Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهلال الأحمر المصري يشتبك على خط الحرب الأوكرانية

يستقبل الفارين بخاصة السوريين والفلسطينيين ويوفر أطباء ودعماً نفسياً

الهلال الأحمر المصري يدعم العالقين العرب على الحدود الأوكرانية مع دول الجوار  (الصفحة الرسمية للهيئة على فيسبوك)

"أمان، وإغاثة دون تمييز"، شعار رفعه الهلال الأحمر المصري خلال رحلته لدعم العالقين العرب على الحدود الأوكرانية مع دول الجوار، لتيسير عودتهم آمنين إلى أوطانهم، بعد فرارهم من نيران العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية.

تنوعت مهام وأدوار بعثة الهلال الأحمر المصري على الحدود الأوكرانية بين الإغاثة والإسعاف، أو العمل كحلقة وصل مع السفارة المصرية في استخراج أوراق ثبوتية، وتيسير انتقالات القادمين من أوكرانيا، مما أسهم في عودة كثير من المصريين المغتربين في أوكرانيا إلى أسرهم.

نقاط للدعم

ودشنت بعثة الهلال الأحمر المصري نقاطاً ومراكز إغاثية وعلاجية عدة عبر الحدود الأوكرانية مع كل من رومانيا وبولندا والمجر، كان هدفها الأول استقبال القادمين من أوكرانيا دون تفرقة أو تمييز بين المصريين وغيرهم من الجنسيات العربية، وتقديم سبل المساعدة بأنواعها المختلفة لهم، وفقاً لتصريحات تلفزيونية للمدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري رامي الناظر.

وأضاف الناظر أن البعثة في المرحلة الأولى لاستجابتها لتداعيات الحرب في أوكرانيا تمكنت من الوصول إلى المصريين من طريق وسائل التواصل، وتعاملت مع 2000 بلاغ سواء بالتوجيه أو الإرشاد، والمرحلة الثانية جرى إرسال الفريق الإغاثي الأول إلى رومانيا، والثاني إلى بولندا، وكانت مهمتهما واضحة، وهي الوصول إلى الحدود مع أوكرانيا لمساعدة المصريين والعرب.

وعن دور النقاط الخدمية للهلال الأحمر المصري على الحدود، أوضح الناظر "الناس تصل إلى الحدود متعبة، وهذا المركز يوفر وسائل الاتصالات، ويوفر أطباء ودعماً نفسياً، والفريق نجح في المهمة".

مساعدات لوجيستية

كما كشف مدير إدارة الصحة والرعاية بالهلال الأحمر المصري محمود ثروت، أنه منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية كانت للهلال الأحمر المصري أدوار مهمة في مساعدة المصريين، بدأت بمحاولة تقصي أحوالهم هناك وتقديم الطعام وخطوط الهواتف، إضافة إلى المساعدات المادية، وخدمات الدعم النفسي لهم والاطمئنان على المصابين منهم ومحاولة طمأنة ذويهم في مصر، وتوفير الخدمات اللوجيستية المجانية بنقلهم من المعبر وحتى مطار وارسو تمهيداً لعودتهم إلى مصر، إلى جانب استقباله للطلاب العائدين إلى مصر في مطار القاهرة وتقديم الدعم النفسي وإعادة الروابط الأسرية لمن فقد بياناته منهم، وأعقب ذلك سفر فرق الإغاثة الدولية المصرية التابعة للهلال الأحمر المصري إلى رومانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع ثروت، في تصريحات تلفزيونية، أنه تم نقل 5 رحلات لمصريين عالقين بين الحدود الأوكرانية الرومانية إلى القاهرة، حتى الآن، فضلاً عن الدول الحدودية الأخرى كبولندا وسلوفاكيا والمجر ومولدوفا.

إغاثة بلا تمييز

وأشار ثروت إلى أن بعثة الهلال الأحمر المصري، تعمل حالياً على الحدود الأوكرانية لاستقبال الفارين من الحرب، بخاصة السوريين والفلسطينيين، موضحاً أن كثيراً منهم لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم في الوقت الحالي، نظراً للأوضاع المحلية في تلك الدول.

كذلك، أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج، وهي تشغل منصب نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر المصري، أن الجهود مستمرة لدعم كافة المتضررين من الأزمة الأوكرانية، انطلاقاً من الدور الإنساني للجمعية، التي تلتزم الحيادية وعدم التمييز في تقديم خدماتها الإغاثية بكل أشكالها في وقت الأزمات.

ووفق بيان لوزارة التضامن الاجتماعي، فإن استجابة الهلال الأحمر المصري للأزمة كانت بتنسيق مع جمعيات الصليب الأحمر في أوكرانيا وبولندا والمجر ورومانيا، إضافة إلى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال في أوروبا.

واستقبل السفير المصري في بوخارست مؤيد الضلعي، بعثة الهلال الأحمر قبل عودتها إلى مصر، بعد مشاركتها في الجهود الإغاثية على الحدود الرومانية، مشيداً بدورها كونها أول بعثة عربية تشارك في الجهود الإغاثية عند المعابر الحدودية بين أوكرانيا ورومانيا، بحسب مقطع فيديو نشره السفير على "فيسبوك".

إنقاذ زوجين

وروى محمد علاء، الذي كان يعمل مهندساً في إحدى شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية في أوكرانيا ويعيش مع زوجته، كيف أسهم الهلال الأحمر في إعادته لمصر مع زوجته الحامل في الشهر السادس، بخاصة أنه كان يخشى من تبعات فقدانه جواز السفر الخاص بزوجته، بسبب الاضطراب الناتج من الحرب والحاجة لسرعة الهرب من القصف.

وأوضح علاء، في تصريحات لصحف محلية، أنه كان لديه مخاوف من ترحيله دون زوجته سورية الجنسية، إلا أن فريق الهلال الأحمر وفر لهم جميع الخدمات اللازمة، ونقلوا زوجته للمستشفى للاطمئنان على حالتها الصحية ووضع الجنين، قبل أن يستخرجوا لهم أوراقاً ثبوتية مكنتهم من العودة إلى القاهرة بأمان.

وقبل اندلاع الحرب كانت تقدر الجالية المصرية في أوكرانيا بنحو 6 آلاف مواطن، بينهم أكثر من 3 آلاف طالب، وفق إحصاءات رسمية. وعقب نشوب القتال بدأت إجراءات إجلاء عاجلة، ووجهت بعثات مصر الدبلوماسية في كييف والدول المجاورة للتواصل مع المصريين العالقين هناك، وإصدار مجموعة من التعليمات لحمايتهم، إلى جانب تخصيص أرقام للتواصل وتسجيل البيانات وتحديد نقاط للتجمع تمهيداً لعودتهم إلى وطنهم.

وأنشئ الهلال الأحمر المصري عام 1912، وهو عضو في الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر، ويرتكز عمل المنظمة على الجهود التطوعية والاجتماعية التنموية لدعم المجتمع، بخاصة الفئات الأكثر فقراً، إلى جانب تقديم جهود الإغاثة في الكوارث والنكبات والحالات التي تحتاج إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

ومنذ إنشائه، أسهم متطوعو الهلال الأحمر المصري في إنقاذ أرواح الآخرين في أوقات الحرب كما حدث في حرب فلسطين عام 1948، حيث أشرفت الجمعية على مخيم للاجئين الفلسطينيين، وأمدوهم بالأغطية والملابس والمستلزمات المعيشية، وكان لهم دور في حروب أعوام 1956 و1967 و1973.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير