Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراب من فضلات القطط لحل أزمة المناخ

مزيج من طين أساسه الألمونيوم مع نثرات النحاس يحول غاز الميثان الفائق الخطورة إلى ثاني أكسيد الكربون

هل ستسهم فضلات القطط في تخفيف الاحتباس الحراري. (آي كات كير.أورغ)

ابتكر علماء في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" في الولايات المتحدة  منتجاً منخفض التكلفة ينطوي على إمكانات كبيرة للحد من ظاهرة الاحترار العالمي المتفاقمة.

واشتغل فريق البحاثة على طين من نوع "زيوليت"  Zeolite [تُطلق التسمية على كل مُركّب معدني يكون أساسه مادة ألمونيوم سيليكيت المشبعة بالماء، مُضاف إليها مُكوّنات من ذلك المعدن. ويشمل ذلك معادن كالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والباريوم]، الذي يستخدم في صنع الرمل الذي يوضع في صناديق القطط لإخفاء فضلاتها وبولها وامتصاص الرائحة الكريهة. ثم عمدوا إلى تسخين ذلك الرمل، وأضافوا النحاس إليه. ووجدوا أن هذا المزيج في مقدوره أن يساعد في تحويل غاز الميثان إلى ثاني أكسيد الكربون، وفق تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" الثلاثاء الماضي.

في ورقة بحثية تعرض التفاصيل المتعلقة بهذه العملية نشرت العام الماضي، كتب فريق "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" أن هذه الفكرة "نموذج واعد باستخدام مواد ذات تكلفة منخفضة موجودة بشكل طبيعي ووفير على الأرض، بغية التخفيف من الميثان وإبطاء وتيرة تغير المناخ".

صحيح أن ثاني أكسيد الكربون الغاز الأكثر شهرة والأبرز بين غازات الدفيئة المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب، وينبعث بشكل أساسي من عملية حرق الوقود الأحفوري، إلا أنه ليس الغاز الوحيد. [تتراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وتشكل نوعاً من الدثار حول الأرض، ويحبس الحرارة تحته].

على امتداد الـ100 سنة الماضية، يسهم الميثان في الاحترار العالمي بـ30 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون. إذ يتسرب هذا الغاز في معظمه من صناعة الوقود الأحفوري، ومطامر النفايات، إضافة إلى إنه ينبعث من الماشية كالأبقار التي يعرف عنها أنها تنفث هذا الغاز أثناء تجشوئها، بحسب "وكالة حماية البيئة".

تذكيراً، ينتج الجهاز الهضمي لدى الماشية الميثان لأنه يفكك الطعام في عملية تسمى "التخمير المعوي" وتعتبر مسؤولة، وفق "وكالة حماية البيئة، عن 27 في المئة من انبعاثات الميثان في الولايات المتحدة. ويأتي معظم ذلك الميثان من الأبقار.

على الصعيد العالمي، ينبعث من الماشية حوالي 155 مليون طن من الميثان سنوياً، وفق تقديرات "برنامج الأمم المتحدة للبيئة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المقابل، صبّت معالجة أزمة المناخ تركيزها الأكبر على ثاني أكسيد الكربون لأنه أحد غازات الدفيئة الأكثر شيوعاً. في الولايات المتحدة مثلاً، يشكل ثاني أكسيد الكربون 79 في المئة من انبعاثات الغازات الدفيئة كافة، بحسب "وكالة حماية البيئة" الأميركية.

في المقابل، يأتي الميثان في المرتبة الثانية، بعد ثاني أكسيد الكربون، إذ يشكّل 11 في المئة من انبعاثات الغازات الدفيئة كلها. ولكن هذه الكمية الصغيرة تنطوي على تأثير كبير، إذ أسهمت في 30 في المئة تقريباً من إجمالي درجات الحرارة العالمية حتى الآن، وفق "برنامج الأمم المتحدة للبيئة".

في سياق متصل، يتزايد تركيز البلاد على التصدي للميثان بوصفه جانباً بالغ الأهمية في الإجراءات المتعلقة بالمناخ. وفي العام الماضي، وقّعت 122 دولة والاتحاد الأوروبي على "التعهد العالمي بشأن الميثان" الذي يهدف إلى خفض انبعاثاته بـ30 في المئة مع حلول 2030.

في ذلك الصدد، لن يُلغي تحويل الميثان إلى ثاني أكسيد الكربون حصول الاحترار، لكنه سيؤدي إلى خفض تلك الظاهرة على المدى القصير، على أقل تقدير.

وبالتالي، نجح فريق "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" في إثبات أن تسخين "رمل القطط" المُعَدل، مع رفع سخونته بضع مئات من درجات الحرارة المئوية، يؤدي إلى تفكك الميثان وتحوّله إلى ثاني أكسيد الكربون، وذلك حتى حينما لم يكن في الهواء المحيط بذلك الرمل المعدني الساخن، سوى كمية قليلة من الميثان. ويعني ذلك أن تفكيك الغاز بواسطة هذه العملية لا يستلزم اللجوء إلى عملية زيادة تركيز الميثان حول ذلك الرمل المعدني.

علاوة على ذلك، ستكون العملية أجدى عملياً من التقنيات الأخرى المستخدمة في الحد من الميثان التي تحتاج إلى درجات حرارة أعلى ومواد باهظة الثمن وإعدادات معقدة، بحسب بيان صحافي عن ذلك الاكتشاف. وفي سياق متصل، يسعى الباحثون الآن إلى ابتكار تراكيب كي تستخدم في تطبيق العملية على نطاق أوسع، بالإضافة إلى التعرف إلى الأمكنة الأفضل بهدف تجهيزها بهذه التقنية المبتكرة.

وفي الإطار نفسه، يعكف الباحثون على التحقق من إمكانية تجهيز أماكن تعتبر مصادر للانبعاثات الشديدة كبعض مزارع المواشي، بآلة لخفض الميثان تكون مزودة بهذه التكنولوجيا، بحسب "وول ستريت جورنال".

وفي حال استخدامها على نطاق واسع، سيكون من شأن هذه التكنولوجيا أن توفر حلاً جزئياً في مواجهة أزمة المناخ. ومع ذلك ستبقى انبعاثات أكسيد ثاني الكربون عالية بما يكفي للتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

في إطار موازٍ، ركز بحث آخر على تكنولوجيا التقاط الكربون لسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ولكن حتى الآن لم تنتشر هذه التكنولوجيا على نحو واسع أو متقدم بما يكفي لإحداث تأثير كبير في مستويات انبعاثات الكربون على الصعيد العالمي.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 19 مايو 2022

© The Independent

المزيد من بيئة