Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحافيان عربيان يفوزان بجوائز "وورلدبرس" لعام 2022

الفلسطينية فاطمة شبير والسوداني فائز أبو بكر يحصلان على تكريم مسابقة صور الصحافة العالمية

المصورة فاطمة شبير حققت المركز الأول عن صورتها "أطفال فلسطينيين في غزة"  (الموقع الرسمي لجائزة وورلد برس)

أقامت منظمة "وورلد برس" مسابقة الصور الصحافية لعام 2022. ونشرت على موقعها على الإنترنت بياناً جاء فيه، "إنه تم اختيار المشاركات للمرة الأولى من قبل هيئات التحكيم الإقليمية، والتي اختارت منها لجنة التحكيم العالمية 24 فائزاً إقليمياً من المناطق الست التي اختارتها المؤسسة هذا العام كنموذج المسابقة الجديد، مع ست إشارات مشرفة".

وتنظم منظمة التصوير الصحافي العالمية هذه المسابقة منذ عام 1955، وتُتيح للمصورين عرض أعمالهم على جمهور عالمي. وتقع المؤسسة في العاصمة الهولندية، أمستردام، ولها فروع في عدة عواصم عالمية، وهي منظمة مستقلة غير ربحية. وتكرم الصور الصحافية السنوية، وتحتفل بأفضل تصوير صحافي وتصوير وثائقي تم إنتاجه خلال العام الماضي، وأعلنت الفائزين في فئاتها الإقليمية، بما في ذلك أفريقيا وآسيا وأوروبا. وتم تحديد أفضل الصور من قبل هيئات تحكيم عالمية، مع تقسيم كل منطقة إلى أربع فئات: الفردي، والقصص، والمشاريع طويلة الأجل، والصيغة المفتوحة.

وتم اختيار الفائزين الإقليميين في مسابقة 2022 من بين 64823 مشاركة بواسطة 4066 مصوراً من 130 دولة، توزعوا كالآتي: 24 مصوراً من 23 دولة هي الأرجنتين، وأستراليا، وكندا، وكولومبيا، وبنغلاديش، والبرازيل، والإكوادور، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، والهند، وإندونيسيا، واليابان، ومدغشقر، والمكسيك، وهولندا، ونيجيريا، والنرويج، وفلسطين، وروسيا، والسودان، وتايلاند.

وقدم المشاركون مجموعة متنوعة من وجهات النظر من جميع أنحاء العالم. وبحسب بيان المؤسسة "تقدم الأعمال الفائزة على جوائز قصص شجاعة ورُؤى لا تقدر بثمن، ومجموعة متنوعة من التفسيرات، من أزمة المناخ التي لا يمكن إنكارها، إلى حركات الحقوق المدنية، ومن حق الوصول إلى التعليم، إلى الحفاظ على ممارسات السكان الأصليين وهويتهم. وفي عام تحولي آخر للعالم، يروي غالبية الفائزين بمسابقة 2022 العالمية للصور الصحافية قصصاً متعلقة بهم، مع 19 من 24 من المشاريع الفائزة رواها مصورون من البلد أو المجتمع الذي تنتمي إليه قصتهم".

وفازت الفلسطينية فاطمة شبير (25 عاماً)، من قطاع غزة، بجائزة الدورة الـ85، كما فاز المصور الصحافي السوداني فائز أبو بكر بالمركز الأول في مسابقة صور الصحافة العالمية لعام 2022.

أصغر صحافية شجاعة في العالم

فازت فاطمة شبير من خلال منافسة 64 ألف صورة، شارك فيها 400 مصور يمثلون 130 دولة، حيث حققت المركز الأول في "الصورة الفردية عن قارة آسيا"، عن صورتها التي حملت عنوان "أطفال فلسطينيون في غزة".

المُصوِّرة ولدت ونشأت في غزة، وكانت تبلغ من العمر تسع سنوات عندما بدأ حصار المدينة عام 2006. قررت أن تروي قصتها عام 2021، من خلال قصص الآخرين، حيث تجد صعوبة في مشاهدة أحداث الطفولة تكرر في الوقت الحاضر. وكانت "اليونيسف" قد ذكرت "أن نحو 500 ألف طفل في غزة قد يحتاجون إلى دعم نفسي بعد صراع عام 2021".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولقبت فاطمة بأصغر صحافية شجاعة في العالم، بعد فوزها بجائزة "الشجاعة أنيا نيدرينغهاوس" الألمانية في التصوير الصحافي من المؤسسة الدولية لإعلام المرأة (IWMF) في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، التي تمنح للمصورات اللاتي يتقدمن الصفوف الأولى ويعرضن أنفسهن للخطر من أجل الحصول على الأخبار المصورة.

واستطاعت فاطمة، وهي أصغر صحافية تحصل على الجائزة، أن تلتقط صوراً من غزة من أمام مبانٍ تحطمت نوافذها وأبوابها بسبب القصف الذي تعرضت له المنطقة، وفق تقرير لشبكة "فويس أوف أميركا". منذ نعومة أظافرها فتحت عينيها على الكاميرات الفوتوغرافية الفيلمية، لأن جدتها عملت مُصوّرة استوديو بدأت مشوارها في التصوير الصحافي، عندما كانت طالبة في المرحلة الثانوية، حيث سعت لتتعلم التصوير بشكل مستقل، وكان دعم والدتها هو الأساس منذ بداية رحلتها، وتعلمت بواسطة البحث والقراءة عبر الإنترنت، حيث قرأت عن أشهر المصورين في العالم وأفضل اللقطات والقواعد المتبعة في التصوير، وكان ذلك عام 2013، وحينئذٍ لم تكن تملك كاميرا خاصة بها، وذلك على الرغم من تحديات كثيرة، وعدم توافر الإمكانات اللازمة للعمل، حيث كانت تقطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى المناطق النائية والحدودية، لتوثيق حياة ومعاناة السكان عن قرب.

وفي عام 2017، حصلت على كاميراتها الأولى هديةً من أمها، وكانت أول صور التقطتها للسكان اللاجئين في مخيم الشاطئ غرب غزة لتعكس معاناتهم، ونشرتها إلى العالم على حسابها الشخصي بموقع "إنستغرام"، بحسب حديث لها لصحيفة "الإمارات اليوم"، ومن ثمّ شاركت في مسابقة "لحظات"، التي أطلقتها مجلة "ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي"، وفازت بالمركز الأول في فئة "الصورة الوثائقية"، بعد أن روت بعدستها قصة "ليلة الحناء" كتقليد فلسطيني متبع يتوارثه الأجيال، لكن انطلاقتها للعمل في مجال التصوير الصحافي كانت عام 2019، بعد سنوات طوال من التعلم الذاتي والمثابرة، حيث بدأت العمل كمساهمة مع وكالة "غيتي" للصور، كما تنشر أعمالها المصورة في العديد من الصحف ووكالات الأنباء العالمية، ومنها "نيويورك تايمز"، ووسائل إعلامية عالمية أخرى.

وفازت في نهاية شهر أغسطس (آب) 2021 بجائزة "ريمي أوشليك" الفرنسية، التي يتم الإعلان عنها في كل عام، لتكريم المصورين الشباب حول العالم، حيث فازت بالجائزة عن "أفضل تقرير سنوي مصور متخصص في الصراع". ومن تعليقات النقاد على أعمالها في المسابقة، أنها عرضت من خلال صورتها، تعقيدات الوضع الراهن في غزة، لا سيما فيما يتعلق بالحياة اليومية للأطفال الفلسطينيين... "واستطاعت إظهار لحظة حميمية هادئة تجبرنا على إدراك الواقع الذي يعانيه الأطفال في غزة، وكذلك مشاركة الأطفال في العملية الديمقراطية".

 

 

الكفاح من أجل الديمقراطية

اختير المصور السوداني، الفائز في فئة "الفردي" لأفريقيا، فائز أبو بكر للجائزة الأولى في أفريقيا عن صورة التقطها لسيدة متظاهرة اسمها "روان بشير"، وهي تحمل عبوة غاز مسيل للدموع أطلقته الشرطة عليها، لكنها تُعيد رميها على شرطة مكافحة الشغب خلال احتجاجات مناهضة للانقلاب بالسودان في 31 ديسمبر (كانون الأول).

وكان متظاهرون قد خرجوا في 30 ديسمبر بمسيرة عبر العاصمة السودانية الخرطوم، وفي مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين، مطالبين بعدم لعب الجيش أي دور في حكومة انتقالية، ونقل السلطة السياسية إلى السلطات المدنية، حيث تم قمع الاحتجاجات بوحشية. وذكرت وكالة "رويترز"، أن "خمسة أشخاص قتلوا في الاحتجاجات".

فائز أبو بكر، مواليد الخرطوم، حاصل على درجة البكالوريوس في العلاقات العامة من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. شارك بمعارض في السودان، والهند ورومانيا ومصر والإمارات العربية المتحدة. وتم عرض أعماله في صحيفة "نيويورك تايمز"، وهو عضو في قاعدة بيانات التصوير الصحافي الأفريقي، وهي دليل للصحافيين المرئيين الأفارقة الناشئين والمهنيين الذي أنشأته مؤسسة World Press Photo Foundation و(Everyday Africa).

ومن تعليقات النقاد على صورته، أنها تسلط الضوء على كيفية تأكيد الشباب السوداني لقيمهم في حقوق الإنسان والمواطنة، وتدل على الشجاعة والجرأة اللافتة للنظر لشابة غير محمية وغير مسلحة رمت ما ألقاه الجيش على المتظاهرين. وتثني هذه الصورة الرمزية على تصميم الشباب والنساء في جميع أنحاء أفريقيا الذين يشاركون في الكفاح اليومي من أجل الديمقراطية ولا يتخلون عنه أبداً.

المزيد من متابعات