Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنوي إسرائيل اجتياح غزة؟

كوخافي يقول إن جيشه يجهز لعملية عسكرية جديدة ويستطيع أن يصل إلى كل مدن القطاع

الفصائل تقول إن التصريحات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية في غزة مجرد حرب نفسية (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

على الرغم من الاستقرار النسبي للأوضاع الأمنية بين قطاع غزة وإسرائيل، وتقديم الأخيرة جملة تسهيلات لسكان القطاع نتيجة الهدوء الحذر على الحدود الفاصلة بين المنطقتين، فإن قيادة تل أبيب تخطط لشن ضربة عسكرية واسعة ضد قطاع غزة، تشمل إعادة احتلال القطاع من جديد.

ولم تخفِ إسرائيل مخططاتها في شن عملية عسكرية واسعة النطاق في المستقبل القريب ضد قطاع غزة، وبصراحة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إن بلاده تفكر رسمياً في اجتياح غزة، وإعادة احتلال المدن الفلسطينية في القطاع، على غرار العملية العسكرية التي نفذها الجيش في الضفة الغربية عام 2002.

إسرائيل جهزت خطة للاجتياح

أضاف كوخافي، "جيش إسرائيل القوي بات قوياً جداً، وأعد خطة متكاملة لإعادة اجتياح غزة من جديد، إذ لا يوجد مكان لا يمكننا الوصول إليه، وشكلت قدرة الجيش والجنود هذه حافزاً للقيادات السياسية والقيادات العسكرية الرفيعة وكذلك للقيادات الميدانية، لإجراء ذلك"، وبحسب كوخافي، فإن المستوى السياسي في إسرائيل لديه ثقة واسعة بأن الجيش يستطيع الوصول إلى أي مكان في غزة، واحتلال مدنها برياً، لذلك أعطت القيادات السياسية والعسكرية الضوء الأخضر للجنود للاستعداد لعملية عسكرية قريبة ضد القطاع.

وأوضح المسؤول المباشر عن مختلف وحدات الجيش الإسرائيلي أن خطط بلاده في تنفيذ فكرة اجتياح غزة برياً، تشبه "الدرع الواقية" التي جرت عام 2002، لكن بطريقة أسرع وأكثر فعالية.

تناقض مع موقفه السابق

و"الدرع الواقية" هي العملية العسكرية ضد الضفة الغربية عام 2002، التي نفذها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون، في مختلف مدن الضفة، وحشد خلالها الجيش نحو 30 ألف جندي للمشاركة فيها، بهدف القضاء نهائياً على الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ووقف كل أشكال المقاومة في تلك المنطقة، وخلالها، فرضت إسرائيل حصاراً على مقر الرئاسة الفلسطينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الواقع، يعد حديث كوخافي مخالفاً لوجهة نظره السابقة إبان العملية العسكرية التي دارت في مايو (أيار) 2021، وحينها كان لا يحبذ الاجتياح البري لقطاع غزة، وقال آنذاك إن "خيار التحرك البري يقتصر فقط على الحالات التي يكون فيها ذلك ضرورياً للغاية، نحن جيش دولة، ولنا أهداف ومهام نريد الحصول عليها، وبالعادة، لا نرسل قوات إلى ساحة المعركة إذا لم نكن مضطرين إلى ذلك".

ويعتقد المراقبون السياسيون أن حديث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي ليس أكثر من كلام، وجاء رداً على استعداد الفصائل الفلسطينية لتسخين الحدود، والتهديد بالعودة إلى الأدوات الخشنة التي تشمل إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة، وقطع السياج الحدودي، ومهاجمة الجنود بالمفرقعات المصنعة محلياً.

ثمة تحضير للعملية

لكن في الواقع، الأمر لا يبدو كذلك، إذ ليس كوخافي وحده الذي تحدث عن نية إسرائيل إعادة السيطرة على قطاع غزة، بل أيضاً ناقش رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار احتمال تصعيد عسكري في غزة مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية كريستوفر راي، أثناء زيارة الأول إلى واشنطن، الأسبوع الماضي.

وكذلك، قال قائد حرس الحدود في الجيش الإسرائيلي أمير كوهين إننا نستعد لتصعيد محتمل في المستقبل القريب ضد قطاع غزة، ونتجهز لشن عملية "حارس الأسوار 2"، بل بشكل أكثر عنفاً، ونعمل حالياً على دعم جنود بلادنا وتجهيزهم لهذه المرحلة.

و"حارس الأسوار"، هي العملية العسكرية الأخيرة التي شنتها القوات الجوية الإسرائيلية ضد قطاع غزة في مايو عام 2021، وخلالها قالت قيادة تل أبيب إنها ضربت البنية التحتية لحركة "حماس".

ولم يتوقف التهديد الإسرائيلي عند التوعد العسكري، إذ تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأمر، وذكرت صحيفة "معاريف" في تقرير لها أن "جيش إسرائيل أعد سيناريو لشن عدوان على قطاع غزة يشمل احتلاله وإعادة السيطرة عليه بشكل كامل، وهو يستعد له على قدم وساق، وخلال الفترة الحالية تجري القيادة الأمنية البحث عن مرشحين لموقع حاكم عسكري للقطاع، وإقامة معسكرات اعتقال ضخمة لاستيعاب آلاف المعتقلين لفترات طويلة جداً".

الفصائل جاهزة وتعتقد أنها مجرد حرب نفسية

من جهة الفصائل الفلسطينية، قال بالنيابة عنها القيادي في الجبهة الديمقراطية تيسير خالد إن إسرائيل تخفي نيات ومخططات شريرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وكوخافي متعطش جداً لسفك الدماء بغض النظر عن القانون الدولي الذي يمنعه من ذلك، والذي دفع إلى هذا التفكير الصمت الدولي والغطاء السياسي الذي توفره له الإدارات الأميركية المتعاقبة.

أضاف خالد، "قوى الفصائل في قطاع غزة على أقصى درجات الحيطة والحذر واليقظة، بخاصة أنها تتوقع أن إسرائيل يمكن أن تستغل انشغال العالم وتركب موجة عالية من التطرف وتقوم فعلاً بعمل متهور وعدوان واسع على قطاع غزة"، واعتبر أن حديث كوخافي يأتي في سياق الحرب النفسية، التي تمارسها إسرائيل ضد الفصائل الفلسطينية وسكان القطاع، مشيراً إلى أن القيادة الأمنية في تل أبيب تدرك أنه لا يمكنها اجتياح غزة برياً.

من جانبه، قال القيادي في حركة "المجاهدين" مؤمن عزيز إن القوى العسكرية جاهزة للتصدي لأي عملية عسكرية إسرائيلية ضد غزة، وعلى جنود الجيش أن يجهزوا أنفسهم للجحيم الذي سيجدونه في القطاع حال فكروا التقدم برياً وتنفيذ أي حماقة تخطط لها قيادتهم.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط