Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملك الأردن: الأمير حمزة فقد القدرة على تمييز الواقع من الخيال

أعلن في رسالة مصارحة ومكاشفة للأردنيين عن تقييد اتصالات وتحركات شقيقه... بـ"إقامة جبرية"

في تطور لافت ومفاجئ، خرج العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن صمته، وأصدر قراراً بالموافقة على توصية بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات أخيه غير الشقيق الأمير حمزة وإقامته وتحركاته، وهي توصية رفعها المجلس العائلي للأسرة الهاشمية المالكة، منذ الثالث والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي وفق ما أعلن الديوان الملكي الهاشمي.

وقال الملك الأردني إنه ارتأى التّريث في الموافقة على هذه التوصية، لمنح أخيه حمزة فرصة لمراجعة الذّات والعودة إلى طريق الصّواب.

واعتبر العاهل الأردني أن تصرفات الأمير حمزة تمثّل خرقاً واضحاً لمكانته كأمير هاشمي، وتجاوزاً على الأعراف والتقاليد، واصفاً سلوكه بـ"الهدّام".

ووصف مراقبون القرار بأنه بمثابة إقامة جبرية للأمير حمزة، ويبدو أنه جاء بعدما استنفذت كل الوسائل الأخرى للوصل إلى حل داخلي.

كما إن القرار يعني عدم الاعتراف بالخطوة التي اتخذها الأمير حمزة منفرداً في أبريل (نيسان) الماضي، والتي تنازل فيها عن لقبه كأمير.

رسالة مكاشفة

وجاء هذا القرار قبل دقائق من رسالة نادرة وغير مسبوقة وجهها الملك عبدالله الثاني للشعب الأردني، ضمّت في طياتها وللمرة الأولى الكثير من المصارحة والمكاشفة في ما يخص العلاقة المتوترة مع أخيه ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين.

وقال العاهل الأردني في رسالته للأردنيين أنه يأمل بطي صفحة مظلمة في تاريخ المملكة والأسرة المالكة، موضحاً أنه اختار التعامل مع الأمير حمزة في إطار العائلة منذ الكشف عن قضية "الفتنة" العام الماضي، على أمل إدراك خطأه والعودة لصوابه.

حمزة يعيش في وهم

وأضاف الملك عبدالله الثاني في رسالته "لكن وبعد عام ونيف استنفد خلالها الأمير حمزة كل فرص العودة إلى رشده والالتزام بسيرة أسرتنا، خلصت إلى النتيجة المخيبة أنه لن يغير ما هو عليه. وترسخت هذه القناعة لدي بعد كل فعل وكل كلمة من أخي الصغير الذي كنت أنظر إليه دائماً نظرة الأب لابنه. وتأكدت بأنه يعيش في وهم يرى فيه نفسه وصياً على إرثنا الهاشمي، وأنه يتعرض لحملة استهداف ممنهجة من مؤسساتنا. وعكست مخاطباته المتكررة حالة إنكار الواقع التي يعيشها، ورفضه تحمل أي مسؤولية عن أفعاله".

تقمص دور الضحية

وأكد العاهل الأردني أن الأمير حمزة ما زال يتجاهل جميع الوقائع والأدلة القاطعة، ويتلاعب بالحقائق والأحداث لتعزيز روايته الزائفة.

ووصف الملك عبدالله الثاني ما يقوم به حمزة بأنه انقلاب على تعهداته، واصفا وتصرفاته بأنها لا مسؤولة وتستهدف بث القلاقل، واعتبر أنه غير آبهٍ بتبعاتها على الوطن والأسرة الهاشمية.

وأضاف "فما يلبث أن يتعهد بالعودة عما هو عليه من ضلال، حتى يعود إلى الطريق التي انتهجها منذ سنوات؛ يقدم مصالحه على الوطن بدلاً من استلهام تاريخ أسرته وقيمها، ويعيش في ضيق هواجسه بدلاً من أن يقتنع برحابة مكانته ومساحة الاحترام والمحبة والعناية التي وفرناها له، يتجاهل الحقائق، وينكر الثّوابت، ويتقمص دور الضّحية".

وأوضح العاهل الأردني أنه مارس خلال الأعوام السابقة، أقصى درجات التسامح وضبط النفس والصبر مع أخيه. كما التمس له الأعذار على أمل أنه سينضج يوماً، ليكون السند والعون في أداء الواجب لخدمة الشعب الأردني والوطن، وأضاف "صبرت عليه كثيراً، لكن خاب الظّن مرة تلو المرة".

أزمة قديمة وعميقة

 وفي دلالة على أن الأزمة داخل الأسرة الحاكمة في الأردن قديمة وجذورها ذات امتدادات طويلة، أكد الملك عبدالله الثاني في رسالته للشعب الأردني، أن "قضية الفتنة في نيسان من العام الماضي لم تكن بداية لحالة "ضلال" حمزة، فقد اختار الخروج عن سيرة أسرته منذ سنين طويلة".

وأضاف الملك الأردني "ادّعى أخي حمزة أنه قبل قراري الدستوري بإعادة ولاية العهد إلى قاعدتها الدّستوريّة الأساس، ولكن أظهرت كلّ تصرّفاته منذ ذلك الوقت غير ذلك، حيث انتهج سلوكاً سلبياً، بدا واضحاً لكلّ أفراد أسرتنا، وأحاط نفسه بأشخاص دأبوا على ترويج معارضة القرار من دون تحريك ساكن لإيقافهم".

واتهم الملك عبدالله أخيه الأمير حمزة بالتعامل بفوقية مع زملائه ورؤسائه من الضباط في القوات المسلحة الأردنية، ومحاولاته زرع الشّك في مهنيّتها وحرفيّتها.

وكشف أنه عرض عليه مهمات وأدواراً عديدة لخدمة الوطن، لكنه قابل كل ذلك بسوء النوايا والتشكيك. ولم يقدّم يوماً إلا التذمّر والشعارات المستهلكة، ولم يأت بحل أو اقتراح عمليّ للتّعامل مع أي من المشاكل التي تواجه الأردن.

وكان الاقتراح الوحيد الذي قدمه الأمير حمزة هو توحيد الأجهزة الاستخبارية جميعها تحت إمرته، متجاهلاً عدم منطقية اقتراحه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تفاصيل دقيقة وحساسة

وأصر العاهل الأردني في رسالته التي وجهها للشعب الأردني على رواية الكثير من التفاصيل الدقيقة والحساسة، فوصف رسالة أخيه حمزة له بأنها تحريف للوقائع وتأويل والتّجاهل لما لم ينسجم مع روايته للأحداث، لا بل ذهب به الخيال حد تقويله ما لم يقل قط.

وأكد أن الأمير حمزة حرّف ما دار بينه وبين رئيس هيئة الأركان المشتركة، مدّعياً زيارة رئيس هيئة الأركان لمنزله بشكل مفاجئ، في حين جاء اللقاء في الزمان والمكان اللذين حددهما هو.

وأضاف الملك الأردني أن الأمير حمزة قدم سرداً مشوّهاً عن دوره في قضية الفتنة، وأنه تجاهل ما تكشّف للملأ من حيثيّات علاقته المريبة واتّصالاته مع باسم عوض الله، وحسن بن زيد، وأنه طرق أبواب سفارتين أجنبيتين مستفسراً عن إمكانية دعم بلديهما في حال ما وصفه بحدوث تغيير في الحكم.

وألمح العاهل الأردني في رسالته إلى أن أخيه الصغير حمزة يعيش في حالة ذهنية أفقدته القدرة على تمييز الواقع من الخيال، ويرى نفسه بطلاً وضحيةً في الوقت نفسه.

التخلي عن اللقب

وكشف العاهل الأردني أن الأمير حمزة متناقض مع نفسه موضحاً أنه خرج ببيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي معلناً فيه تخلّيه عن لقبه. وهو يعرف تماماً أن منح الألقاب واستردادها صلاحية حصرية للملك، بحسب المادة 37 من الدستور وقانون الأسرة المالكة.

وأضاف "في الوقت الذي أعلن الأمير حمزة قراره التّخلي عن لقبه، بعث لي برسالة خاصة يطلب فيها الاحتفاظ بمزايا لقبه المالية واللوجستية خلال الفترة المقبلة".

وتعهد الملك الأردني بتوفير الحياة اللائقة لأخيه حمزة، لكنه لن يحصل على المساحة التي كان يستغلها للإساءة للوطن ومؤسساته وأسرته، ومحاولة تعريض استقرار الأردن للخطر. موضحاً "سيبقى حمزة في قصره التزاماً بقرار مجلس العائلة، ولضمان عدم تكرار أي من تصرفاته غير المسؤولة، والتي إن تكررت سيتم التعامل معها".

المزيد من العالم العربي