة لارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا في المملكة المتحدة، عاودت بعض المستشفيات الالتزام بمتطلبات وضع كمامات الوقاية داخل أجنحتها، وذلك بعد أسابيع من تخفيف القواعد الوقاية من تلك الجائحة.

وكذلك نبه خبراء إلى زيادة في عدد حالات الإصابة بالعدوى، في ما يعتقد أنها الموجة الخامسة من الوباء، بعد أن ثبتت إصابة فرد من كل 40 في بريطانيا بالفيروس.

في غضون ذلك، أظهرت أحدث بيانات هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس) NHS، وجود أكثر من 8 آلاف مريض مصاب بفيروس كوفيد في أجنحة المستشفيات، بعد تحذيرات من تأثير ذلك على أوقات الانتظار فيها.

وفي إطار مواجهة هذا الواقع المستجد، طالبت ثلاث مؤسسات استشفائية كبرى العاملين لديها، بوجوب وضع كمامات مع تحذير من احتمال اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا كانت مرافق "أن أتش أس" ستتعامل مع موجة أخرى من فيروس كورونا.

وفي يونيو (حزيران) 2022، نقلت هيئة "الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا"، إلى المستشفيات وعيادات الأطباء العامين، عقب توجيهات من "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، انتفاء الحاجة لوضع كمامات، وأنها لم تعد مطلباً ضرورياً، في وقت تخلت فيه مستشفيات في "ويلز" عن تطبيق قواعد مواجهة الفيروس في مايو (أيار) الماضي.

في المقابل، دفع الارتفاع الجديد في عدد حالات الإصابة داخل الأجنحة، بما لا يقل عن 7 مستشفيات في مختلف أنحاء إنجلترا، إلى الطلب من العاملين لديها معاودة استخدام الكمامات داخل الأقسام اعتباراً من الثلاثاء.

وقد سجلت زيادة في حالات الإصابة بالعدوى داخل المستشفيات في مختلف أنحاء إنجلترا بنسبة تفوق الثلث، وارتفعت الإصابات أيضاً في المجتمعات بنحو مليون و700 ألف حالة الأسبوع الماضي.

وفي سياق متصل، أشارت آخر البيانات الصادرة عن هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" إلى أن عدد مرضى "كوفيد" في المستشفيات في جميع أنحاء إنجلترا، قفز من 1,011 شخصاً يوم السبت، إلى 1,276 في اليوم التالي، في وقت بلغ عدد الأسرة في المستشفيات التي يشغلها مرضى كورونا 8,120 سريراً.

في المقابل، صدرت تحذيرات من التأثير السلبي للمهرجانات والفعاليات الصيفية الكبيرة على غرار "مهرجان غلاستونبري" (تستضيفه "بيلتون سومرست"، جنوب غربي إنجلترا، ويدوم 5 أيام، وتعرض خلاله فنون مسرحية وموسيقية معاصرة ويستضيف سيركاً وملاهي) على معدلات الإصابة بالعدوى، خصوصاً بعد الإبلاغ عن إصابة مليون و700 ألف شخص بـ"كوفيد" الأسبوع الماضي.

وفي حديث عن تلك المعطيات مع "اندبندنت"، أشار الدكتور تيم كوكسلي رئيس "جمعية طب الحالات الحرجة" Society for Acute Medicine [تخصص طبي يتضمن يقدم عناية متخصصة وفورية للمرضى البالغين الذين يعانون حالات صحية تؤدي إلى إدخالهم إلى المستشفيات كحالات طارئة]، إلى أن "وباء "كوفيد" سلط الضوء في العامين الماضيين على حجم الأزمة الصحية التي كانت متنامية في الأساس، وجاء الوباء ليزيد من حدتها".

وأضاف أن "حالات التغيب المتزايد للموظفين، إضافة إلى معاناتهم من الإرهاق والاكتئاب، كانتا ولا تزالان لهما الأثر الكبير على مستوى أدائهم العام خلال هذه المرحلة. ولن يكون من شأن موجات مستقبلية وأعداد إصابات كبيرة محتملة بالإنفلونزا، سوى تعميق هذه المشكلات، الأمر الذي قد يجعل آمال المرضى والأطباء والسياسيين على حد سواء بتفعيل "خطة الانتعاش الاختيارية" [خطة مشتركة بين الحكومة ومرافق "أن أتش أس" لمعالجة التراكم غير المسبوق في عدد المرضى الذين ينتظرون علاجاً غير عاجل في إنجلترا]، آمالاً غير واقعية بعض الشيء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الأسبوع الماضي، أقر وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، بأنه لا توجد حلول قصيرة المدى للتحديات الراهنة، وهذا أمر يتعين ألا يكون مثار جدل، لكن نظراً إلى مستويات الأزمة الراهنة واحتمال نشوء مزيد من موجات "كوفيد"، وما يمكن أن يستتبع ذلك من انعكاسات سلبية إضافية على قوائم انتظار المرضى والتجارب السيئة التي يمكن أن يتعرضوا لها، لا بد من أن نعمل حالاً على الاستثمار في القوى العاملة والإمكانات الكامنة في القطاع، تحسباً لتفاقم الأزمة. إن أي تدهور إضافي للأوضاع الراهنة يشكل لنا هاجساً مقلقا".

