أعلن متحدث باسم الإدارة العسكرية لمنطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا، سيرهي برادتشوك، الخميس 12 مايو (أيار)، إن القوات الأوكرانية قصفت سفينة إمداد روسية حديثة في البحر الأسود مما تسبب في اشتعال النار بها.
وقال المتحدث في منشور على الانترنت إن السفينة "فسيفولود بوبروف" تعرضت للقصف قرب جزيرة الثعبان التي تشهد قتالاً عنيفاً على مدى الأيام القليلة الماضية. وتقع الجزيرة الصغيرة قرب الحدود البحرية الأوكرانية مع رومانيا.
من جهة أخرى، يقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، ما إذا كان سيُجري تحقيقاً في ما وصف بأنه انتهاكات من القوات الروسية في منطقة كييف، تقول أوكرانيا إنها تصل إلى حد جرائم الحرب. وسيكلف القرار، الذي طرحته أوكرانيا ويحظى بتأييد أكثر من 50 دولة أخرى، لجنة تحقيق حديثة التشكيل بالتحقيق في أحداث شهدتها مناطق حول كييف أثناء سيطرة القوات الروسية عليها مؤقتاً. وستعد اللجنة تقريراً بحلول أوائل العام المقبل.
وقالت أمينة جباروفا، النائبة الأولى لوزير الشؤون الخارجية الأوكراني للمجلس "المناطق التي كانت تحت الاحتلال الروسي أواخر فبراير (شباط) ومارس (آذار) شهدت أبشع انتهاكات لحقوق الإنسان في القارة الأوروبية منذ عقود".
ولم يقدم متحدث باسم البعثة الروسية للأمم المتحدة في جنيف تعليقاً بعد على احتمال إجراء تحقيق في ارتكاب جرائم حرب.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتصف تحركاتها في أوكرانيا منذ 24 فبراير شباط بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح البلاد وتخليصها ممن يصفهم الكرملين بقوميين مناهضين للروس يحرضهم الغرب. وتقول كييف والغرب إن موسكو شنت حرباً عدوانية غير مبررة.
وتم تعليق عضوية روسيا في المجلس المؤلف من 47 دولة عضواً الشهر الماضي بسبب مزاعم ارتكابها انتهاكات في أوكرانيا، على الرغم من أن موسكو تقول إنها من غادرت المجلس. ووفقاً لقواعد الأمم المتحدة، يحق لمبعوث روسيا التحدث في جلسة اليوم الخميس لكن مقعده كان فارغاً.
وفي الجلسة ذاتها، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه إن "هناك كثيراً من الأمثلة على ارتكاب جرائم حرب محتملة في البلاد منذ بدء الحرب الروسية وإن ألف جثة جرى انتشالها من منطقة العاصمة الأوكرانية كييف حتى الآن".
وأضافت أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف عبر خطاب عبر الفيديو "نطاق عمليات القتل خارج إطار القانون، بما يشمل مؤشرات إلى ارتكاب عمليات إعدام تعسفية إلى الشمال من كييف، صادم".
وتحدثت عشرات الدول لصالح تأييد مشروع القرار، الذي يطلب من باشليه أيضاً تقديم تقرير متابعة في جلسة تعقد في يونيو (حزيران) عن الانتهاكات في مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية التي تحاصرها القوات الروسية.
وخارج مبنى الأمم المتحدة، رفع محتجون لافتة ضخمة تحمل لوني العلم الأوكراني الأزرق والأصفر وكتب عليها "أنقذوا ماريوبول... أنقذوا آزوفستال" في إشارة إلى مصنع الصلب في المدينة.
وقالت ميشيل تايلور، سفيرة الولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان "بالعمل معاً، يجب أن نبعث برسالة قوية للمتورطين في تلك الحرب الوحشية غير الضرورية ونضمن المحاسبة". أما شين شو، سفير الصين، فاشتكى من "تسييس" المجلس وقال إن القرار قد يصب "الزيت على النار" ويزيد من التوتر المتعلق بأوكرانيا.
ألمانيا تتهم موسكو باستخدام الطاقة "سلاحا"
اتهم وزير الطاقة الألماني الخميس روسيا باستخدام الطاقة "سلاحا" بعد العقوبات التي فرضتها موسكو على أكثر من ثلاثين شركة غربية للطاقة والانخفاض الواضح في شحنات الغاز إلى أوروبا.
وقال روبرت هابيك في مؤتمر صحافي إن "الوضع يسوء لأن الطاقة تُستخدم الآن سلاحا بطرق عدة".
وانخفض حجم الغاز الروسي الذي ينقل عبر أوكرانيا إلى أكبر اقتصاد في أوروبا نحو أربعين بالمئة خلال يومين حسب معطيات المجموعة المشغلة.
لائحة انتهاكات
إلى ذلك، دانت أوكرانيا وحلفاؤها الخميس في الأمم المتحدة "لائحة لا نهاية لها" للانتهاكات التي ارتكبتها روسيا منذ الغزو في 24 شباط (فبراير)، خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان قاطعتها موسكو.
