Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تتبنى مشروعا متكاملا لتنشيط السياحة الدينية

يهدف لتعظيم الاستفادة من المقومات الاستثنائية التي تنفرد بها القاهرة عن سائر بلاد العالم

تعتبر منطقة شارع المعز أكبر منطقة آثار إسلامية في العالم (اندبندنت عربية) 

تزخر مصر بتاريخ طويل يميزه التنوع الثقافي والحضاري، وتعد الآثار والأماكن المقدسة التي تنتمي للديانات السماوية الثلاث واحدة من أهم مقومات الجذب السياحي للمهتمين بالسياحة الدينية في كل مكان في العالم. وخلال الفترة الأخيرة حظي ملف السياحة الدينية باهتمام كبير من الدولة المصرية من خلال الاهتمام بالعمل على ترميم المواقع الأثرية الدينية المختلفة وتطويرها، وتبني مشروعات كبرى تهدف لوضع هذه الأماكن على خريطة السياحة في مصر.

ومن بين أهم المشروعات التي تتبناها مصر في الفترة الأخيرة والمتعلقة بهذا الملف مشروع مسار زيارة أضرحة ومساجد آل البيت في مصر الجاري العمل عليه حالياً، والعمل على السعي لإدراج مسار زيارة العائلة المقدسة في مصر على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، ومشروع التجلي الأعظم في منطقة سانت كاترين بسيناء، والذي سيتم الانتهاء منه في الفترة المقبلة.

ففي السنوات الماضية، عملت مصر على تعظيم الاستفادة من جميع مقوماتها السياحية من خلال عمليات مختلفة للتطوير إلى جانب الدعاية السياحية باستخدام جميع الوسائل، فضلاً عن افتتاح متاحف كبرى عدة وتنظيم فعاليات كبرى الهدف منها جذب الانتباه إلى قيمة مصر ومكانتها كدولة سياحية تمتلك تنوعاً ثقافياً كبيراً، وتضم أنواعاً مختلفة من السياحة ترضي جميع اهتمامات السائح، ومن بينها السياحة الدينية التي تضعها مصر حالياً كأولوية ضمن خططها للتسويق السياحي.

أهمية السياحة الدينية في مصر

وعن أهمية السياحة الدينية وأهم المواقع الأثرية التي تضمها مصر وتنتمي للديانات المختلفة. يقول عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي في جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار لـ"اندبندنت عربية"، "تمتلك مصر مقومات سياحية دينية استثنائية تنفرد بها عن سائر البلاد، فتضم خمسة مجمعات روحية للأديان، وهي مجمع الوادي المقدس طوى في سانت كاترين، والذي يضم شجرة العليقة المقدسة، وجبل موسى ودير سانت كاترين، والجامع الفاطمي داخل أسوار الدير، ومجمع مصر القديمة الذي يضم معبد بن عزرا وكنيسة أبي سرجة، علاوة على جامع عمرو بن العاص أول جامع في مصر وأفريقيا، ومجمع حارة زويلة في القاهرة الإسلامية بالجمالية، الذي يضم كنيسة السيدة العذراء أقدم الكنائس الأثرية في مصر، ‏ومعبد يوسف بن ميمون اليهودي طبيب البلاط السلطاني في عهد صلاح الدين الأيوبي، ودار الخرنفش التي كانت تصنع فيها كسوة الكعبة، كما تضم القاهرة الإسلامية المسجلة تراثاً عالمياً في اليونيسكو منذ عام 1979، أعظم مجموعة آثار إسلامية في العالم".

ويضيف "تضم مصر أيضاً مجمع البهنسا بالمنيا الذي يعد من المحطات المهمة في مسار العائلة المقدسة، كما يضم بقيع مصر المجسد في مقابر الصحابة والتابعين الذين حضروا في الفتح الإسلامي وعددهم خمسة آلاف صحابي وتابعي منهم 70 صحابياً ممن شاركوا في غزوة بدر، ومجمع معبد الياهو النبي بالإسكندرية الذي يضم المعبد وكنيسة القديس سابا من الكنائس التابعة للروم الأرثوذكس في مصر المعروفة بكنيسة الجرس ومسجد أنجى هانم ومسجد العطارين، كما تمتلك مصر أربعة طرق تاريخية دينية تعد قيمة عالمية استثنائية، وهي طريق خروج بني إسرائيل من مصر عبر سيناء، وطريق الحج المسيحي القديم من القرن الرابع ميلادي عبر سيناء والمستمر حتى الآن، ومسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرق، ودرب الحج المصري القديم إلى مكة المكرمة عبر وسط سيناء".

التجلي الأعظم

وتعتبر منطقة سانت كاترين من أهم مواقع السياحة الدينية في العالم وليس في مصر وحدها، وهي مسجلة على قائمة التراث العالمي في اليونيسكو منذ عام 2002، وتتبنى مصر مشروعاً جاري العمل عليه حالياً تحت اسم "التجلي الأعظم" لتطوير المنطقة ووضعها على خريطة السياحة الدينية في مصر من خلال مشروع متكامل لتطويرها. فوضعها على قائمة السياحة سيعظم الاستفادة من كل مقومات السياحة في سانت كاترين لتشمل السياحة الروحية والأثرية والثقافية والبيئية.

وعن مشروع التجلي الأعظم يقول ريحان، "أعمال المشروع داخل دير سانت كاترين تتضمن ترميم واجهة المكتبة وتطويرها من الداخل، وإعادة فهرسة المخطوطات وتوفير كل وسائل الحماية للمخطوطات، ومنها عمل أغلفة تقاوم الحرائق والمياه الناتجة عن السيول، وعمل صناديق مصنوعة من الفولاذ لها للحفاظ على المخطوطات ضد الحرائق والمياه. ويشمل المشروع ترميم كنيسة أسطفانوس داخل الدير وتطوير الموقع حول الدير وتأمينه، وتيسير الدخول إليه بكل الوسائل سيراً على الأقدام وبواسطة الجمال أو السيارات الكهربائية، وتمهيد مسار نبي الله موسى وتنظيم خط السير والحركة وتأمين الصعود إلى جبل موسى، وتحويل حديقة الدير إلى مزار سياحي خاص لما تتمتع به من أشجار نادرة وتضم ثلاثة عيون وثلاث آبار ومنحل عسل ومعصرة زيتون".

ويضيف، "يتضمن المشروع أيضاً إنشاء مركز معلومات لمساعدة السائح على التحرك والتجول بمفرده في المنطقة، وكذلك عمل ممشى سياحي يحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى عبر وادي الراحة وصولاً إلى جبل التجلي، وإنشاء ساحة مكشوفة للاحتفالات وقاعة للمؤتمرات، كما يشمل المشروع تطوير النزل البيئي القائم وإنشاء نزل بيئي جديد بمدينة سانت كاترين، والمقصود بالفنادق البيئية أو الإيكولوجية هي منشآت سياحية تم تخطيطها وبناؤها لتنسجم مع السياق الطبيعي والثقافي للمنطقة، أي تستخدم خامات طبيعية بيئية من أحجار وأخشاب وغيرها، ولا تزيد ارتفاعاتها حتى تحافظ على بانوراما الموقع وتكون بنفس شكل الجبل والبيئة حولها للمحافظة على الرؤية البصرية وجلال المنطقة ورهبتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مسار آل البيت

مشروع متكامل تقوم به مصر حالياً لوضع الآثار الإسلامية ومساجد وأضرحة آل البيت على خريطة السياحة الدينية، وهي تتبنى مشروعاً لإنشاء مسار لزيارة أضرحة البيت، يتضمن ترميم الأضرحة والمناطق المحيطة بها وتطويرها. وبالفعل خلال الفترة الماضية جرى العمل على عدد منها في إطار المشروع، إضافة إلى الانتهاء من ترميم وتطوير مسجد الحسين وافتتاحه أخيراً، وعن هذا المشروع يشير ريحان إلى أن "هناك اهتماماً كبيراً من الدولة في الفترة الأخيرة بمشروع مسار آل البيت في مصر، واهتماماً بترميم وتطوير الأضرحة مثل السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وضريح الإمام الحسين وغيرها لتشمل الصالات الداخلية وما بها من زخارف معمارية غنية تماشياً مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، مع تطوير الطرق والميادين المحيطة والمؤدية لتلك المواقع لما لها من مكانة روحية لدى كل المصريين باعتبارها مصدراً للسلام النفسي والطمأنينة".

ويضيف، "الاعتناء بهذه الأماكن لن يسهم في تعزيز السياحة الداخلية فحسب، وإنما ستدعم السياحة الدينية الأجنبية القادمة من دول مثل العراق وباكستان وماليزيا والهند، ومسار آل البيت بشارع الأشرف أو ما يعرف بـ(شارع أهل البيت) وسط القاهرة، الذي يضم مقامات لكثير من آل البيت، ويبدأ الطريق من منطقة فم الخليج حيث مشهد زين العابدين الذي يضم رأس زيد بن علي، وينتهي الطريق بمشهد السيدة زينب في القاهرة إضافة إلى مزارات أخرى في مواقع مختلفة تحظى كلها بأهمية كبرى".

رحلة العائلة المقدسة

مواقع أثرية متعددة تنتمي للتراث المسيحي تزخر بها مصر، وتأتي على رأسها المواقع المرتبطة برحلة العائلة المقدسة وتقدر بـ25 موقعاً قامت وزارة الآثار المصرية بمشروع متكامل لتطويرها، في إطار وضعها على خريطة السياحة الدينية، إضافة إلى سعي مصر للعمل على إدراج مسار العائلة المقدسة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو. وفي سياق متصل، تبنت مصر مشروعاً تم الانتهاء منه بالفعل لخفض منسوب المياه في موقع أبو مينا الأثري، الواقع في منطقة برج العرب في محافظة بالإسكندرية والمسجل بالفعل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، ولكن كان تم وضعه على قائمة التراث المهدد بالخطر منذ 21 عاماً بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية به ما كان يشكل خطراً عليه. وتعكف مصر الآن على الانتهاء من إجراءات تقديم طلب رفع الموقع من قائمة التراث المهدد بالخطر باليونيسكو... ويقول ريحان، "تسعى الدولة مع تطوير هذه المواقع ممثلة في وزارة السياحة والآثار ووزارة التنمية المحلية، إلى إعداد ملفات لتسجيلها تراثاً عالمياً استثنائياً في اليونيسكو. وبالنسبة لملف مسار العائلة المقدسة قامت الدولة بإنهاء ملف تسجيل أديرة وادي النطرون، وتشمل دير الأنبا مقار ودير السريان ودير البراموس ودير الأنبا بيشوى كتراث ثقافي في اليونيسكو، وتم تسليم الملف بالفعل، كما قامت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارات معنية عدة بإعداد ملف تسجيل التراث اللامادي المرتبط بمسار العائلة المقدسة، ويشمل العادات والتقاليد والأغاني والموسيقى والحكايات الشعبية، لتسجيلها في اليونيسكو لأهمية هذا الملف وارتباطه بجزء مهم من الثقافة والتراث المصري".

المزيد من منوعات