Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين والهند: النفط الروسي الرخيص ينعش الطلب بعد الحرب

فروق الأسعار الفورية أقل بنحو 29 دولاراً للبرميل مقارنة بما كانت عليه سابقاً

بينما ترتفع مشتريات آسيا من الخام الروسي، قرر الاتحاد الأوروبي منع معظمها بنهاية هذا العام (أ ف ب)

وصلت تدفقات الخام الروسي إلى الهند إلى 3.36 مليون طن متري في مايو (أيار)، وفقاً لتقديرات "رفينيتيف"، وهي أعلى بنحو تسع مرات من المتوسط الشهري لعام 2021 البالغ 382.500 طن متري. أضافت "رفينيتيف" أن البلاد تلقت بشكل عام 4.8 مليون طن متري من النفط الروسي المخفض التكلفة منذ بدء حرب أوكرانيا، ويتم تداول نفط الأورال من روسيا حالياً عند نحو 95 دولاراً للبرميل، في حين أن خام برنت القياسي العالمي فوق 119 دولاراً للبرميل، وجزء من سبب التفاوت في الأسعار هو تجنب الغرب النفط الروسي، وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق، في مطلع يونيو (حزيران)، على حظر 90 في المئة من واردات النفط الروسية بحلول نهاية العام، وتعتبر أوروبا هي أكبر مُشترٍ للطاقة الروسي.

وحظرت الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا واردات الطاقة الروسية، في حين قد يؤدي الحظر المفروض من مستورد ضخم مثل أوروبا إلى زيادة الضغط على الاقتصاد الروسي، لكن موسكو وجدت مشترين آخرين في آسيا، فعادة ما تشتري الهند، التي تستورد 80 في المئة من نفطها، ما بين اثنين إلى ثلاثة في المئة فقط من روسيا، لكن مع ارتفاع أسعار النفط هذا العام، زادت الحكومة الهندية بشكل مطرد من استهلاكها من موسكو، مستفيدة من التخفيضات الكبيرة.

ووفقاً لـ"رفينيتيف"، ارتفعت تدفقات الخام الروسي إلى الهند إلى 1.01 مليون طن متري في أبريل (نيسان) من 430 ألف طن متري في مارس (آذار)، ولم ترد وزارة البترول والغاز الطبيعي الهندية على الفور على استفسار "سي أن أن  بزنس"، حول تأثير الحظر الجزئي الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على العلاقات النفطية بين اقتصاد جنوب آسيا وموسكو، وفي وقت سابق من شهر مايو، قللت الهند من شأن ارتفاع الواردات. وقالت وزارة البترول والغاز الطبيعي، في بيان، إن البلاد تستورد النفط من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك كميات كبيرة من الولايات المتحدة. ولفتت وزارة النفط الهندية في بيان إلى أنه "على الرغم من محاولات تصوير ذلك بطريقة أخرى، فإن مشتريات الطاقة من روسيا تظل ضئيلة مقارنة بإجمالي استهلاك الهند". أضافت أن "معاملات الطاقة المشروعة في الهند لا يمكن تسييسها".

وامتنعت الهند عن اتخاذ موقف متشدد ضد موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، وتتمتع روسيا والهند بتاريخ طويل من العلاقات الودية، والتي تمتد إلى الحقبة السوفياتية عندما ساعد الاتحاد السوفياتي الهند على الفوز في حرب عام 1971 مع باكستان.

الصين زادت واردتها من النفط الروسي

الهند ليست العملاق الآسيوي الوحيد الذي يشتري النفط الروسي، فقد انطلقت الصين، التي كانت تاريخياً أكبر مُشترٍ للنفط الروسي، في جولة تسوق هي الأخرى، وتكثف الصين مشترياتها من النفط من روسيا بهدوء بأسعار منافسة، وفقاً لبيانات الشحن وتجار النفط الذين تحدثوا إلى "رويترز"، ما يملأ الفراغ الذي خلفه تراجع المشترين الغربيين عن التعامل مع روسيا بعد هجومها على أوكرانيا، وتأتي الخطوة التي اتخذتها أكبر مستوردة للنفط في العالم بعد شهر من تقليصها في البداية للإمدادات الروسية، خوفاً من الظهور وكأنها تدعم موسكو علانية، وربما تعريض عمالقة النفط المملوكة للدولة لعقوبات.

وكانت قد قفزت واردات الصين من النفط الروسي المنقولة بحراً إلى مستوى قياسي قريب من 1.1 مليون برميل يومياً في مايو ارتفاعاً من 750 ألف برميل يومياً في الربع الأول و800 ألف برميل يومياً في 2021، وفقاً لتقدير "فورتكسا أناليتيكس".

وتقود "يونيبيك"، الذراع التجارية لشركة "سينوبيك"، أكبر شركة تكرير في آسيا، عمليات الشراء جنباً إلى جنب مع "زينهوا أويل"، وهي وحدة تابعة لمجموعة شركات الدفاع الصينية "نورينكو"، وفقاً لبيانات الشحن، وتقرير سمسار السفن الذي اطلعت عليه "رويترز" وخمسة تجار قالوا إن "ليفنا شيبينغ ليمتد"، وهي شركة مسجلة في هونغ كونغ، ظهرت كشاحن رئيس للنفط الروسي إلى الصين، ورفضت "سينوبيك" التعليق لـ"سي أن بي سي". ولم ترد "زينهوا أويل" و"ليفنا" على طلبات التعليق، وتملأ الشركات الثغرة التي خلفها المشترون الغربيون بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي تسميه روسيا "عملية عسكرية خاصة". وقال أحد المتداولين الصينيين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"رويترز"، "بدأ الوضع يأخذ منعطفاً جذرياً بعد خروج فيتول وترافيجورا ما خلق فراغاً، والذي لا يمكن ملؤه إلا من قبل الشركات التي يمكنها توفير القيمة والموثوق بها من قبل نظرائهم الروس".

