Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصعوبات تمتحن المرأة العراقية في مختلف نواحي الحياة

أحرزت تقدماً مهماً على الصعيد السياسي في الانتخابات التشريعية الأخيرة

الشابتان العراقيتان صفاء السعيدي (إلى اليمين) ودلال عبد الأمير، موظفتان من بين 180 سيدة في شركة غاز البصرة (أ ف ب)

على الرغم من المآسي والصعوبات التي تواجه المرأة العراقية والتحديات التي تضعها بعض العادات والتقاليد السارية في المجتمع العراقي، فإن عراقيات شققن طريقهن نحو تحقيق النجاح والازدهار متجاوزات المصاعب والمحن التي تواجههن كل يوم.
وتحتفل المرأة العراقية بيوم المرأة العالمي متحلية بالصبر والتضحية، مساندة بذلك الرجل في تجاوز مشقات الحياة، فيما لعبت دوراً في الحياة السياسية العراقية بعد عام 2003.
واعتبرت الباحثة الأكاديمية نهلة نجاح أن "للمرأة دوراً حيوياً ومهماً في أي مجتمع. ونشهد اليوم في مجتمعنا تأدية النساء أدواراً متعددة في مختلف مجالات الحياة العامة، منها ما يقلق بعض الذكور الذين يحتالون بمختلف الطرق لوضع العراقيل أمام النساء، مما يشكل تحدياً وعائقاً كبيراً في وجوههن". وأضافت أن "حقوق المرأة شهدت تراجعاً كبيراً بعد جائحة كوفيد-19 والأسباب كثيرة، منها اقتصادية واجتماعية، مما وضع عبئاً آخر على المرأة".
وتابعت الأكاديمية العراقية، "في يوم المرأة لا أحلام سوى بواقع أفضل يضمن حقوقها وحريتها وإقرار القوانين التي تساندها وتحميها ولا يمكن العمل بذلك من دون إيمان المجتمع الحقيقي بأهمية حقوقها وصون كرامتها، كما هو الحال في ما نالته المرأة التونسية من حقوق وامتيازات أصبحت مثالاً مهماً للمجتمعات العربية، وانعكس بشكل كبير على المجتمع التونسي ليتحقق بذلك أمن اجتماعي وتماسك أسري".

دور بارز

من ناحية أخرى، وصفت التشكيلية العراقية، رشا عكاب، المرأة العراقية بـ"النخلة الباسقة، كل يوم لها عيد على ما أنجزته على مر العصور. وهي من أورثتنا القوة والشجاعة والإبداع في شتى مجالات الحياة، فإذا أردنا أن نعرف رقي أمة يجب النظر إلى وضع نسائها".
واستشهدت عكاب، بأن "المرأة شاركت في بناء الحضارات منذ بدايات التاريخ، وكان لها دور بارز حتى في الأمور الصعبة والمعقدة، مثل الحروب، كما كان لها الدور الأبرز في تناقل الأفكار وتبادلها ثم تبلورها لتصل إلى الأجيال القادمة".

مكانة مرموقة

بدورها، رأت الرسامة العراقية ميسون الربيعي، أن "ما حققته المرأة العراقية من مكانة مرموقة وعلى مر العصور ومعارك التحرر التي خاضتها، أدى إلى نجاحها في إثبات نفسها وهويتها في مجالات عدة، ولعبت دوراً مهماً في المجتمع والنهضة النسوية في العراق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشارت الربيعي إلى أنه "على الرغم مما حققته المرأة العراقية فما تزال تعاني التمييز والمعاملة القسرية في ظل الظروف والأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية. وما يحصل اليوم من تجاوزات ضد المرأة وحقوقها في العراق والعالم العربي يحتاج إلى وقفة وتفكير عميقين وتغيير جذري لكثير من القوانين، خصوصاً قوانين زواج القاصرات والطلاق القسري وانعدام المساواة على صعيد العائلة والمجتمع، حيث إن هناك الكثير من الإجحاف الذي يتعارض مع أبسط الحقوق الإنسانية، وعليه يجب إعادة النظر في القوانين السائدة وتغييرها بما يتناسب والتحولات الاجتماعية العالمية وقوانين حقوق الإنسان، ابتداءً من الحقوق السياسية للمرأة ومروراً بحق العمل وبرفض التمييز ومنحها الحماية القانونية والاجتماعية، وانتهاءً بوقف الاستغلال وتحريم العنف الأسري وتحقيق التكافؤ الزوجي المرتبط بالاستعداد النفسي والنضج الفكري والتعلم الأكاديمي وغيرها من المعايير الإنسانية". وأوضحت أنه "لا تقل سلامة نشأة الأسرة العراقية عن أهمية النمو الاقتصادي والتنمية لأنها تضمن سقفاً عالياً للأخلاق العامة وتحمي من الجريمة المجتمعية وتعيد تعريف المفهوم الإنساني للمواطنة".
وأقرت الربيعي أنه "اليوم وبهذه المناسبة لا بد لنا من تذكر الدور الر​​ائد الذي لعبته النساء العراقيات في تقدم المجتمع ونهضته الفكرية والاجتماعية والثقافية ومن النساء الرائدات، إذ لا بد من ذكر أسماء مثل صبيحة الشيخ داود، أول محامية وقاضية، ونزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية في العالم العربي والشاعرتين نازك الملائكة ولميعة عباس عمارة والدكتورة لمعان أمين زكي والفنانتين نزيهة سليم وناهدة الرماح والمعمارية زها حديد، وغيرهن من المبدعات والرائدات العراقيات، ضمن قائمة طويلة من اللواتي أسهمن مساهمة فعالة في بناء صرح العراق".

خلق بيئة مؤاتية

في سياق متصل، أكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" أن النساء العراقيات أحرزن تقدماً بارزاً في الانتخابات التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
وتزامناً مع "اليوم العالمي للمرأة" الذي يحتفل به العالم في 8 مارس (آذار) من كل عام، أشارت البعثة، في تقرير لها، إلى أن "العراقيات حققن نسبة تمثيل تصل إلى نحو 29 في المئة في مجلس النواب الحالي".
وذكرت الأمم المتحدة في تقريرها أن "المرشحات العراقيات كن قادرات على التقدم بمفردهن والفوز بمقاعد نيابية بما يفوق الكوتا الخاصة بهن، على الرغم من عقبات مثل الصور النمطية الجنسانية والتحديات الأمنية وعدم كفاية الدعم السياسي ومحدودية الخبرة في الحملات الانتخابية لبعض المرشحات للمرة الأولى". ولفت التقرير إلى أن "أداء المرأة العراقية في انتخابات أكتوبر 2021 يمثل تحسناً كبيراً مقارنة بانتخابات عام 2018، حيث بلغت نسبة تمثيلها 29 في المئة بعد أن كانت 25 في المئة".
وقالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية، إنغيبيورغ سولرون غيشلادوتير، "لقد أثبتت النساء العراقيات أنه إذا ما أتيحت لهن الفرصة لدخول السياسة، فإنهن يتفوقن".

وشددت غيشلادوتير حسب التقرير، على أن "المرأة يجب أن تأخذ المكانة التي تستحقها في السياسة وفي كل عمليات صنع القرار في المجتمع. ويجب أن يترجم الأداء النموذجي للمرأة في انتخابات أكتوبر إلى تقدم في مجالات أخرى".
وشدد التقرير على ضرورة اتخاذ إجراءات لتحقيق التزام العراق بالمعايير الدولية مثل "اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة" (CEDAW) التي يشكل طرفاً فيها، من أجل إنهاء التمييز القائم على النوع الاجتماعي في السياسة، وخلق بيئة مواتية أكثر للمشاركة السياسية للمرأة وتمثيلها انتخابياً.

المزيد من العالم العربي