اتضح أن عدد تأشيرات الدخول التي تم إصدارها للاجئين أوكرانيين من أجل المجيء إلى المملكة المتحدة، بالكاد يصل إلى 50 تأشيرة، في الوقت الذي وصفت فيه الأزمة بأنها الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وواجهت بريتي باتيل بعض المساءلة بسبب انخفاض عدد التأشيرات، فيما تورطت في خلاف مع فرنسا بشأن اللاجئين العالقين في كاليه من دون تأشيرات دخول تسمح لهم بعبور القنال الإنجليزي.
ولدى سؤال وزيرة الداخلية البريطانية خلال زيارتها مركزاً للمساعدة ما إذا كانت قد جعلت الأمر "صعباً أكثر مما تقتضي الأمور" لقبول اللاجئين، وذلك بعد رفض المناشدات للتنازل عن قواعد تأشيرة الدخول، خلافاً لدول الاتحاد الأوروبي.
وقيل لباتيل إن "قرابة 12000 شخص قد أعربوا عن رغبتهم في القدوم، وقدم ما يزيد على 5000 لاجئ طلبات [للحصول على تأشيرة]... وتمت، حتى اليوم، الموافقة على 50 طلباً فقط. إذن، ونظراً إلى الحالة اليائسة، كيف يمكن أن يكون من المقبول أن تجري الموافقة على مجرد واحد في المئة من طلبات تأشيرة الدخول إلى المملكة المتحدة؟ هل تجعلين الأمر أشد صعوبة مما ينبغي؟".
لم تعترض باتيل في إجابتها على أن 50 تأشيرة دخول فقط قد أصدرت، في الوقت الذي جادلت فيه بأن أعداد الكوادر العاملة يجري تعزيزها "في كل مراكز تقديم الطلبات في أنحاء الاتحاد الأوروبي بأكمله".
وطالبت صحيفة الـ"اندبندنت" وزيرة الداخلية بأن تؤكد أن عدد تأشيرات الدخول التي تم إصدارها كان 50، الذي كشفت عنه المحطة الرابعة "تشانيل فور نيوز".
وفي وقت سابق، كانت فرنسا قد احتجت على ما سمته "افتقار إلى الإنسانية" من جانب المملكة المتحدة في أعقاب إبلاغ نساء وأطفال في كاليه بأن عليهم أن يعودوا إلى باريس لتقديم طلبات تأشيرة الدخول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلا أن باتيل ادعت أن "الحكومة البريطانية لا تحول أحداً [إلى وجهة أخرى] كما أنها لا تعيد أحداً على أعقابه أبداً". وأضافت "لديَّ موظفون في كاليه من أجل توفير الدعم للعائلات الأوكرانية".
وانتقد جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، الطريقة التي يبعد فيها مسؤولون بريطانيون لاجئين في القنال لأنهم لم يحصلوا على تأشيرات الدخول الضرورية.
وذكر دارمانان في مقابلة أجراها معه "راديو أوروبا 1" "لقد اتصلت مرتين بنظيرتي البريطانية وقلت لها أن تنشئ قنصلية في كاليه"، في إشارة إلى وزيرة الداخلية.
ومن جانبها، وصفت إيفيت كوبر، وهي وزيرة الداخلية في حكومة الظل، الوضع بأنه "صادم"، متسائلة ما إذا كانت الحكومة قد "فقدت كل قدر من الإنسانية و[حس] التضامن".
وأضافت كوبر بشأن أعداد تأشيرات الدخول أن "هذا بطيء للغاية. كما أن هناك العديد من الإجراءات المعقدة والمملة التي يتوجب على العائلات المحبطة أن تقوم بها. ووزارة الداخلية تخفق بصورة كاملة في فهم كم هي ملحة هذه الأزمة".
إلا أن باتيل أصرت على أن "القول إننا لا نوفر الدعم على الأرض خاطئ [في غير محله] وغير دقيق. نحن نفعل ذلك".
مع ذلك، فإن فاديم بريستايكو، وهو سفير أوكرانيا لدى المملكة المتحدة، دعا إلى إلغاء "الهراء البيروقراطي" الذي يحيط بطلبات تأشيرة الدخول.
وقال السفير في أعقاب اجتماع عقده مع باتيل في السفارة القريبة "إننا نعتقد أن من الممكن فعلاً تبسيط بعض الإجراءات".
وزاد "سنعالج الأمر لاحقاً. وعلينا الآن أن ندع العدد الأكبر من الناس بالقدر الممكن، يدخلون".
وبدا أن الأرقام تظهر أن 5535 طلباً قد تم استكماله وتقديمه عبر الإنترنت، فيما حجز 2368 شخصاً مواعيد من أجل تقديم طلبات تأشيرة الدخول.
© The Independent