تواجه خدمة الصحة الوطنية (NHS) نقصاً في لوازم الغسيل من شأنه أن يترك تداعيات كبيرة على عدد الأسرّة المتوفرة في المستشفيات بحسب ما حذّر أحد روّاد هذا القطاع مع إبلاغ طاقم عمل إحدى المستشفيات التابعة لخدمة الصحة "بتغيير الشراشف فقط عند الضرورة".
وقالت جمعية خدمات المنسوجات (TSA) التي تمثّل عدداً من قطاعات الغسيل التي تزوّد خدمة الصحة الوطنية بالموارد بأنّ بريكست وجائحة كورونا تسببا بنقصٍ كبير في اليد العاملة ممّا صعّب مهمة تلبية الطلب في مختلف قطاعات الرعاية الصحية والضيافة.
وفي تصريحٍ لصحيفة "اندبندنت"، قال دافيد ستيفنز الرئيس التنفيذي في جمعية خدمات المنسوجات بأنّ "النواقص الحاصلة في بياضات الأسرّة وأدوات الغسيل خلّفت تداعيات على توفير الأسرّة في المستشفيات التابعة لخدمة الصحة الوطنية" وأضاف بأنّ "فترة التعافي بعد كوفيد ترافقت بطلبٍ مرتفع على المنتجات فيما كانت سلسلة التوريد عاجزة عن التسليم".
وفي رسالةٍ إلكترونية داخلية تمّ إرسالها لطاقم العمل الشهر الماضي في مستشفيات جامعة أكسفورد التابعة لصندوق هيئة الخدمات الصحية الوطنية، قال أحد كبار المسؤولين بأنّ الصندوق وهيئة الصحة الوطنية "يواجهان مشكلات حادة مع سلسلة التوريد لتسليم بياضات الأسرّة"، مضيفاً بأنّ الوضع "خطير للغاية حالياً".
وجاء في نصّ الرسالة الإلكترونية: "الرجاء اتّباع الممارسات الجيدة في إطار الوقاية من العدوى ومعالجتها، ولكن نطلب منكم تغيير الشراشف فقط إذا دعت الحاجة. على سبيل المثال، قوموا دائماً بتبديل الشراشف بين المريض والآخر ولكن لا تبدلوا شراشف السرير للمريض نفسه يومياً إن كان ذلك ممكناً".
وعلمت "اندبندنت" بأنّ طاقم الغسيل في مستشفى كينغستون ومستشفى كرويدون ومستشفيات ابسوم وسان هاليير الجامعية ومستشفى سان جورج أُبلغ من قبل شراكة المشتريات في جنوب غربي لندن بشأن التأخير في تسليم بياضات الأسرّة والنقص في سلسلة التوريد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما تمّ إبلاغ طواقم المشتريات بعدم الإفراط في الطلبات كتدبيرٍ احترازيّ وسط المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى المزيد من النقص في هذا المجال.
وعُلم أيضاً بأنّ المستشفيات في يوركشاير وهامبرسايد أُبلغت بشأن العراقيل الحاصلة في توفير بياضات الأسرّة.
وأضاف ستيفنز قائلاً: "هنالك مشكلات في توريد مواد الغسيل ضمن خدمة الصحة الوطنية إلى أن نشهد عودة تدريجية وأكثر طبيعية في الأوضاع التجارية. نحن نعاني كقطاع. فخلال فترة ما بعد كوفيد وما بعد بريكست فقدنا قدرة الدخول إلى سوق عمل كبير في ما يتعلق بمنتجات الغسيل في قطاعي الرعاية الصحية والضيافة (الفنادق). لدينا ضغوطات إضافية في الحصول على المنتجات في المقام الأول".
وفي هذا الإطار، شرح بأنّ ازدياد الطلب على اللوازم الذي أعقب تخفيف قيود جائحة كورونا "أججه فرض إقفال تام إضافي في الصين وإعاقة الحركة في قناة السويس؛ فضلاً عن تراجع في كمية محاصيل القطن".
وأشار ستيفنز أنّه مباشرةً في أعقاب الجائحة، توافرت أربعة آلاف وظيفة شاغرة من أصل 24 ألف وظيفة في قطاع الغسيل (أعمال المصبغة) في المملكة المتحدة. وأضاف بأنّ الوضع تحسّن نوعاً ما ولكن إعادة تدريب طاقم العمل "يستغرق وقتاً".
وفي سياق متصل، ارتفعت تكاليف التصنيع نتيجةً للزيادة الأخيرة في أسعار الطاقة مما فاقم حدّة الضغوط الحالية التي يواجهها مورّدو البياضات ومنتجات الغسيل على حدّ قول ستيفنز. وأردف قائلاً: "ارتفعت أسعار الطاقة بشكلٍ مطّرد في ظلّ عدم وجود تغطية للطاقة ضمن القطاع التجاري. شهدنا أمثلة عن ارتفاعٍ بلغ 300 في المئة في وقتٍ تمثّل الطاقة أكثر من 10 في المئة من تكاليف الغسيل الإجمالية ولا شكّ أنّ لهذا الأمر تداعيات ملحوظة". وأضاف ستيفنز أنّ التكاليف المرتبطة بالسائقين والمهندسين ارتفعت بين 10 و15 في المئة نتيجةً لبريكست.
وفي غضون ذلك، صرّح متحدّث باسم صندوق المشتريات في لندن التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية قائلاً: "لاحظنا زيادة في الطلب على الأسعار في سوق توريد خدمات البياضات للصناديق التابعة لخدمة الصحة الوطنية وهي تفوق مستويات التضخّم الحالية، بالإضافة إلى إرادة من المورّدين للتهرّب من العقود في حال عدم تلبية هذه الطلبات بسبب الضغوطات المالية التي يواجهها المورّد".
نُشر في اندبندنت بتاريخ 29 يونيو 2022
© The Independent