Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون يمسك "العصا من المنتصف" ويرفض إذلال روسيا

بوتين قال إن "حربنا استباقية" وزيلينسكي يرد: سنحتفل بـ "يومي نصر"

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين التاسع من مايو (أيار) من ستراسبورغ، أنه من أجل "إنهاء الحرب التي يشنها الجيش الروسي في أوكرانيا يجب بناء السلام من دون إذلال روسيا".

ماكرون قال خلال مؤتمر صحافي في البرلمان الأوروبي، "غداً سيكون لدينا سلام نبنيه، دعونا لا ننسى ذلك أبداً. سيتعين علينا القيام بذلك مع أوكرانيا وروسيا حول الطاولة، لكن ذلك لن يحصل من خلال رفض أو استبعاد بعضنا بعضاً، ولا حتى بالإذلال".

"روح الحرية"

وخلال زيارة مفاجئة لأوديسا، المدينة الرئيسة في جنوب أوكرانيا، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال للأوكرانيين، الإثنين، أن الكرملين "لن يتمكن أبداً" من "إلغاء روح الحرية لديكم".

وقال ميشال في رسالة عبر الفيديو نشرت على تويتر بعد ساعات من إحياء موسكو ذكرى الانتصار السوفياتي على ألمانيا النازية، "يريد الكرملين قمع روح الحرية والديمقراطية لديكم وأنا مقتنع تماماً بأنه لن ينجح أبداً".

الاحتماء من القصف

وأفاد مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن ميشال اضطر إلى الاحتماء بسبب ضربات صاروخية أثناء زيارته المفاجئة إلى أوديسا.

وأكد المصدر أنه خلال لقاء بين ميشال ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، "اضطر المشاركون إلى مقاطعة الاجتماع للاحتماء لأن صواريخ ضربت منطقة أوديسا مرة أخرى".

ميدانياً قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية إن روسيا تجري "عمليات اقتحام" لمصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول بمساعدة الدبابات ونيران المدفعية".

جلسة خاصة

بدورها، دعت أوكرانيا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى عقد جلسة خاصة في شأنها، مشيرة إلى ضرورة مراجعة المجلس الوضع "المتدهور باستمرار" لديها، بما في ذلك تقارير عن وقوع خسائر بشرية فادحة في ماريوبول، بحسب ما جاء في خطاب اليوم الإثنين.

وكتبت سفيرة أوكرانيا لدى الأمم المتحدة يفينييا فيليبينكو في رسالة إلى رئيس المجلس بتاريخ التاسع من مايو، "الوضع الحالي يتطلب اهتماماً عاجلاً من المجلس في ضوء التقارير الأخيرة عن جرائم الحرب والانتهاكات واسعة النطاق في بلدة بوتشا وغيرها من المناطق المحررة من البلاد، والتقارير المستمرة عن وقوع خسائر بشرية كبيرة في مدينة ماريوبول"، فيما وقعت 55 دولة أخرى على الرسالة.

الرش بمادة حمراء

وتعرض سفير روسيا لدى وارسو، الإثنين، إلى الرش بمادة حمراء من قبل نشطاء مؤيدين لأوكرانيا عندما حاول وضع إكليل من الزهور احتفالاً بيوم النصر لإحياء ذكرى هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر "تيليغرام"، "أثناء وضع إكليل من الزهور بمقبرة الجنود السوفيات في وارسو تعرض السفير الروسي لدى بولندا سيرغي أندرييف والدبلوماسيون الروس المرافقون له إلى اعتداء. الموالون للنازية الجديدة أطلوا برؤوسهم مرة أخرى"، مكررة تأكيد روسيا أنها تحارب النازيين الجدد في أوكرانيا.

