Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عرض عضلات حدودي بين الجزائر والمغرب يثير مخاوف

استبعدت جهات رسمية في البلدين الدخول في حرب رغم الاستفزازات المتبادلة

الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة إلى أجل غير مسمى (الإذاعة الجزائرية)

لا بوادر انفراج في الأفق تخفف من التوتر بين الجزائر والمغرب، وبات التخوف سيد الموقف شعبياً من تحول الخصام الدبلوماسي إلى صدام عسكري بعد التطورات الجارية على الحدود بين البلدين.

تحركات على الحدود

وجاء حديث وسائل الإعلام الجزائرية والإسبانية عن شروع الجزائر بالتحضير لإجراء مناورات عسكرية قرب الحدود، بعد أسابيع من إعلان الرباط إنشاء منطقة عسكرية قرب المنطقة ذاتها، ليؤكد استمرار التوتر بين البلدين الجارين. وستشارك في المناورات، وفق ما تم تداوله، وحدات عسكرية برية وجوية وبحرية مهمة تابعة للجيش الجزائري، وستُستعمل الذخيرة الحية.
وبينما ربطت أطراف عدة، خطوة الجزائر، بإنشاء المغرب منطقة عسكرية جديدة يقودها الجنرال محمد المقداد قرب الحدود الجزائرية، شددت جهات أنها تأتي رداً على مناورات أجراها الجيش المغربي على الحدود مع الجزائر، بمشاركة وحدات من الطيران الخفيف التابع للقوات الفرنسية، التي تُعد أولى الأنشطة الدولية التي تشرف عليها قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، حديثة التأسيس، منذ تعيين قيادتها وهيئة أركانها رسمياً، مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي.
وذكر منتدى "القوات المسلحة الملكية المغربية"، أن "هذه المناورات تجرى على مستوى القطاع العملياتي الشرقي بمشاركة وحدات عدة من الطيران الخفيف التابع للقوات البرية الفرنسية، وتهدف إلى الوقوف على مدى جاهزية القوات على مستوى القطاع، وقدرتها على القيام بمهمات في إطار متعدد الأسلحة والجنسيات، كما تهدف لتعزيز قابلية التشغيل البيني بين القوات المغربية والفرنسية".

مواجهة وشيكة؟

وتعليقاً على ما يجري، رأى الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية عمار سيغة، أن "المغرب بعد إنشائه منطقة عسكرية متقدمة، ووضع يده بيد الجانب الفرنسي عبر برمجة مناورات مشتركة على الحدود المتاخمة للجزائر، يكشف عن نوايا غير بريئة"، معتبراً أن "إعلان الجزائر عن مناورات ضخمة بالذخيرة الحية، إنما يأتي كرد يظهر جاهزية القوات المسلحة الجزائرية حيال أي عدوان محتمل على الجهة الغربية".
وقال سيغة، إن "الوضع يعكس تصاعد حدة التوتر الذي بات ينذر بمواجهة وشيكة ستكون حسب قراءتي، الأراضي الصحراوية مسرحاً لها. وأستبعد أن تكون أرض المواجهة، على التراب الجزائري أو المغربي، لإدراك كلا الطرفين أن القضية التي تؤجج الخلاف هي القضية الصحراوية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


احتمال ضعيف للغاية

في المقابل، اعتبر الباحث المغربي في الشؤون المغاربية، يحيى بن الطاهر، أن المناورات العسكرية لا يمكن قراءتها إلا كونها استعراضاً للقوة، وهي تجري في لغة الجيش، في حالتين، حالة الحرب وحالة السلم، غير أن العلاقات الجزائرية - المغربية يبدو أنها فريدة في العالم، إذ لا تنطبق عليها هذه القاعدة الطبيعية، فالبلدان الجاران لا هما في حالة حرب، ولا في حالة سلم، وتلك مشكلة سياسية أخرى"، مضيفاً أنه "بناءً على هذه المعطيات، يمكن فهم أي سلوك عسكري على الحدود بأنه رسالة موجهة إلى الآخر الجار، والرسالة تعني أشياء وأشياء". وأكد أنه "لن يكون للمغرب رد فعل أو تصريح بهذا الخصوص".
وعلق بن الطاهر، حول إذا كان ما يجري ينذر باحتمال قيام حرب بين البلدين الجارين، فقال "أظنه احتمال ضعيف للغاية، لأن قرار الحرب والسلم، لا تقرره دول ما زالت تراوح مكانها بين هذا القطب أو ذاك"، مضيفاً "علينا هنا أن نستحضر أننا بجوار أوروبا التي تعيش على وقع حرب لم تتوقعها، وتعمل المستحيل لإخمادها، ما يجعلها في غنى عن حرب أخرى على طرفها الجنوبي تزيد من تهديد مصالحها الاقتصادية".

استعراض للقوة ليس إلا

وتُعد هذه المرة الأولى التي يولي فيها الجيش المغربي وجهه نحو الشرق، لإقامة مناورات في المنطقة العسكرية التي تهدف بموجب قرار استحداثها في يناير الماضي، إلى "الحد من الجريمة العابرة للحدود، مثل التهريب والهجرة السرية وتجارة الممنوعات، وكذلك تعزيز قدرات الدفاع عن سلامة أرض الوطن".
وعلى العكس، فإن الجزائر دأبت على إجراء مناورات عسكرية في مختلف جهاتها الحدودية بهدف محاربة الجماعة الإرهابية تارةً، وتدريب القوات على مختلف الأسلحة وتقييم مدى الجاهزية تارةً أخرى.
واستبعدت الجزائر والرباط الدخول في حرب، على الرغم من الاستفزازات المتبادلة، إلا أن انتقال التوتر من دبلوماسي إلى عسكري يثير المخاوف ويطرح استفهامات، بخاصة أن المناورات العسكرية إنما تمثل حالة استعراض للقوة وفق العارفين.

المزيد من العالم العربي