Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يعتبر نهر كولورادو الأكثر عرضة للخطر في أميركا؟

يكتسي أهمية بالغة في إمداد عشرات الملايين من الناس في غرب الولايات المتحدة بالمياه الصالحة للشرب

في العام الماضي، انخفض منسوب المياه في بحيرة "باول" (الاصطناعية)، علماً أنها خزان مياه في كولورادو أنشئ بواسطة  سد "غلين كانيون" إلى أدنى مستوياته مذ 1969 (أ ب)  

تبين أن "نهر كولورادو"Colorado River  أكثر الممرات المائية التي يتهددها الخطر في الولايات المتحدة، وفق تقرير حديث نشر الأسبوع الحالي.

يوفر "نهر كولورادو" الإمدادات الحيوية اللازمة من مياه الشرب لعشرات الملايين من الناس في غرب الولايات المتحدة، بما في ذلك سكان المدن الكبرى من قبيل فينيكس، وتوكسون، وأريزونا، ولاس فيغاس، ونيفادا، فضلاً عن أنه يروي ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية في المنطقة الرئيسة المنتجة للمواد الغذائية .

التقرير، الصادر عن منظمة "أميركان ريفرز"American Rivers  (الأنهار الأميركية) التي لا تتوخى الربح، يدرج أيضاً في لائحته للأنهار العشرة الأوائل المعرضة للخطر، "سنايك ريفر"Snake River [نهر الأفعى] في المنطقة الشمالية الغربية للمحيط الهادئ، ونهر "سان بيدرو" San Pedro River في أريزونا، ونهر "لوس أنجيليس"Los Angeles River  في كاليفورنيا، فضلاً عن "ميسيسيبي" الممتد عبر قارة أميركا الشمالية. أما بالنسبة إلى الأخطار التي تتهدد تلك الممرات المائية فأبرزها التلوث الناتج من تربية الماشية والمحاصيل الغذائية والأعلاف الحيوانية، والسدود، والاستخدام المفرط للمياه.

"كولورادو" أحد أكبر الأنهار في الولايات المتحدة، إذ تمتد مستجمعات مياهه في سبع ولايات أميركية من وايومنغ حتى كاليفورنيا، ليشكل في خليج كاليفورنيا بالمكسيك "دلتا نهر كولورادو" Colorado River Delta.

ولكن منذ منتصف القرن العشرين، بالكاد وصل نهر "كولورادو" إلى خليج كاليفورنيا، مع استنزاف الغالبية الكبرى من المياه على امتداد الطريق.

أما المشكلة الملحة التي يشير إليها التقرير فتتمثل في أن كمية المياه التي يستهلكها السكان أكثر مما يمكن للنهر تحمله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومما زاد الطين بلة تراجع السعة الإجمالية للنهر نتيجة أحوال من الجفاف كابدتها المنطقة طوال عقدين من الزمن وأثرت سلباً في إمداداته من المياه، حسبما وجد الباحثون.

في العام الماضي، انخفض منسوب المياه في بحيرة "باول" (الاصطناعية)، علماً أنها خزان مياه في كولورادو أنشئ بواسطة "سد غلين كانيون" Glen Canyon Dam، إلى أدنى مستوى له منذ 1969.

اعتباراً من الشهر الحالي، أُدرج أكثر من 99 في المئة من "حوض نهر كولورادو" بين أحوال "الجفاف غير الطبيعي" و"الجفاف الشديد"، وفق خبراء معنيين بمراقبة الجفاف تابعين للحكومة الأميركية.

وفيما يتخبط العالم أكثر في أزمة المناخ، من المرجح أن تتفاقم هذه الاتجاهات. بحلول 2050، كما يذكر التقرير، من شأن المياه في "نهر كولورادو" أن تنخفض بنسبة عشرة إلى 30 في المئة مرة أخرى.

وجدت دراسة أخرى تعود إلى 2020 أن تدفق النهر على طول كولورادو ينخفض بنسبة تسعة في المئة لكل درجة مئوية تسجلها درجات الحرارة. ويقود إلى هذه الحال جزئياً تراجع الغطاء الثلجي، الذي من شأنه أن يعكس أشعة الشمس، ويحول دون جفاف الأرض، في تراجع لا تبطله تماماً زيادة في هطول الأمطار.

تاريخياً، كان إمداد النهر وتوزيعه يخضع لـ"اتفاق نهر كولورادو 1922" الذي أبرمته الولايات الأميركية السبع داخل منطقة حوض مياه النهر: كاليفورنيا، ونيفادا، وأريزونا، وكولورادو، ونيو مكسيكو، ويوتا، ووايومنغ.

تتزايد محاولات هذه الولايات معالجة نقص المياه في النهر. في 2007، عملت مجموعة من المبادئ التوجيهية المؤقتة على التصدي لظروف الجفاف، كذلك أبرمت خطة طارئة أخرى لمواجهة القحط في 2019.

بيد أن الخطط المذكورة ستنتهي في 2026، وسيتعين على الولايات الاتفاق على إطار عمل جديد قبل ذلك الحين، ولكن هذه المسألة ربما تكون عسيرة جراء الأعباء وأوجه الغموض المتزايدة المتصلة بأزمة المناخ.

إلى جانب الولايات والهيئات الفيدرالية، تعتبر جماعات السكان الأصليين من أصحاب المصلحة الرئيسين في المسائل المتعلقة بالمياه في المنطقة. يشير تقرير "الأنهار الأميركية" إلى أن الشعوب القبلية تفتقر إلى البنية التحتية للمياه، وأنها قد استُبعدت في الماضي من القرارات بشأن إدارة المياه.

تقرير آخر صادر عن كونسورتيوم يضم منظمة "أميركان ريفرز" يقدم بعض الاقتراحات التي ترمي إلى حل أزمة نهر كولورادو.

مثلاً، في مقدور المدن وقطاعي الصناعة والزراعة وتربية المواشي تكثيف جهودها المبذولة في الحفاظ على المياه. علاوة على ذلك، يشير التقرير إلى أن وضع أغطية على الخزانات والقنوات سيفضي إلى خفض عملية تبخر المياه، وأن الحفاظ على الغابات والمروج المحلية سيدعم مستجمعات المياه الطبيعية.

© The Independent

المزيد من بيئة