Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ظاهرة الاستيلاء" على أراضي أريحا تستفحل وسط تبادل الاتهامات

غضب لدى بعض قيادات "حركة فتح" والطيرواي يتهم أشتية بتكريم "سارقي أراضي المحافظة"

أريحا تعتبر مقصداً سياحياً داخلياً وخارجياً بسبب طقسها الدافئ (وكالة وفا)

فجر استقبال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أشخاصاً "متنفذين" متهمين بالاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي محافظة أريحا، الغضب في المحافظة بين بعض قيادات "حركة فتح"، وصلت حد اتهام أشتيه بتكريم "الفاسدين"، في حين توعد أشتية "بالقضاء على كافة أشكال التعديات على الأراضي الحكومية والوقفية والملكيات الخاصة".

وكان رجل أعمال فلسطيني طلب خلال لقائه أشتيه "إزالة العقبات والتعديات الواقعة على أملاكه لتمكينه من إنجاز مشاريعه في محافظة أريحا"، في حين أحال أشتيه "التظلم إلى جهات الاختصاص ولجنة التعديات على الأراضي والتي تتابع أعمالها".

"وعود لا تنفذ"

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني "ترحيبه بأي استثمار يراعي التقيد بالأنظمة والقوانين"، داعياً رجل الأعمال إلى "مراجعة بلدية أريحا في القضايا المتعلقة باستصدار التراخيص اللازمة للمشاريع".

وعلى إثر اللقاء، شن عضو اللجنة المركزية لـ"حركة فتح" توفيق الطيرواي هجوماً حاداً على أشتيه، وقال إن حكومته "لا تمثل حركة فتح"، واتهمه "بتكريم الفاسدين السارقين"، ودعاه إلى "التوقف عن إطلاق وعود لا ينفذها ولا يستطيع تطبيقها".

وتتمتع أريحا بأهمية سياحية بسبب طقسها الدافئ خلال فصلي الشتاء والخريف والحار في الصيف، وتعتبر أخفض منطقة في العالم، وتجاور البحر الميت.

وبسبب ذلك، إضافة إلى قربها من القدس، فإن المقدسيين يشترون فيها منازل للإقامة فيها في بعض فصول السنة بسبب منعهم من التوسع في البناء في القدس.

تشكيل لجنة

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكل قبل ثلاث سنوات لجنة حول سرقة الأراضي في أريحا، إثر مناشدة الطيرواي له بالتدخل لوقف الاستيلاء على الأراضي في أريحا.

لكن الطيراي قال حينها، إنه أبلغ عباس "بملف التعديات مرتين، وبقيت على حالها، بل زادت التعديات والاستغلال من قبل بعض المسؤولين".

وقال الطيرواي، إن أشتيه "يضرب بعرض الحائط كل النصائح والتوصيات عبر استقباله أشخاصاً يستولون على آلاف الدونمات من أراضي الغير، بادعاءات باطلة وبوثائق غير سليمة قانونياً".

وعاد أشتية لتشكيل لجنة تحقيق هي الثانية منذ ثلاث سنوات "لمتابعة الاعتداءات على أراضي الدولة في أريحا وعلى أراضي المواطنين".

ويترأس اللجنة وزير الداخلية الفلسطيني زياد هب الريح الذي زار أريحا إثر تكليفه، وتوعد "بمنع كافة أشكال التعديات على الأراضي الحكومية والوقفية والملكيات الخاصة، والتعامل مع ملف التعديات على الأراضي وفقاً لأحكام القانون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"ظاهرة" الاستيلاء

وقال هب الريح، إن الأراضي الحكومية "احتياط ومخزون استراتيجي للشعب الفلسطيني والأجيال القادمة، ويجب حمايتها والحفاظ عليها".

ووصف بيان لوزارة الداخلية الفلسطينية الاستيلاء على الأراضي في أريحا "بالظاهرة"، مضيفاً أن "محافظ أريحا جهاد أبو العسل أطلع وزير الداخلية على الجهود المبذولة لمنع هذه الظاهرة، وحماية الملكيات العامة والخاصة".

هذا واعتبر رئيس بلدية أريحا السابق حسن صالح، أن "ظاهرة الاستيلاء على أراضي الدولة والخاصة بدأت منذ الحكم العثماني، من خلال تسجيل ملاك الأراضي جزءاً صغيراً للغاية من أراضيهم وتسويرها بهدف تقليل نسبة الضرائب للدولة العثمانية".

 وأضاف صالح أن" أشخاصاً متنفذين ولهم علاقات بمسؤوليين في السلطة الفلسطينية، استولوا خلال السنوات الماضية على عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الخاصة التي تعود لعشائر أريحا".

وأوضح صالح أن رئيس الوزراء استقبل هؤلاء "استقبال الفاتحين"، مضيفاً أن "الطيرواي يخوض حرباً ضدهم منذ فترة طويلة".

وأشار إلى أن مدينة أريحا "أصبحت ممتلئة بالفلسطينيين الذي أخذوا بالتوسع في محيطها، لكن الفقراء منهم لا يجدون الأراضي التي استولى عليها المتنفذون مقابل رشاوى مالية كبيرة".

جهاز الاستخبارات

وكان الطيرواي الذي أسهم في تأسيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية، أسس جامعة الاستقلال الحكومية المختصة في مجال العلوم الأمنية والعسكرية والشرطية في مدينة أريحا على أراضي دولة.

ولا يتمتع الطيرواي بعلاقات جيدة مع الرئيس عباس، وغالباً ما يوجه انتقادات لطريقة حكمه ولأداء المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وتولى رئاسة جهاز الاستخبارات عام 2007 قبل أن يقال من منصبه بعدها بسنة واحدة.

المزيد من الشرق الأوسط