وهتف النشطاء المؤيدون لأوكرانيا "فاشيون"، ولوحوا بالعلم الأوكراني الأصفر والأزرق، واعترضوا طريق السفير بينما كان يسير باتجاه الضريح، ومنعوه من وضع إكليل الزهور، ثم رشقه أفراد عدة بمادة حمراء على وجهه وملابسه وعلى رجال آخرين يرافقونه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد أن مسح وجهه بيده قال أندرييف، "أنا فخور ببلدي ورئيسي". وصرح لوكالة الأنباء الروسية بأنه لم يصب بأذى وأن المادة كانت نوعاً من الشراب.

وكانت السفارة الروسية تعتزم إقامة احتفال رسمي في الموقع لكنه ألغي بعد تلقي رد سلبي من رئيس بلدية وارسو ووزارة الخارجية.

لكن أندرييف جاء لوضع الإكليل كما فعل بعض الروس طوال الصباح، بينما حمل متظاهرون مؤيدون لأوكرانيا لافتة كبيرة كتب عليها "مجرمون" وعرضوا صوراً للبلد الذي مزقته الحرب.

وبعد الحادثة قالت وزارة الخارجية الروسية إنها احتجت لدى المسؤولين البولنديين على "تساهلهم مع الشباب النازيين الجدد". وأضافت في بيان أن "روسيا طلبت من بولندا أن تنظم من دون إبطاء مراسم وضع إكليل الزهور مع توفير الأمن الكامل في وجه جميع أنواع الاستفزازات".

واستقبلت بولندا مئات الآلاف من اللاجئين من أوكرانيا المجاورة منذ أن أرسلت موسكو قوات إلى البلاد في الـ 24 من فبراير (شباط).

"صد العدوان استباقياً"

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "روسيا صدت العدوان بشكل استباقي وأن ذلك كان قراراً اضطرارياً اتخذ في الوقت المناسب، وكان القرار الصائب الوحيد".

وأضاف الرئيس الروسي أن "الجيش الروسي يقاتل حالياً في أوكرانيا من أجل شعب دونباس وأمن وطنه"، مشيراً إلى أن "روسيا اضطرت إلى صد عدوان محتوم عليها بتحرك استباقي".

جاء ذلك في كلمة ألقاها بوتين خلال العرض العسكري الكبير الذي أقيم الإثنين في الساحة الحمراء بموسكو بمناسبة الذكرى الـ 77 للانتصار على النازية.

وهنأ بوتين كل العسكريين والمحاربين القدامى بعيد النصر قائلاً، "نحن فخورون بجيل النصر الأبي الباسل وواجبنا هو الحفاظ على ذاكرة أولئك الذين سحقوا النازية".

وأكد بوتين أن روسيا كانت دائماً تدعو إلى حوار نزيه وإلى أمن متساو وغير قابل للتجزئة للجميع، لكن عبثاً فإن "دول الـ (ناتو) لم ترغب في سماعنا"، إذ كانت لديهم خطط مختلفة تماماً وكانوا يستعدون بين أمور أخرى لشن هجوم على شبه جزيرة القرم".

وأضاف أن الـ "ناتو" بدأ يزحف نحو أراضي جوار روسيا عسكرياً ومقترباً من حدودها، وكل الدلائل كانت توحي بأن "الصدام مع النازيين الجدد أمر لا مفر منه".

وأشار بوتين إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي "تحدثت الولايات المتحدة عن فرادتها مهينة العالم بأسره ومن يدور في فلكها، لكن روسيا بلد من قبيل مختلف ولن تتخلى أبداً عن احترامها لجميع الشعوب والثقافات، وهو ما قرر الغرب إلغاءه".

وأضاف، "روسيا بخلاف الغرب لن تتخلى أبداً عن حب الوطن والإيمان والقيم التقليدية".

وأكد بوتين أن مقاتلي دونباس وجنود الجيش الروسي يقاتلون في أرضهم، وقال مخاطباً إياهم "أنتم تقاتلون من أجل الوطن والمستقبل كي يكون العالم خالياً من الجلادين والنازيين". وشدد على أن "مصرع كل جندي مأساة بالنسبة إلينا جميعاً، متعهداً ببذل كل الجهد لمساعدة أسر وأطفال العسكريين الذين سقطوا في أوكرانيا".

