Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

380 مهاجرا اخترقوا مليلية غداة نجاح 500 من رفاقهم بالعبور

أكد مسؤولون أن المحاولتين اتّسمتا بمستوى غير عادي من العنف

ذكرت الإدارة المحلية في مليلية أنه في المجموع أصيب 27 شرطياً و20 مهاجراً بجروح طفيفة (أ ب)

حاول نحو 380 مهاجراً من بين نحو 1200، يوم الخميس 3 مارس (آذار)، اختراق جيب مليلية الصغير على الساحل الشمالي للمغرب، والذي يشكل مع جيب سبتة، الحدود البرية الوحيدة لأوروبا مع أفريقيا. وجاءت محاولة المهاجرين، الخميس، غداة قيام نحو 2500 مهاجر بمحاولة مماثلة، نجح 500 منهم في دخول الجيب. وقالت الإدارة المحلية للمنطقة، إنها "أكبر محاولة دخول تسجل حتى الآن".
مستوى عالٍ من العنف
وأكد مسؤولون أن المحاولتين اتّسمتا بمستوى غير عادي من العنف. وتم استدعاء تعزيزات أمنية لنشرها على طول الحدود.
وأعلن متحدث باسم الإدارة المحلية لمليلية، "بعد أن تجاوزوا قوات الأمن المغربية، بدأوا عند نحو الساعة 07:25 بتوقيت غرينيتش، تسلق السياج ورشقوا قوات الأمن بالحجارة واستخدموا خطّافات وعصياً ضد قوات الأمن".
وقالت مندوبة الحكومة الإسبانية في مليلية، سابرينا عبد القادر، للصحافيين، "تمكن 380 مهاجراً من دخول المدينة"، بعد أن أعلن عن دخول 350 مهاجراً في وقت سابق. وأضافت أن محاولتي العبور اتّسمتا بمستويات أعلى من العنف مقارنةً بمحاولات سابقة.
وأوضحت أن "مستوى العنف الذي شاهدناه في محاولتي أمس واليوم... لم يشاهد من قبل". وأضافت في بيان أن "20 شرطياً أصيبوا بجروح أو تعرضوا لإصابات طفيفة"، إذ إنه خلال محاولة عبور الحدود الأربعاء (2 مارس) ثبّت بعض المهاجرين مسامير في أحذيتهم لتساعدهم في تسلق السياج ما "يعني مخاطر كبيرة" على الشرطة وقوات الأمن.
وذكرت الإدارة المحلية في مليلية أنه في المجموع أصيب 27 شرطياً و20 مهاجراً بجروح طفيفة، فيما أفادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأنه في الجانب المغربي من الحدود، أصيب قرابة 30 مهاجراً بجروح، ثلاثة أو أربعة منهم حالته خطرة. وأضافت جمعية حقوق الإنسان أن قوات الأمن المغربية اعتقلت 250 شخصاً ووضعتهم في مركز احتجاز مؤقت قبل أن تطردهم من بلدة الناضور الحدودية، على بعد 10 كيلومترات جنوب مليلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حصيلة مرتفعة
ومع دخول 871 مهاجراً إلى مليلية في أقل من 24 ساعة، يقترب العدد من حصيلة عام 2021 عندما دخل 1092 مهاجراً الجيب، وفق أرقام وزارة الداخلية.
وقالت عبد القادر إن مزيداً من المهاجرين حاولوا العبور ظهر الخميس. ولم يتضح بعد عددهم أو ما إذا نجحوا في محاولتهم، علماً بأن صحيفة "إل فارو" الصادرة في مليلية قالت إن المحاولة أحبطت.
وأكدت الصحيفة أن قرابة 100 شرطي سيصلون إلى مليلية "في الساعات القليلة المقبلة" لتعزيز القوات على الحدود. وستزور قائدة شرطة الحماية المدنية الإسبانية ماريا غاميز، الجيب للاطلاع على الوضع.
وكتب رئيس الوزراء الإسباني بدرو سانشيز في تغريدة أنه تحدث إلى مسؤول الإدارة في مليلية، إدواردو دو كاسترو، مؤكداً له "دعم وتضامن" الحكومة وتمنياته لعناصر الشرطة المصابين بالشفاء.
تاريخ من محاولات التسلل
ويشكل جيبا سبتة ومليلية الحدود البرية الوحيدة لأوروبا مع أفريقيا، ويتدفق عليهما عدد كبير من المهاجرين.
يحيط بالمدينتين سياج من ثلاثة مستويات بأسلاك شائكة، يصل ارتفاعه في بعض المواقع إلى عشرة أمتار، ويمتد على مسافة 12 كيلومتراً بالنسبة لمليلية، فضلاً عن كاميرات مراقبة.
تأتي هذه العملية بعد أقل من عام على أزمة تدفق استثنائي لنحو عشرة آلاف مهاجر، معظمهم مغاربة، على مدينة سبتة بينهم كثير من القاصرين، مستغلين تراخياً في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.
وجاء تدفق المهاجرين في سياق أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة "بوليساريو" المطالبة باستقلال الصحراء الغربية، إبراهيم غالي، للعلاج. وبررت مدريد هذه الاستضافة "بأسباب إنسانية"، في حين تؤكد الرباط أن غالي دخل إسبانيا آتياً من الجزائر "بوثائق مزورة وهوية منتحلة"، وتطالب "بتحقيق شفاف".
ولم تعد سفيرة المغرب لدى إسبانيا حتى الآن إلى مدريد، منذ أن تم استدعاؤها للتشاور في خضم هذه الأزمة.
وشهدت علاقات البلدين خلافاً جديداً أواخر العام الماضي، عندما اختارت الرباط إعادة رعاياها العالقين في أوروبا، بسبب إغلاق الحدود آنذاك، انطلاقاً من البرتغال بدلاً من إسبانيا.
وقبل شهر من ذلك، كانت مدريد قد قدمت احتجاجاً لدى الرباط بسبب إقامة مزرعة مغربية لتربية الأسماك في ساحل الجزر الجعفرية، شمال المغرب، التي تعتبرها الرباط كما مليلية وسبتة مناطق مغربية محتلة.
وتسيطر إسبانيا على سبتة منذ عام 1580 وعلى مليلية منذ 1496، وتضم الأخيرة قرابة 87 ألف نسمة.
وخلال عام 2021، تمكن 1092 مهاجراً من دخول مليلية، بانخفاض بنسبة 23 في المئة مقارنةً بعام 2020، بحسب أرقام وزارة الداخلية الإسبانية.

المزيد من متابعات