Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي يرجع الفضل في مساعدة جونسون لأوكرانيا إلى الضغط الشعبي

الرئيس الأوكراني يشدد على وقوف بريطانيا إلى جانب بلاده وتقديمها الدعم بما يفوق الحلفاء الآخرين

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أسوشييتد برس)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون "يساعد" أكثر من غيره من القادة، المقاومة التي يخوضها الأوكرانيون ضد روسيا، والفضل في ذلك يعود إلى الضغط الذي يمارسه الشعب البريطاني.

وأشار زيلينسكي في مقابلة أُجريت معه في كييف حيث يقاوم غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن فرنسا كانت أكثر تردداً في إرسال أسلحة إلى بلاده "لأنها تخاف من روسيا".

وأضاف الرئيس الأوكراني في حديثه مع مجلة "إيكونوميست"، أن ألمانيا "ترتكب خطأ اليوم" من خلال محاولتها اتّباع نهج متوازن (بين روسيا وأوكرانيا)، وذلك بسبب علاقاتها الاقتصادية الأكثر عمقاً مع موسكو. وأشار إلى أن "بريطانيا تقف بالتأكيد إلى جانبنا ولا تعتمد نهجاً متوازناً"، لكنه امتنع عن تأكيد ما إذا كانت المملكة المتحدة تريد إنهاء الحرب بسرعة وبأيّ ثمن.

ولفت زيلينسكي إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كان أكثر حرصاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على مسألة إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، بل أكد ذلك، "نعم. إن جونسون بصراحة هو القائد الذي يساعد أكثر. أما قادة الدول الآخرون، فيتصرّفون وفق ما تمليه عليهم مواقف ناخبيهم. وفي هذه الحال، يشكّل بوريس جونسون مثالاً على ذلك".

تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني أقام علاقة وثيقة مع الزعيم الأوكراني، وهو يتحادث معه بانتظام عبر الهاتف.

ورأى بوريس جونسون أن إرسال الدبابات والطائرات المقاتلة التي طالب بها الرئيس الأوكراني أثناء خطابه أمام قمة "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) الأسبوع الماضي، سيكون صعباً للغاية "من الناحية اللوجستية"، لكنه لم يستبعد القيام بهذه الخطوة.

في المقابل، نبّه ماكرون إلى أن تقديم عربات مدرّعة وطائرات مقاتلة لكييف، قد يجرّ حلف "ناتو" إلى نزاع مباشر مع روسيا من خلال تجاوز "الخط الأحمر".

وفي عودة إلى كلام زيلينسكي، فقد صنّف الدول الأجنبية ضمن فئتين، أولاهما تلك التي تريد إنهاء الصراع في أسرع ما يمكن وبأيّ وسيلة، كي تتمكّن من الوصول إلى الأسواق الروسية، وثانيهما البلدان التي تدعم الشعب الأوكراني "وتريد إنهاء الحرب بسرعة وبأيّ ثمن". وكذلك لاحظ أن "بريطانيا تقف بالتأكيد إلى جانبنا. ولا تعتمد نهجاً متوازناً لأن المملكة المتحدة لا ترى أي بديل آخر للخروج من هذا الوضع". وأكد أن "بريطانيا تريد لأوكرانيا أن تربح ولروسيا أن تخسر، لكنني لا أرغب بالتحدث عما إذا كانت لندن تريد للحرب أن تستمر أو لا".

