Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تكثيف المستوطنين زيارتهم إلى كنيس في أريحا يثير خشية فلسطينية من التهويد

إصرار إسرائيلي على زيارة المكان كموقع ديني وليس معلماً أثرياً

يزور مستوطنون كنيس "بيت شهوان" في أريحا بشكل أسبوعي (اندبندنت عربية)

يتخوف الفلسطينيون من استغلال المستوطنين وجود كنيسَين في قلب مدينة أريحا، واستخدام ذلك كذريعة لإقامة مستوطنات قربهما، وذلك في ظل تكثيفهم الزيارات إلى هذين الموقعين للصلاة فيهما خلال الأشهر الماضية بحماية من الجيش الإسرائيلي، على الرغم من السيطرة الأمنية الفلسطينية عليهما.
ويعود بناء الكنيسَين إلى الفترة البيزنطية في القرن الخامس الميلادي، لكنهما لم يُكتشفا إلا خلال الحكم الأردني للضفة الغربية قبل عام 1967. ومع أن وزارة السياحة والآثار الفلسطينية تُدرج الكنيسين كموقعَين أثريَين، وعملت على ترميمهما خلال السنوات الماضية، إلا أن المستوطنين يرفضون ذلك ويصرون على زيارتهما كموقعَين دينيَين يهوديين، دون شراء تذاكر الدخول، وفي أي وقت يشاؤون.

عائلة شهوان

ويقع الكنيس الأول المسمى "بيت شهوان" قرب قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وتعود تسميته إلى اسم عائلة شهوان الفلسطينية التي تمتلك الأرض المقام فوقها، حيث اكتُشفت أرضية الكنيس خلال أعمال الحفر التي كانت جارية تمهيداً لإنشاء العائلة منزلاً لها هناك.
واكتشفت العائلة حينها لوحة فسيفساء ضخمة بطول مئة متر، وأمرتها السلطات الأردنية وقتها ببناء طابق علوي فوق اللوحة للحفاظ عليها، قبل أن تُجبَر العائلة على الرحيل من المنزل بعد عام 1967.
كما يقع الكنيس الثاني المسمى "ديوك" في شمال أريحا، لكنه يشهد إقبالاً أضعف من المستوطنين مقارنةً مع الكنيس الأول.
ونص اتفاق أوسلو، بطلب من إسرائيل، في ملاحِقه الإضافية، على سماح السلطة الفلسطينية لليهود بزيارة كنيس "بيت شهوان"، وسُمي في بنود الاتفاق "كنيس السلام".
وتتواجد وحدة حراسة تابعة للأمن الفلسطيني على مدخل الكنيس، لكنها تنسحب قبيل دخول المستوطنين إليه بحماية الجيش الإسرائيلي، وذلك في ظل حرص المستوطنين على إضفاء الطابع الاستيطاني على الموقع الديني. وخلال زيارته الكنيس قبل سنوات، أشار عضو الكنيست الإسرائيلي، بتسلال سموطريتش إلى أن الزيارة "تهدف إلى تعزيز دعم الاستيطان"، مضيفاً أنها "تركت انطباعاً مثيراً لدي، خصوصاً أن هذه المنطقة مشبعة بالتراث والتاريخ اليهودي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الصفة الأثرية

في المقابل، قال مدير وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في مدينة أريحا إياد حمدان، إن "الطابع الديني للكنيس لا يُلغي صفته الأثرية، ولا يجوز توظيف الجانب الديني لأغراض استيطانية"، مشدداً على أن "الكنيس يقع على أرض دولة فلسطين، ويُعد جزءاً من التاريخ والحضارة الفلسطينيَين".
وشدد حمدان على أنه "لا يجوز اعتبار الأراضي ملكاً لأتباع الديانات التي مرت عليها"، مضيفاً أن "السلطة الفلسطينية تحرص على الحفاظ على كل الأماكن الدينية لكل الأديان بصفتها الأثرية وباعتبارها جزءاً من تاريخ فلسطين".
واشتكى حمدان من "محاولة المستوطنين إضفاء الطابع السياسي على الكنيس وخلطه بالدين، وخلق جو عدائي مع الشعب الفلسطيني".
ويُعتبر الكنيسان اليهوديان في أريحا من إشكالات العلاقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، كحال قبر راحيل في بيت لحم، وقبر يوسف في نابلس، حيث تشهد تلك المواقع مواجهات متواصلة بين المستوطنين والفلسطينين خلال عمليات دخولهم إليها، التي تكون على شكل اقتحامات عسكرية.
وفي بداية الانتفاضة الثانية في عام 2000، أحرق مسلحون فلسطينيون الكنيس في ذورة الاشتباكات بين الجانبين. كما خط فلسطينيون صليباً معكوفاً (شعار النازية) على أرضياته عام 2012.
وبحسب اتفاق أوسلو لعام 1993، صُنفت مدينة أريحا وقطاع غزة ضمن منطقة (أ)، حيث تخضعان لسيطرة أمنية ومدينة فلسطينية كاملة، في حين قُسمت باقي مدن الضفة الغربية إلى مناطق (أ) و(ب)، تخضع مدنياً للسلطة، وأمنياً لإسرائيل، ومناطق (ج) تخضع أمنياً ومدنياً لإسرائيل.

المزيد من الشرق الأوسط