في نهاية الاجتماع وبطلب من كييف، يفترض أن تصوت الدول ال47 الأعضاء في المجلس على مشروع قرار يدعو إلى إجراء "تحقيق" من قبل لجنة الأمم المتحدة الدولية الخاصة بأوكرانيا في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تنسب إلى قوات الاحتلال الروسية في مناطق كييف وتشرنيغيف وخاركيف وسومي في نهاية شباط (فبراير) وآذار (مارس) 2022 "بهدف محاسبة المسؤولين".
وفي بداية الجلسة، قالت النائبة الأولى لوزير الخارجية الأوكراني أمينه دزاباروفا في كلمة بالفيديو إن "الآلاف في بلدي خسروا أرواحهم، والقصف الروسي وإطلاق النار أصبح جزءا من حياتنا اليومية".
ودانت أعمال "تعذيب واختفاء قسري وعنف جنسي"، مؤكدة أن "لائحة الجرائم الروسية لا نهاية لها" ملوحة بورقة تحمل رسما لخطوط سوداء بشكل زوبعة وضعه صبي صغير اغتصب أمام والدته.
وخلال المناقشات، عبر عدد من الدبلوماسيين المتحالفين مع كييف وكذلك الأمم المتحدة، عن رعبهم واستيائهم من المعاناة التي يعيشها الأوكرانيون.
تهديد مباشر
اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن روسيا تشكل "التهديد المباشر الأكبر للنظام العالمي" بسبب غزوها جارتها أوكرانيا.
وقال المسؤولة الأوروبية، خلال زيارة إلى طوكيو بعدما التقت برفقة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الخميس 12 مايو (أيار)، إن روسيا "هي اليوم التهديد المباشر الأكبر للنظام العالمي بحربها الهجمية ضد أوكرانيا وتحالفها المثير للقلق مع الصين".
وزار المسؤولان الأوروبيان طوكيو، الخميس، لإجراء جولة محادثات سنوية بين اليابان والاتحاد الأوروبي، تقام هذه السنة في ظل الحرب في أوكرانيا ووسط مخاوف متزايدة في آسيا حيال الطموحات العسكرية الصينية.
من جهته، أكد كيشيدا الذي انضمت حكومته إلى العقوبات الغربية على موسكو، لا سيما في مجالي المال والطاقة، أن "غزو روسيا لأوكرانيا لا يعني أوروبا فحسب بل يهز قلب النظام العالمي، بما في ذلك آسيا"، مضيفاً "يجب عدم السماح بذلك".
وكانت مسألة تشديد الصين موقفها مطروحاً على جدول أعمال المحادثات، في وقت يسعى الاتحاد الأوروبي للعب دور متزايد حيال بكين.
وقال ميشال، "تعاوننا في أوكرانيا أساسي في أوروبا، لكنه مهم أيضاً في منطقة المحيطين الهندي والهادي ونعتزم كذلك توسيع مشاوراتنا حول الصين التي تشدد موقعها بصورة متزايدة".
وتابع، "نعتقد أن على الصين تأكيد موقفها دفاعاً عن النظام التعددي الذي استفادت منه لتطوير بلادها".
وقالت فون دير لايين، إن الاتحاد الأوروبي واليابان يعززان تعاونهما، لا سيما مع إطلاق شراكة رقمية في سابقة في أوروبا، سيتركز عملها على تعزيز التنافسية والأمن في هذا المجال.
وتابعت أن الطرفين سيعملان على "تنويع وتعزيز" سلاسل إمدادهما.
وشددت على أن "هذا مهم لأن بعض المواد والتكنولوجيات باتت أساسية لاقتصادنا وحياتنا اليومية، مثل أشباه الموصلات. يجب أن يكون بإمكاننا الاعتماد على سلاسل إمداد موثوقة".
هجوم إلكتروني على مواقع إيطالية
جاء ذلك بعد نشر وسائل إعلام إيطالية، مساء الأربعاء، أن قراصنة المعلوماتية الموالين لروسيا شنوا هجوماً على عدد من المواقع الإلكترونية في البلاد، من بينها موقعا وزارة الدفاع ومجلس الشيوخ.
وبسبب الهجوم تعذر الدخول إلى هذه المواقع، لكن الوضع ما لبث أن عاد إلى طبيعته بعد بضع ساعات.
وقال الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع، إنه "قيد الصيانة"، لكن الوزارة أوضحت لاحقاً في بيان أنّ موقعها خضع لـ"عملية صيانة مخطط لها منذ فترة طويلة".
أما موقع مجلس الشيوخ الذي كان الدخول إليه متعذراً فقد عاود العمل قرابة الساعة 18:00 ت غ، وفقاً لصحافيي وكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، فإن "الهجوم الذي تبنته مجموعة ’كيلنيت’ الموالية لروسيا، لن يلحق في الوقت الراهن ضرراً بالبنى التحتية، وفقاً لمعلوماتنا، لكنه سيعقد الوصول إلى مواقع مختلفة".
واستهدف الهجوم مواقع إلكترونية تابعة لعدد من المؤسسات والشركات، من بينها المعهد العالي للصحة، لكن جميع هذه المواقع ما لبثت أن عادت إلى العمل كالمعتاد.
