Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تخلي الأمير حمزة عن اللقب... استمرار للأزمة أم خطوة استباقية؟

يرصد مراقبون لهجة تصعيدية بدلالة اختيار التوقيت في اليوم الأول من شهر رمضان

صورة تجمع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع أخيه الأمير حمزة (الديوان الملكي)

بعد شهر على رسالة اعتذار وجهها إلى أخيه ملك الأردن، وبعد نحو عام على طي صفحة "الفتنة" قضائياً، أعاد ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين القضية إلى الواجهة مجدداً، إثر إعلانه المفاجئ تخليه عن لقبه كأمير في العائلة الملكية الهاشمية.

وتجاهل الإعلام الرسمي الأردني الخطاب الذي نشره الأمير حمزة على حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، يؤكد أن هذه الخطوة لم تتم بالتوافق داخل الأسرة المالكة، وأنها اتخذت بشكل فردي من قبل الأمير، إذ لم يصدر تعقيب من الديوان الملكي بشأن هذه الرسالة.

إحياء الأزمة

وقد شكل إعلان الأمير الأردني صدمة للأردنيين، الذين ظنّوا لوهلة أن الخلاف تم طيه إلى غير رجعة داخل القصر الملكي وتحت عباءة الملك.

وأظهرت مبررات الأمير للتخلي عن لقبه إصراره على ترديد العبارات نفسها التي وجهها إلى قائد الجيش الأردني في تسريبات سابقة، حينما طالبه بوقف نشاطاته التي اعتبرت معادية للنظام الملكي.

وجدد الأمير حمزة بن الحسين التأكيد على أن قناعاته الشخصية والثوابت التي حاول التمسك بها لا تتماشى مع النهج القائم في البلاد، واعتبر أن الظروف الحالية تجبره على الترفع والتخلي عن هذا اللقب.

خطوة استباقية

ويرى مراقبون أن إعلان الأمير حمزة تخليه عن اللقب، هو بمثابة خطوة استباقية، لصدور أي قرار ملكي بهذا الخصوص.

إذ تنص المادة 13 من قانون الأسرة الملكية لعام 1937 على أنه "إذا ارتكب أحد أعضاء الأسرة المالكة ذكراً كان أم أنثى، أموراً خطيرة تخل بكرامة رتبته الملوكية فيحق للملك، أن يصدر بعد أخذ رأي المجلس أمراً بإخراج ذلك العضو من الأسرة المالكة لعدم جدارته بالانتساب إليها".

وتبعاً لأحكام المادة 37 من الدستور الأردني، فإن للملك منفرداً حق منح الألقاب وسحبها من حامليها، كما يأتي قانون خاص لينظم تلك الصلاحية. وفي ما يتعلق بالأمراء فإن قانون الأسرة المالكة رقم 24 لسنة 1934 يشير إلى أنه لا يحق لأي من أعضاء الأسرة التخلي عن لقبه من دون تنسيب مجلس الأسرة الذي يؤلف من عضو أسرة يختاره الملك، ورئيس الوزراء ووزير يختاره من حكومته، وقاضي القضاة، ورئيس المجلس القضائي، وأن للملك الحق المطلق بالموافقة على القرار أو رفضه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأزمة مستمرة

ويقول مقربون من القصر الملكي الأردني لـ "اندبندنت عربية"، إن تخلي الأمير حمزة عن لقبه له دلالات كثيرة، من بينها أن الأزمة والخلاف داخل الأسرة الحاكمة لا يزال قائماً ولم يتم طيّه، وأن رسالة الاعتذار وطلب الصفح التي صدرت عن الأمير حمزة في مارس (آذار) الماضي، لم تكن بملء إرادته، كما أنها تعزز فرص ما طرحته "اندبندنت عربية" في تقارير سابقة عن إمكانية مغادرته البلاد لاحقاً.

وتعد هذه الإطلالة الأولى للأمير حمزة بن الحسين عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020.

وأعفى الملك عبدالله، عام 2004، أخيه حمزة من ولاية العهد، وقال آنذاك إنه يرغب في منحه مزيداً من "حرية الحركة للقيام بمهام رسمية تتعارض مع موقعه الرمزي".

وبعد خمس سنوات، عيَّن الملك نجله البكر الأمير الحسين ولياً للعهد، وهو في الـ15 من عمره.

وفي 4 أبريل (نيسان) 2021، أعلنت عمان أن "تحقيقات أولية" أظهرت تورط الأمير حمزة مع "جهات خارجية في محاولات لزعزعة أمن البلاد وتجييش المواطنين ضد الدولة". 

لهجة تصعيدية

ويرصد مراقبون لهجة تصعيدية من قبل الأمير حمزة، بدلالة اختيار التوقيت في اليوم الأول من شهر رمضان، لرسالته الأخيرة التي يعلن فيها تخليه عن لقب "الأمير"، وربط هذه الخطوة بعبارات من قبيل "الضمير" والبرّ بقسمه لوالده الملك الراحل الحسين بن طلال.

واللافت أن الأمير حمزة خلع اللقب الملكي الذي التصق به طوال 41 عاماً، بموازاة تسريبات تتحدث عن قرب إعلان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني العفو الخاص عن عدد من المعتقلين السياسيين من بينهم المتهمون الرئيسيون بقضية "الفتنة".

وفور إعلانه تخليه عن لقب "الأمير"، تصدّر وسم "الأمير حمزة"، قائمة الأكثر تداولاً على "تويتر" في البلاد.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات