Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تباين بين بايدن وزيلينسكي الأول من جيل الحرب الباردة والثاني من بعدها

الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني رجلان من أجيال مختلفة وأساليب متمايزة ولدى كل منهما رسالة متباينة

بين بايدن وزيلينسكي تباين أجيال (اندبندنت عربية)

يكافح زيلينسكي لإنقاذ أمته، أما بايدن فيسعى إلى استعادة النظام العالمي الممزق من دون إشعال حرب عالمية.

ظهرت الحقائق على شاشة حية يوم الأربعاء. أولاً، وجه الزعيم الأوكراني نداء حماسياً إلى الكونغرس للحصول على مساعدة عسكرية إضافية لمحاربة الاجتياح الروسي المستمر منذ ثلاثة أسابيع، ثم جاء بايدن بخطاب أكثر تكنوقراطية يعد بمزيد من الأسلحة والمساعدات الإنسانية، موضحاً حدود ما ترغب الولايات المتحدة في القيام به.

ظهر زيلينسكي البالغ من العمر 44 سنة، وهو غير حليق الذهن والإرهاق باد عليه، وكان يرتدي السترة العسكرية، مناشداً الحصول على المساعدة عبر فيديو من مخبأ عادي [خفي]. أما بايدن البالغ من العمر 80 عاماً تقريباً، فكان محترماً أثناء حديثه عن العقوبات وبناء التحالفات.

قال زيلينسكي لمجلس النواب الأميركي، "قارب عمري 45 سنة تقريباً، واليوم توقف عمري عندما توقف قلب أكثر من 100 طفل عن النبض، لا أرى أي معنى في الحياة إذا لم يكن بإمكاننا إيقاف الموت".

فقد تحدث زيلينسكي لمدة 15 دقيقة، واستحضر أهم لحظات الصراع الأميركية الفريدة، قصف بيرل هاربور وهجمات 11 سبتمبر، والسعي الذي قاده مارتن لوثر كينغ جونيور من أجل الحقوق المدنية، ودعا بايدن ليكون "زعيم السلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد كانت المحطة الأخيرة في جولة زيلينسكي العالمية التي تم بثها مباشرة، إذ يسعى إلى تصوير أوكرانيا على أنها تدافع عن أرضها، وسعى إلى إجراءات عسكرية أكثر صرامة وغير ذلك من الإجراءات ضد روسيا، وقال لمجلس النواب "نحن نناضل من أجل قيم أوروبا والعالم".

ناشد زيلينسكي الولايات المتحدة للمشاركة بشكل مباشر أكثر لمساعدة شعبه، بما في ذلك مساعدة الولايات المتحدة في الحصول على طائرات سوفياتية الصنع لاستخدامها ضد روسيا وفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، حتى لو اعترف بأن ذلك غير مرجح.

وحذر بايدن من أن تلبية مثل هذه الطلبات قد تدفع روسيا والولايات المتحدة، وهما دولتان مسلحتان نووياً إلى صراع مباشر، وأشار إلى أنها فرصة لا يرغب في اقتناصها.

شاهد بايدن خطاب زيلينسكي من البيت الأبيض ووصفه "بالقوي".

وبعد ثلاث ساعات ونصف طويلة كانت ملاحظات بايدن الخاصة أقل نبلاً، إذ تم نقلها من استوديو صغير إلى غرفة مليئة بالمراسلين، حيث تحدث عما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة الآن، ولكنه لم يمنح زيلينسكي كل ما يسعى إليه.

أمضى بايدن الأشهر العديدة الماضية في العمل على اصطفاف حلفاء الـ "ناتو" وشركاء مجموعة الدول السبع (G7) وراء عقوبات اقتصادية صارمة ضد روسيا. بدأت تلك المساعي كمحاولة للحؤول دون الاجتياح، ويسعى اليوم إلى ضمان أن يترك الصراع روسيا معزولة ومنهكة اقتصادياً.

وبحث بايدن بحثاً حثيثاً وبطيئاً في ترسانة الولايات المتحدة ليأتي بأحدث مجموعة من الصواريخ والطائرات المسيرة والرصاص، واستعرض أيضاً العقوبات المفروضة بالفعل على روسيا، والمساعدات الإنسانية التي تذهب إلى أوكرانيا.

في الغالب، على الرغم من أسفه على الخسائر المروعة حتى الآن، فقد سلط الضوء على مصالح أميركا في الصراع من حيث حماية الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، بدلاً من التركيز على أوكرانيا نفسها.

وقال بايدن "ما هو على المحك هنا هي المبادئ التي تؤيدها الولايات المتحدة والأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم. إنه [ما يجري] يتعلق بالحرية، وحق الأشخاص في تقرير مستقبلهم، ويتعلق الأمر بالتأكد من أن أوكرانيا لن تكون أبداً، لن تكون أبداً ساحة انتصار لبوتين، بغض النظر عن التقدم الذي يحرزه في ساحة المعركة".

وقال ماكس بيرغمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، وهو الآن باحث زميل بارز في مركز التقدم الأميركي الذي يميل الى الحزب الديمقراطي، إنه على الرغم من التوافق العام بينهما، يلعب بايدن وزيلينسكي أدواراً مختلفة تماماً.

بالنسبة إلى زيلينسكي، هذا تهديد وجودي بالنسبة إليه، وبقاء أوكرانيا على المحك هنا، وإن الزعيم الأوكراني يظهر "العزم واليأس".

وقال إن بايدن يظهر تعاطفاً مع موقف زيلينسكي، وهذا ليس مجرد تحريك بيادق حول رقعة الشطرنج، وإنما يتعلق بالدفاع عن بلد يكافح من أجل الحرية، لكن كما قال بايدن، "ستكون الأمور مختلفة وعلينا فقط أن نفهم ذلك. هذا الجزء هو ما يدور حوله زعيم العالم الحر، وهو موازنة تلك المطالب المتضاربة".

اعترفت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بالمصالح المتباينة، إذ قالت "لو كنا مكان الرئيس زيلينسكي، فسنطلب كل شيء ممكن أيضاً، لكن الطريقة التي يتخذ بها الرئيس بايدن القرارات هي من منظور [تراعي] أمننا القومي".

يقول دانييل فرايد، سفير الولايات المتحدة السابق في بولندا، إن عمر بايدن ونشأته [بلوغه سن النضوج] خلال الحرب الباردة يساعدانه على فهم الأخطار بطريقة مختلفة عن القائد الأوكراني. بايدن لا ينظر إلى زيلينسكي بلامبالاة باردة، لقد نشأ على وقع تلك الدروس.

وقال دانييل فرايد "الأوكرانيون يحظون بالدعم، وأعتقد أنهم يشعرون بذلك، لكن تنتظرهم محناً صعبة للغاية".

المزيد من دوليات