وحاول القراصنة، بحسب وكالة الصحافة الإيطالية "آجي"، مهاجمة موقع "يوروفيجن"، لكن محاولتهم فشلت.
أوكرانيا تعلن أول محاكمة في قضية جرائم حرب
تعتزم أوكرانيا مقاضاة جندي روسي عمره 21 عاماً بتهمة ارتكاب جريمة حرب، في أول محاكمة من نوعها في قضية كهذه في ظل الهجوم الروسي المستمر منذ 24 فبراير (شباط)، وفق ما أعلنت المدعية العامة في كييف، الأربعاء.
وأوضح مكتب المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا، في بيان، أن فاديم شيشيمارين متهم بإطلاق النار ببندقية كلاشنيكوف من نافذة سيارة كان فيها، ما أدى إلى مقتل مدني عمره 62 عاماً لم يكن مسلحاً.
وجاء في البيان أن الجندي المتهم كان ينتقل مع أربعة جنود روس آخرين في سيارة سرقوها قرب قرية شوباخيفكا بعد تعرض موكبهم لهجوم في 28 فبراير، مشيراً إلى أن المدني الذي لم يتم التعريف عن هويته كان على دراجة نارية على حافة الطريق على مقربة من منزله.
وأوضح البيان أن "أحد الجنود أمر المتهم بقتل مدني كي لا يشي بهم"، مضيفاً أن "الرجل قتل على الفور، على مسافة بضع عشرات الأمتار من منزله".
ويواجه فاديم شيشيمارين الموقوف عقوبة السجن مدى الحياة في حال إدانته بارتكاب جريمة حرب وقتل عمد. ولم يحدد تاريخ المحاكمة.
ونشر مكتب المدعية العامة صورة للمتهم من غير أن يوضح الظروف التي قادت إلى توقيفه، ومن دون أن يوضح ما حل بالجنود الآخرين الذين كانوا في المكان عند حصول الوقائع.
وتبلغ مكتب المدعية العامة بأكثر من 10700 حادث ترقى إلى جرائم حرب، تطال 622 مشتبهاً فيه.
واتهمت كييف وواشنطن مراراً روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا منذ بدء هجومها العسكري الذي أدى إلى تهجير حوالى ستة ملايين مدني سواء داخل البلاد أو إلى الخارج، يفيد العديدون منهم عن أعمال تعذيب وتعديات جنسية وتدمير عشوائي.
عقوبات روسية على شركات طاقة غربية
فرضت موسكو، الأربعاء، عقوبات على أكثر من 30 شركة للطاقة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وسنغافورة رداً على العقوبات الغربية عليها بعد غزوها أوكرانيا، وفق مرسوم صدر الأربعاء.
وتضم قائمة العقوبات الروسية 31 شركة ينتمي معظمها إلى مجموعة "غازبروم ألمانيا" التابعة لعملاق الطاقة الروسي "غازبروم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت ألمانيا قد أعلنت في أبريل (نيسان) سيطرتها على الفرع الألماني من "غازبروم".
وشملت العقوبات شركة "يوروبول غاز" البولندية المالكة للقسم البولندي من خط أنابيب الغاز "يامال -أوروبا".
وتشمل العقوبات حظر دخول سفن مرتبطة بهذه الشركات الموانئ الروسية، إضافة إلى منع أي التعامل معها.
وقالت وزارة الاقتصاد وحماية المناخ الألمانية، الأربعاء، إن الحكومة "تتخذ الترتيبات اللازمة وتستعد لسيناريوهات مختلفة".
وأضافت، "الفريق الذي يتولى إدارة أزمة الغاز يراقب الوضع عن كثب"، مشيرة إلى أن "سلامة المخزون مضمونة حالياً، وتتم مراقبته باستمرار".
وراوحت العقوبات الغربية غير المسبوقة المفروضة على موسكو بين تجميد الأصول وحظر تصدير منتجات استراتيجية مثل أشباه الموصلات إضافة إلى عقوبات مالية.
قتيل في روسيا
ميدانياً، قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون في قصف مصدره أوكرانيا طال جنوب غربي روسيا، وفق ما أفاد حاكم منطقة بيلغورود المستهدفة، الأربعاء.
وكتب الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف، عبر تطبيق "تليغرام"، "حتى الآن قضى شخص. لقد توفي في سيارة الإسعاف وهناك ثلاثة جرحى".
وأعلنت القوات الأوكرانية تحقيق مكاسب ميدانية، الأربعاء، في هجوم مضاد قد يشير إلى تحول في مسار الحرب، بينما أوقفت كييف تدفقات الغاز على طريق يمر عبر الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، مما يثير شبح أزمة طاقة في أوروبا.
وقال مصدر عسكري أوكراني طلب عدم نشر اسمه، إنه بعد أيام من التقدم في شمال وشرق خاركيف، المدينة الثانية في أوكرانيا ، باتت القوات الأوكرانية على بعد كيلومترات فقط من الحدود الروسية، صباح الأربعاء. وقبل التقدم، كانت القوات الروسية على مشارف مدينة خاركيف التي تبعد 40 كيلومتراً عن الحدود.