في هذا الوقت، نأت الحكومة البريطانية بنفسها عن الدعوة الواضحة التي كان قد وجّهها الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى وجوب تغيير النظام في موسكو، حينما ذكر في خطاب حماسي أن فلاديمير بوتين "لا يمكن أن يبقى في السلطة".وفيما سارع البيت الأبيض إلى التدخل، مؤكداً التراجع عن التعليق غير المكتوب الذي صدر عن بايدن، رأى وزير التعليم البريطاني ناظم الزهاوي أن مسألة إطاحة السيد بوتين بسبب غزوه لأوكرانيا، تبقى "رهناً بالشعب الروسي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالاسترجاع، ففي كلمة مشحونة للغاية ألقاها في العاصمة البولندية وارسو أخيراً، توجّه رئيس الولايات المتحدة إلى الشعب الروسي مباشرةً مقارناً بين غزو أوكرانيا وأهوال الحرب العالمية الثانية. وأنهى حديثه عن الرئيس الروسي الذي وصفه في وقت سابق بأنه "جزّار" بالتشديد على أن "لا يمكن لهذا الرجل أن يبقى في السلطة على الإطلاق".

في المقابل، حاول مسؤول في البيت الأبيض بسرعة توضيح كلام بايدن، مشيراً إلى أن ما عناه الرئيس الأميركي هو أنه "لا يمكن السماح للزعيم الروسي بممارسة هيمنة على جيرانه أو على المنطقة".

وفيما ردّ الكرملين بأن "تقرير من يبقى في السلطة في روسيا ليس من شأن الأميركيين، حرص وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين على تأكيد أن ليس لدى الولايات المتحدة "أي استراتيجية لتغيير النظام" في موسكو.

في السياق ذاته، علّق ماكرون على تصريح بايدن بأنه "لن يستخدم تلك المصطلحات" التي عبّر عنها الرئيس الأميركي، مشيراً إلى أن من شأنها أن تسهم في تعقيد مسألة إيجاد حل للنزاع. وأضاف، "نريد وقف الحرب التي شنّتها روسيا في أوكرانيا، من دون تأجيج الحرب وبعيداً من التصعيد".

وفي مقابلة أجريت معه الأحد الفائت، أعلن الوزير الزهاوي أنه "يعود إلى الشعب الروسي أن يقرر كيف يريد أن يُحكَم"، لكنه أشار إلى أنه "سيكون من الأفضل بالتأكيد" أن يكون هناك شخص "ديمقراطي يتفهّم رغباته".

وفي برنامج "صاندي مورنينغ" Sunday Morning  الذي تبثّه شبكة "بي بي سي"، أورد الزهاوي أن "الأمر يخص الشعب الروسي، وأن الشعب الروسي وحده هو الذي يمكنه اتخاذ القرار، وأعتقد أن معظم أفراد هذا الشعب قد ضاقوا ذرعاً ببوتين وبرفاقه، وبالحرب غير المشروعة الجارية".

في المقابل، امتنع وزير التعليم البريطاني عن توجيه الانتقاد إلى الرئيس بايدن، على نقيض النائب في حزب المحافظين توباياس إلوود، رئيس "لجنة الدفاع في مجلس العموم" Commons Defence Committee، الذي توقّع أن يعمد بوتين إلى "تحريف هذا الموقف واستغلاله لمصلحته، والقتال بشراسة أكبر".

في غضون ذلك، حذّر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف من سعي الرئيس الروسي إلى تقسيم أوكرانيا إلى شطرين على "النمط الكوري"، في إشارة إلى الانقسام القائم بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.

وتأتي تعليقات بودانوف، بعدما كانت موسكو قد لمّحت إلى أنها قد تكبح جماح هجماتها في أوكرانيا، من أجل التركيز على ما زعمت أنه "الهدف الرئيس لها، وهو تحرير (إقليم) دونباس"، المنطقة المتاخمة للأراضي الروسية في شرق أوكرانيا.

تبقى الإشارة أخيراً إلى أن من المتوقع أن تنطلق محادثات سلام بين الجانبين الأوكراني والروسي في تركيا في الأيام المقبلة. وقد استبق زيلينسكي انعقادها بالتأكيد على أنه لن يتنازل عن أراضٍ في محادثات السلام، مشيراً إلى أن القوات الأوكرانية وجّهت "ضربات قوية" إلى الوحدات الغازية.

 

نشر في "اندبندنت" 28 مارس 2022

المزيد من دوليات