Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بلاسخارت تعرض واقعا شديد الوهن في العراق أمام مجلس الأمن

الأمم المتحدة تناشد السياسيين العراقيين التغلب على انقساماتهم و"دفن ثاراتهم الشخصية"

رأت بلاسخارت أن هناك عرقلة لمسيرة التنمية وتدني خطط الإصلاح الاقتصادي في العراق (أ ف ب)

لم تكن السيدة جينين بلاسخارت متفائلة في الإحاطة الدورية التي قدمتها قبل أيام عن العراق، أمام مجلس الأمن الدولي، حيث عرضت الواقع السياسي والمعيشي فيه، وإشكالات العمل السياسي في البلاد. وقالت، إن "الشعب العراقي لا يزال ينتظر فرص عمل مربحة ومنتجة، وينتظر الأمن وخدمات عامة مناسبة والحماية الكاملة لحقوقه وحرياته والعدالة والمساءلة والمشاركة الفعالة للنساء والشباب على سبيل المثال لا الحصر".

عرقلة خطط الإصلاح

ورأت بلاسخارت أن هناك عرقلة لمسيرة التنمية وتدني خطط الإصلاح الاقتصادي، الذي تنتظره البلاد بشدة، محذرة من ضعف الجبهة الداخلية الذي يؤثر سلباً على مواجهة تنظيم "داعش"، "المستعد لاستغلال أي فراغ سياسي وأمني، وأيضاً الضعف العراقي إزاء التدخلات الخارجية المستمرة"، مشيرة إلى أن "صبر العراقيين يُمتحن الآن كما امتُحن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، حين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على انعدام الفرص الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهو التحرك الذي انتهى بقتل المئات وإصابة الآلاف".

الانقسامات الداخلية

وتعزو بلاسخارت تأخر العراق في تطبيق الإصلاحات، إلى "الانقسامات الداخلية وضرورة التغلب عليها، والاتفاق على برنامج يطلع عليه العراقيون، ويكوّنون فكرة عما يمكنهم توقعه في السنوات الأربع المقبلة، والتعامل مع توقعات الجمهور والارتقاء إلى مستوى التحدي لتحقيق طموحات 40 مليون شخص يسمون العراق وطناً لهم".

وأكدت ممثلة الأمم المتحدة "ضرورة تجاوز الخلافات بين العاصمة بغداد وأربيل مركز إقليم كردستان"، محذرة من أن "هذا الخلاف سيكون له ثمن، عاجل أم آجل". وكان قرار المحكمة الاتحادية العليا في البلاد بشأن عدم دستورية قانون النفط والغاز في حكومة إقليم كردستان، أثار تساؤلات أهمها حول توقيت إصداره بعد تعليقه منذ 10 سنوات. وأكدت أن "عدم السيطرة على زمام الأمور عمل محفوف بالمخاطر، ربما يؤدي إلى عواقب بعيدة المدى، تقوض استقرار العراق على المديين القريب والبعيد، جراء الخلافات المتواصلة بين المركز في بغداد والإقليم، جراء التنافس على المصالح، وتقاطعها لا سيما موضوع عائدات النفط الذي يقر الدستور بأنه بيد الدولة المركزية في بغداد، مع السماح بالإدارة الذاتية للإقليم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تراكم القضايا العالقة وعدم التوصل إلى حلول، لا سيما المناطق المتنازع عليها في كركوك ومناطق أخرى يقطنها الأكراد ويطالبون بفرض سيطرتهم عليها".

واقع اقتصادي مأزوم

وترى بلاسخارت أن الاقتصاد العراقي يعاني من "ارتفاع حاد في أسعار النفط، وانخفاض مستوى العجز وتزايد احتياطي العملات الأجنبية، يرافقه إنفاق على توسيع شبكة الأمان وزيادة الإنفاق على الخدمات الاجتماعية استجابة للجائحة". وتصف الواقع الاقتصادي العراقي بأنه "ليس أقل عرضة لتذبذب أسعار السلع، وليس أقل معاناة جراء الفقر أو البطالة. ولم يسجل مستوى أقل من الفساد عما كان عليه في العام الماضي أو قبل العام الماضي".
وهي بهذا التوصيف العميق لواقع العراق وأزمته، تلوح بضرورة الإصلاح الهادف بمعزل عن الحلول الهيكلية الدائمة، لكنها تحذر من نفاد الوقت أمام من يريدون الإصلاح، وأكدت، "قال لي مسؤول عراقي قبل مدة: حتى لو بدأنا الإصلاحات الأكثر إلحاحاً فوراً، فسيتطلب الأمر جهوداً تفوق قدرات البشر لمعالجة التحديات المالية والاقتصادية والبيئية بشكل كاف اليوم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


التحديات المتنوعة في العراق

وتجد بلاسخارت أن من الأمور الأكثر إلحاحاً "التحديات البيئية، إذ تمثل تهديداً ماثلاً، نتيجة نقص المياه الذي تسبب في ظاهرة التصحر وملوحة التربة واختفاء الأراضي الصالحة للزراعة، وهي مخاوف بيئية قائمة، تقود إلى تزايد مخاطر الفقر والنزوح وعدم الاستقرار الاجتماعي، وبالتالي تؤجج الصراع المجتمعي، بل تتعدى ذلك إلى حد نقص مياه الشرب في بلاد الرافدين". وتقول، إن "مياه الشرب والبنية التحتية للري والصيانة متراجعة إلى حد كبير، كما لا تتم إدارة الموارد المائية في العراق بصورة فعالة منذ فترة طويلة". وتضيف أن "العراق معرض بشكل حاد لآثار ندرة المياه بسبب تغيير المناخ ونقص تدفق المياه من أنهاره". واللافت أن بلاسخارت لم توجه اللوم للسدود التي بنتها تركيا على منابع نهري دجلة والفرات، ولتحويل إيران مجرى نهر الكارون الذي يصب في الأراضي العراقية تاريخياً وتحويل مجراه لجهة الشرق، فحرمت العراق من أحد مصادر مياهه الطبيعية.

وتناولت الممثلة الأممية أزمة المخيمات والسجون على أطراف الأراضي العراقية، حيث صرحت بأن "هذه المخيمات والسجون تحديات غير مسبوقة تحمل آثاراً على المنطقة وما وراءها، فهي بمثابة قنابل موقوتة"، مشيرة إلى أن "إبقاء الناس في المخيمات إلى أجل غير مسمى في ظل ظروف مقيدة وسيئة في تلك المخيمات يؤدي في نهاية المطاف إلى مخاطر على مستوى الحماية والأمن، أكثر من إعادتهم بطريقة منضبطة".

المخيمات قنابل موقوتة

واستشهدت الممثلة الدولية بمخيم الهول على الحدود العراقية- السورية وبالظروف التي يعيشها الأطفال هناك، وكيف يكبرون وهم عرضة للتجنيد القسري والتطرف والعنف، في ظل ظروف وصفتها بالمقيِّدة والسيئة، وتؤدي إلى مخاطر على مستوى الحماية والأمن، أكثر من إعادتهم بطريقة منضبطة"، مشيرة إلى هرب كثير منهم.
وكشفت الممثلة الدولية أن الحكومة العراقية أعادت العائلات العراقية في مخيم الهول إلى الوطن وبدأت بإعادة مسلحي "داعش" وأثنت على هذه الخطوة.
وأخيراً، نصحت السيدة بلاسخارت السياسيين العراقيين بالعمل بتوصية رئيس مجلس الأمن بتغلبهم على انقساماتهم. وقالت، "عليهم وضع التحزب جانباً ودفن الثارات الشخصية".

المزيد من العالم العربي