زيلينسكي ماشياً في كييف

على الجانب الآخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تدع روسيا "تستأثر بالانتصار على النازية" في العام 1945.

وقال زيلينسكي في رسالة فيديو يظهر فيها ماشياً في الجادة المركزية في العاصمة كييف، "نحن نعتز بأسلافنا الذين هزموا النازية مع شعوب أخرى في إطار التحالف ضد هتلر". مضيفاً، "انتصرنا آنذاك وسننتصر الآن"، في إشارة إلى الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا.

وتابع، "عدونا كان يحلم بأن يرانا نعدل عن الاحتفال بالتاسع من مايو وبالانتصار على النازيين لإعطاء فرصة لتعبير اجتثاث النازية". و"اجتثاث النازية" هي الحجة الرئيسة التي ذكرها الرئيس الروسي لتبرير الحرب على أوكرانيا.

وقال زيلينسكي، "كافح ملايين الأوكرانيين النازية وطردوا النازيين من لوغانسك ودونيتسك، وحرروا خيرسون وميليتوبول وبيرديانسك من المحتلين وطردوا النازيين من يالطا وسيمفيروبول وكيرتش ومن كامل القرم، وحرروا ماريوبول من النازيين"، معدداً بذلك مدن شرق وجنوب أوكرانيا التي تحتلها القوات الروسية حالياً ومدن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا العام 2014.

وتابع، "هم طردوا النازيين من كامل أنحاء أوكرانيا لكن المدن التي ذكرتها اليوم تلهمنا بصورة خاصة، وتمنحنا إيماناً بأننا سنطرد المحتلين من أرضنا". وأكد، "في يوم الانتصار على النازيين نحن نقاتل من أجل انتصار آخر، والطريق إلى هذا الانتصار طويل لكن لا يساورنا أدنى شك في انتصارنا". مضيفاً، "انتصرنا آنذاك وسننتصر الآن". وختم، "قريباً جداً ستحتفل أوكرانيا بيومي نصر".

دبلوماسياً، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي قوله اليوم الإثنين إن "محادثات السلام مع أوكرانيا لم تتوقف وإنما تعقد من بعد".

عقوبات جديدة

وأعلنت الحكومة البريطانية، الأحد، عقوبات تجارية جديدة ضد روسيا وبيلاروس على خلفية الهجوم على أوكرانيا، بما في ذلك حظر للصادرات يستهدف الصناعة الروسية وزيادة في الرسوم الجمركية تشمل البلاديوم.

وقالت وزيرة التجارة الدولية آن ماري تريفليان في بيان، "حزمة العقوبات الكبيرة هذه ستلحق مزيداً من الضرر بآلة الحرب الروسية".

وستزيد الرسوم الجمركية بـ 35 نقطة مئوية، لا سيما على البلاتين والبلاديوم المستخدمان في صناعة السيارات، بينما يشمل حظر الصادرات بضائع مخصصة لقطاعات التصنيع والآلات الثقيلة في روسيا مثل البلاستيك والمطاط والآلات.

وقالت الحكومة البريطانية إن "روسيا هي إحدى الدول الرئيسة المنتجة للبلاتين والبلاديوم وتعتمد بشدة على المملكة المتحدة لتصديرهما".

وأوضحت الحكومة أن هذه العقوبات تتعلق بـ 1.7 مليار جنيه استرليني من البضائع (نحو ملياري يورو)، مما يرفع قيمة السلع المستهدفة بعقوبات تجارية منذ الهجوم الروسي في الـ 24 من إلى أكثر من أربعة مليارات جنيه إسترليني.

كما فرضت بريطانيا عقوبات على أكثر من 1000 فرد وما يزيد على 100 شركة منذ بدء الهجوم.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات