Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استياء فلسطيني من رفع واشنطن "كهانا حي" من قائمة الإرهاب

وُلدت من رحم حركة "كاخ" والإدارة الأميركية لا تزال قلقة من إرثها

حركة "كهانا حي" ينتسب إليها مئات الإسرائيليين وأنصارها بالآلاف (أ ب)

عبّرت الرئاسة الفلسطينية عن "استيائها واستغرابها الشديدين" من رفع الخارجية الأميركية حركة "كهانا حي" اليهودية المتطرفة من قائمة المنظمات الإرهابية، ودعتها إلى التراجع عن ذلك، وأن تقوم بدلاً من ذلك بشطب منظمة التحرير الفلسطينية من تلك القائمة.

ومع أن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أن إزالة الحركة من القائمة جاءت بسبب عدم ممارستها أي نشاط إرهابي خلال السنوات الخمس الماضية، لكنهم شددوا على أن واشنطن لا تزال قلقة من إرث الحركة التي أسسها المتطرف اليهودي مائير كهانا عام 1972.

مكافأة

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية القرار "مكافأة لنشطاء التنظيم الإرهابي، مثل عضو الكنيست إيتمار بن غفير الذي يعيث فساداً وتحريضاً في فلسطين، والحاخام بينتسي غوفشتين الذي دعا إلى هدم قبة الصخرة المشرفة". واتهمت الرئاسة "الإدارة الأميركية بمكافأة أعداء السلام والاستقرار في المنطقة، في وقت يصر فيه الكونغرس الأميركي على معاقبة الشعب الفلسطيني عبر الإبقاء على تصنيف منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد له منظمة إرهابية.

ومنذ عام 1987 أقر الكونغرس الأميركي قوانين عدة تعتبر "منظمة التحرير إرهابية، وبأنها تهدد المصالح الأميركية وحلفاءها".

شريك حقيقي

لكن الرئاسة الفلسطينية أشارت إلى أن منظمة التحرير هي "بإجماع العالم شريك حقيقي لصنع السلام القائم على قرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967". وأوضحت الرئاسة أن "أفعال الإدارة الأميركية تتناقض مع أقوالها، ولا تنسجم مع التزاماتها من أجل السلام والاستقرار".

تأسيس حركة "كاخ"

وقبل هجرته إلى إسرائيل من ولاية نيويورك الأميركية 1972، نشط كهانا في المنظمات اليهودية المتطرفة ضد العرب والمسلمين، وأسس حركة "كاخ" المتطرفة بهدف الترحيل القسري لغير اليهود من فلسطين التاريخية كلها حتى تبقى إسرائيل دولة خالصة لليهود.

وتعني كلمة "كاخ" باللغة العبرية "هكذا"، وتتبنى شعار (يد تمسك التوراة، وأخرى تمسك بالسيف) في سبيل تحقيق المشروع الصهيوني، وبعد أن فشل ثلاث مرات في الوصول إلى الكنيست الإسرائيلي، انتخب عام 1984 عضواً فيه قبل أن ترفض المحكمة العليا الإسرائيلية تسجيل قائمة "كاخ" رسمياً لخوض انتخابات عام 1988، وعقب ذلك عاد إلى نيويورك، قبل أن يغتاله المصري سيد نصير عام 1990.

وبعد قتله أسس نجله بنيامين تنظيم "كهانا حي" على أثر انشقاقه عن الحركة الأم "كاخ"، في وقت انبثق عنها عديد من الحركات اليهودية المتطرفة كـ"عوتسما يهوديت" أي "القوة اليهودية"، و"لاهافا".

وشكلت أفكار "كهانا" المتطرفة إلهاماً لعدد من المتطرفين اليهود، أبرزهم منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل باروخ غولدشتاين، وعضو الكنيست الإسرائيلي الحالي إيتمار بن غفير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعقب المجزرة التي وقعت عام 1994، صنفت الحكومة الإسرائيلية حركتي "كاخ" و"كهانا حي" إرهابيتين، لكنها سمحت للحركات والأحزاب المنبثقة عنهما بالعمل الرسمي.

وفي عام 2019، منعت المحكمة العليا الإسرائيلية العضوين في حزب "القوة اليهودية" بينتسي غوبشتين، وباروخ مازيل، وهما من أتباع كهانا من الترشح لانتخابات الكنيست "لتحريضهما على العنصرية"، لكن المحكمة رفضت حينها حظر حزب "القوة اليهودية"، وأيدت ترشيح إيتمار بن غفير الذي يترأس القائمة الانتخابية للحزب.

أحزاب وحركات عدة

وقال الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية برهوم جرايسي، إن حركة "كهانا" انبثقت عنها أحزاب وحركات عدة تستلهم أفكارها المتطرفة، ولها أعضاء في الكنيست كحزب "القوة اليهودية" وحركة "لاهافا". وأشار إلى أن تصنيف إسرائيل حركتي "كاخ" و"كهانا حي" إرهابيتين "قرار شكلي"، مضيفاً أنهما تمارسان "نشاطهما بكل حرية في الشارع الإسرائيلي". وأوضح جرايسي أن "المشكلة أن الحركات المتفرعة عن الحركة الأم أي "كاخ" التي تحمل الأفكار نفسها وتتبنى النهج ذاته موجودة في الساحة الحزبية الإسرائيلية ولها تأييد متزايد".

المزيد من الشرق الأوسط