ويوم الاثنين الماضي، أبلغت إدارة "مؤسسة مستشفيات جامعة كامبريدج" Cambridge University Hospitals Foundation Trust التابعة لهيئة "أن أتش أس"، الموظفين العاملين في فرعيها، بإلزامية وضع كمامات في مختلف الأقسام التي يكونون فيها على تماس مع المرضى، وذلك نتيجة "تزايد حالات الإصابة بفيروس "كوفيد" في المجتمعات والمستشفيات المحلية".

وكذلك أكدت تلك المؤسسة الاستشفائية أن لديها 158 موظفاً غائباً عن العمل بسبب كورونا، و62 مريضاً ثبتت إصابتهم بالفيروس، بعد أن كان الرقم عند عتبة 37 إصابة في الثالث عشر من يونيو (حزيران).

في المقابل، عادت "مؤسسة نورث ويست أنغليا" التابعة لهيئة "أن أتش أس" North West Anglia NHS Foundation Trust التي تدير ثلاثة مستشفيات، إلى تطبيق قواعد وضع الكمامة بسبب تزايد مخاطر "كوفيد"، فيما طلبت "مستشفيات تورباي أند ساوث ديفون" Torbay and South Devon Hospitals من المرضى، الثلاثاء، معاودة ارتداء الكمامة، بعد أن أسقطت هذا الشرط في العاشر من يونيو 2022.

وفي ويلز، فرضت السلطات الصحية على العاملين والزائرين وضع الكمامة "بمفعول فوري"، بعد إلغائها ذلك الشرط في شهر مايو (أيار) الماضي.

وفي يوم الجمعة، طلبت "أن أتش أس لوثيان" NHS Lothian في اسكتلندا [إحدى المناطق الـ14 التي تغطيها "خدمات الصحة الوطنية" في اسكتلندا]، أيضاً من المرضى معاودة ارتداء الكمامات، بعد أن أكدت في وقت سابق أن خمس طاقم التمريض لديها متغيب بداعي المرض بسبب كورونا.

وفي سياق متصل، أشار تحليل أجراه الدكتور توم لوتون الاستشاري في العناية المركزة والاختصاصي في التخدير في "مستشفى برادفورد التعليمي" Bradford Teaching Hospital، واطلعت عليه "اندبندنت"، إلى أنه من المحتمل أن يكون أكثر من 200 مريض قد أصيبوا بعدوى "كوفيد" داخل المؤسسات الاستشفائية خلال الأيام الثمانية والعشرين الأخيرة.

في نفس مشابه، نقلت مجموعة "العائلات المعرضة للخطر سريرياً" Clinically Vulnerable Families التي تمثل المرضى في مختلف أنحاء البلاد، إلى "اندبندنت"، أن استطلاعاً أجري على مستوى أعضائها بين أن مئات الأفراد ذكروا أنهم سيعيدون النظر في تلقي علاجاتهم في المستشفيات بسبب ارتفاع مخاطر الإصابة بفيروس كورونا فيها.

واستطراداً، أظهرت آخر الأرقام الصادرة عن "المكتب الوطني للإحصاء" Office for National Statistics حدوث 264 حالة وفاة بسبب "كوفيد-19" في الأيام السبعة حتى السابع عشر من يونيو (حزيران)، بانخفاض طفيف عن 284 حالة في الأسبوع الذي سبق. وفيما لم ترتفع أرقام الوفيات بعد، إلا أن "مجموعة تقييم المخاطر في الاستجابة لكوفيد" Covid Actuaries Response Group [هيئة تطوعية مؤلفة من خبراء الصحة العامة تجمع إحصاءات وتحلل طرق الاستجابة لكورونا] رجحت أن يرتفع عدد الوفيات الناجمة عن العدوى.

في ذلك الصدد، تحدثت إلى "اندبندنت" الدكتورة هيلين سالزبوري من "الفريق الاستشاري العلمي المستقل"Independent Scientific Advisory Group، أنها لا تجد سبباً منطقياً لتخلي مقدمي الرعاية الصحية عن متطلبات وضع الكمامات، وحذرت من أن الخطوة تشكل خطراً على الأفراد الأكثر هشاشة.

وأضافت، "إن الكمامة تقلل خطر العدوى. وإذا  ارتفع عدد الإصابات فسيزداد عدد الموظفين الذين يلتقطون العدوى، أو يصبح من الصعب أكثر إدارة مستشفى إذا ما أصيب موظفوه بالفيروس، وسيضطر حكماً إلى التوقف عن العمل".

واستطراداً، جاء ذلك التحذير في وقت أطلقت فيه الحكومة البريطانية، الثلاثاء، تحقيقاً رسمياً شاملاً في تعامل المملكة المتحدة مع جائحة كورونا، برئاسة البارونة هاليت.

كذلك أعرب ناطق باسم "مؤسسة مستشفيات جامعة كامبريدج"، عن قناعته بـ"إن موقفنا اتسم منذ البداية باعتماد الحذر والمراقبة والاستجابة للتغير في معدلات الإصابة بالعدوى في المجتمع، ورصد عدد المرضى داخل المستشفى المصابين بفيروس كوفيد، وذلك من أجل الحفاظ على سلامة مرضانا وموظفينا وزائرينا. لهذا السبب، نطلب من الجميع، بمن فيهم المرضى، وضع الكمامة في أماكن المعاينات ومعالجة المرضى. ولا يشمل هذا الإجراء في الوقت الراهن سائر الأماكن الأخرى، كقاعات الاستقبال الرئيسة والردهات، وأماكن تناول الطعام، والممرات".

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 30 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من صحة