Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قفزة جديدة لأسعار النفط وبرنت فوق 106 دولارات

الخام الأميركي في أعلى مستوياته وسط اعتماد سحب 60 مليون برميل من المخزونات الاستراتيجية في ظل اشتعال تداعيات الحرب في أوكرانيا

الحرب الأوكرانية تدفع النفط إلى الصعود لأعلى المستويات (رويترز)

واصلت أسعار النفط صعودها، مع تزايد التوتر في أوروبا والحرب الدائرة على أوكرانيا، في وقت أعلن العالم عن عقوبات صارمة ضد موسكو . وقفزت العقود الآجلة لخام برنت 8 دولارات، متخطية مستوى 106 دولارات ، في حين قفزت العقود الآجلة للنفط الأميركي، أكثر من 8 دولارات متجاوزة 104 دولارات للبرميل وكانت أسعار النفط، قد صعدت لأكثر من خمسة في المئة مع تزايد المخاوف من تعطل محتمل للإمدادات مع الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي طغى على الحديث عن إصدار عالمي منسق لمخزونات الخام لتهدئة الأسواق. وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" -تسليم مايو (أيار) 2022- بنحو 5.8 في المئة تعادل 5.66 دولار قرب مستوى 104 دولارات لتصل إلى 103.63 دولار. ولامس خام القياس أعلى مستوى في سبع سنوات عند 105.79 دولار بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الأسبوع الماضي.

  الإحتياطي الإستراتيجي

من جانبها أعلنت وزارة الطاقة الأميركية، "أن الولايات المتحدة و30 دولة اتفقت على إطلاق 60 مليون برميل نفط من احتياطاتها الاستراتيجية لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية."  وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم، "إن الرئيس جو بايدن أجاز إطلاق 30 مليون برميل من النفط بشكل مبدئي من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة." وأضافت، في بيان، "مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية إذا اقتضت الظروف." وزادت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" -تسليم أبريل (نيسان) 2022- بأكثر من خمسة في المئة مبكرا إلى 100.53 دولار ثم واصلت الصعود ولامست مستوى فوق 101 دولار للبرميل في وقت سابق من جلسة اليوم. كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الاثنين، على ارتفاع بنحو 4.5 في المئة، وسط ترقب لتأثير الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت يومها السادس على إمدادات الطاقة.

مكاسب شهرية 

وحافظت أسعار النفط على ارتفاع شهري بمتوسط 9.5 في المئة خلال فبراير (شباط) الماضي في ثالث مكسب شهري على التوالي بفعل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وخلال الشهر الماضي، سجل كلا الخامين القياسي والأميركي مكاسب بنحو 13 و8.6 في المئة على الترتيب.

تطورات الحرب 

واقترب رتل عسكري روسي ضخم من كييف الثلاثاء بعد انتهاء محادثات لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا من دون انفراجة.وتفاقمت العزلة الروسية مع إعلان شركة ميرسك، أكبر شركة للشحن في العالم، اليوم أنها ستوقف الشحن بالحاويات من روسيا وإليها.

وأعلنت كبرى شركات النفط والغاز، مثل "بي بي" و"شل"، عن خطط للخروج من العمليات الروسية والمشاريع المشتركة. ويواجه مشترو النفط الروسي صعوبة بشأن المدفوعات وتوافر السفن مع فرض العقوبات.

سحب منسق 

ومع ذلك، تلقت معنويات السوق دعماً من بحث الولايات المتحدة وحلفائها سحباً منسقاً من مخزونات الخام لتخفيف اضطراب الإمدادات. وذكرت وسائل الإعلام أن هذا السحب قد يصل إلى ما بين 60 و70 مليون برميل. وكتبت لويز ديكسون كبيرة محللي سوق النفط في ريستاد إنرجي في مذكرة "الوضع الهش في أوكرانيا والعقوبات المالية وعقوبات الطاقة ضد روسيا ستبقي أزمة الطاقة متفاقمة، وسيرتفع النفط إلى ما يزيد كثيراً على 100 دولار للبرميل على المدى القريب، بل وأكثر إذا تصاعد الصراع أكثر" بحسب وكالة "رويترز".وذكر محللون في كومنولث بنك أوف أستراليا في مذكرة أن هذا السحب المحتمل يحد من ارتفاع أسعار النفط في الوقت الحالي.