والسعر المنخفض للنفط الروسي، فروق الأسعار الفورية أقل بنحو 29 دولاراً للبرميل مقارنة بما كان عليه قبل الحرب، وفقاً للتجار، وهو نعمة لمصافي التكرير في الصين لأنها تواجه هوامش متقلصة في ظل اقتصاد متباطئ، ويعد السعر أقل بكثير من البراميل المنافسة من الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة، وتتلقى الصين بشكل منفصل نحو 800 ألف برميل يومياً من النفط الروسي عبر خطوط أنابيب بموجب اتفاقات حكومية، ما رفع واردات مايو إلى ما يقرب من مليوني برميل يومياً، وهو ما يمثل 15 في المئة من الطلب الإجمالي للصين، وبالنسبة لروسيا، تساعد مبيعات النفط في التخفيف من وطأة العقوبات على اقتصادها.

مشترو الدولة

ومن المقرر أن تشتري الشركات الصينية المملوكة للدولة، بقيادة "سينوبيك"، و"زينهوا أويل"، ثلثي مزيج "أي أس بي أو" (خط أنابيب نفط شرق سيبيريا - المحيط الهادي) من الدرجة الرائدة في روسيا من الشرق الأقصى في مايو، بزيادة من الثلث قبل حرب أوكرانيا، وصدرت روسيا نحو 24 مليون برميل في مايو بزيادة ستة في المئة عن أبريل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت "سينوبيك" قد اشترت وحدها ما لا يقل عن 10 شحنات من "أي أس بي أو" في مايو، ما يضاعف حجمها قبل الحرب، وسجل بعض الصفقات حسماً قياسياً قدره 20 دولاراً للبرميل من دون خام دبي القياسي على أساس "أف أو بي كوزمينو" (تسليم على ظهر الباخرة)، بحسب ما قال ثلاثة من التجار، وتنقل "سينوبيك" و"جينهوا" و"ليفنا" المزيد من النفط من كل من موانئ بحر البلطيق الروسية في شمال غربي أوروبا ومركز التصدير في الشرق الأقصى، كما استأجرت شركة "جينهوا"، أصغر شركة نفط صينية مملوكة للدولة، سفناً لنقل النفط الروسي، وفقاً لبيانات الشحن والتجار المطلعين على الأمر، وقامت شركة "نورث بيتروليوم"، وهي وحدة تابعة لشركة "زينهوا أويل"، بتحميل شحنتين من "أي أس بي أو" في أوائل شهر مايو، وشحنتين أخريين من الأورال من ميناء "يو أس تي - لوغا" على بحر البلطيق في أواخر أبريل، ومنتصف مايو، وتشعبت "نورينكو"، إحدى أكبر مقاولي الدفاع في العالم، في مجال النفط منذ أكثر من عقدين، وفازت بامتياز لإنتاج النفط في العراق في التسعينيات، واشترت شركة "زينهوا أويل" بعض إمداداتها من النفط الروسي عبر شركة "باراماونت إنيرجي" ومقرها سويسرا.

وقال المسؤولون التنفيذيون في التجارة، إن "باراماونت إنيرجي"، بصفتها شركة تسويق منتظمة لـ"أي أس بي أو" لمصافي التكرير المستقلة في الصين منذ 2016، وسعت أعمالها في الصين من خلال زيادة المبيعات إلى "زينهوا أويل" بعد أن أنشأت مكتباً في بكين في عام 2020، ورداً على أسئلة "رويترز"، لم تتناول شركة "باراماونت إنيرجي" الصفقات التي تمت بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا. وقالت إن لديها عملاء في الصين لشحنات "إسبو" (خط أنابيب نفط شرق سيبيريا - المحيط الهادي) الخام التي تم تسليمها بموجب عقود طويلة الأجل تم وضعها قبل 24 فبراير (شباط). وقالت الشركة في بيان، "يتم توفير هذا الخام حصرياً من قبل منتجي النفط المستقلين والشركات غير الحكومية، كما كانت سياستنا منذ فترة طويلة".

امتناع أوروبا عن النفط الروسي

وبينما ترتفع مشتريات آسيا من الخام الروسي، قرر الاتحاد الأوروبي منع معظمها بنهاية هذا العام، وشكل الخام الروسي 27 في المئة من واردات الكتلة في عام 2021، بحسب "يوروستات". وكانت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، قد قالت، مطلع الشهر الحالي، إن النفط الروسي الذي يتم تسليمه بواسطة الناقلات سيتم حظره، بينما سيتم استثناء الجزء الجنوبي من خط أنابيب دروجبا.

ويخدم الجزء الشمالي من خط الأنابيب بولندا وألمانيا، اللتين وافقتا على الحظر، ويذهب الجزء الجنوبي إلى المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، ويمثل 10 في المئة من واردات النفط الروسي.

المزيد من البترول والغاز