اجتماع استثنائي 

وتستعد وكالة الطاقة الدولية لعقد اجتماع وزاري استثنائي الثلاثاء لمناقشة الدور الذي يمكن أن يلعبه أعضاؤها في استقرار أسواق النفط.وتصدر روسيا، التي تصف حربها في أوكرانيا بأنها "عملية خاصة"، ما بين أربعة وخمسة ملايين برميل يومياً من النفط الخام، وما بين مليونين وثلاثة ملايين برميل يومياً من المنتجات المكررة.

كما ستجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون، من بينهم روسيا، المعروف بتحالف "أوبك" يوم غد الأربعاء، إذ من المتوقع أن يبقوا على زيادة تدريجية مزمعة في الإمدادات خلال أبريل.

وكان أعضاء التحالف اتفقوا مطلع فبراير الحالي على زيادة بسيطة للإنتاج في مارس (آذار) بـ400 ألف برميل يومياً بسبب استمرار حالة عدم اليقين. وتوقع محللون لـ"اندبندنت عربية"، في وقت سابق، أن يحافظ تحالف "أوبك+" على سياسته الإنتاجية من دون تغيير مع استمرار الزيادة التدريجية لإنتاج النفط البالغة 400 ألف برميل يومياً كل شهر.

في مرمى العقوبات 

ويقع قطاع الطاقة الروسي في مرمى العقوبات الغربية بعد أن أعلنت كل من الولايات المتحدة وكندا دراسة فرض حظر على قطاعي النفط والغاز من روسيا. ومن جهتها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي يوم الاثنين إن عقوبات تستهدف قطاع الطاقة في روسيا ما زالت مطروحة على الطاولة، بينما يواصل الغرب تكثيف الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد غزوه أوكرانيا. وأضافت أن البيت الأبيض لا يستبعد فرض قيود على المشتريات الأميركية من النفط والغاز من روسيا.

وحظرت الولايات المتحدة، الاثنين، التعامل مع البنك المركزي الروسي، في عقوبة غير مسبوقة بشدتها تعكس عزمها على شله ردا على غزو أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق ذاته أعلن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أمس الاثنين أن بلاده تعتزم "حظر استيراد النفط الخام" الروسي، معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوليغارشيين الروس يستفيدون من هذا القطاع. وقال ترودو في مؤتمر صحافي، أمس نعلن حظر كل عمليات استيراد النفط الخام من روسيا، مضيفاً "هذا القطاع استفاد منه الرئيس بوتين والأوليغارشيون الروس بشكل كبير"، ومشدداً على أن هذا التدبير يوجه رسالة قوية على الرغم من ضآلة الكميات التي استوردتها كندا في السنوات الأخيرة. وكان تعليق ألمانيا لخط أنابيب "نورد ستريم 2" أولى الضربات التي طالت قطاع الطاقة بعد إعلان موسكو الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

ارتفاع الطلب الأميركي

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن الطلب على النفط في الولايات المتحدة ارتفع لأعلى مستوى له منذ ما قبل بداية جائحة فيروس كورونا، مع اقتراب إمدادات المنتجات النفطية من 21 مليون برميل يومياً.وقفز إجمالي الطلب عشرة في المئة في ديسمبر (كانون الأول) 2021 على مستواه قبل عام إلى 20.8 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) 2019، وفق "رويترز".وبحسب إدارة معلومات الطاقة، تراجع إنتاج النفط الأميركي نحو 206 آلاف برميل يومياً إلى 11.57 مليون برميل يومياً في ديسمبر وارتفعت صادرات الخام إلى 3.45 مليون برميل يومياً.

المزيد من البترول والغاز