Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أتناول "الفياغرا" يوميا وأنا دليل على أن النساء بحاجة إليها أيضا

استخداماتها وبدائل لها مثل "تادالافيل" تتخطى علاج مشاكل الانتصاب لدى الرجال وتوصف للنساء أيضاً

عدد الحبوب لكل علبة صمم ليتناسب مع حالات الرجال (غيتي)

في 2006، كان غلاف لوح شوكولاتة "يوركي" Yorkie ما زال يحمل شعاره القائم على التحيز الجنسي "ليس مخصصاً للفتيات!" في السادسة من عمري، كنت منزعجة مما أدركت أنه متحيز ضد البنات، وفي الوقت نفسه متحمسة لكسر تلك القواعد والتهام الشوكولاتة على أية حال.

بعد مضي عشر سنوات، وجدت نفسي جالسة مع فريق متخصص في مستشفى "غريت أورموند ستريت"Great Ormond Street Hospital نتناقش بشأن خيارات علاجية خاصة بحالة صحية شخّص الأطباء إصابتي بها حديثاً، ألا وهي "ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي مجهول السبب"Idiopathic Pulmonary Arterial Hypertension (اختصاراً "بي أتش" PH)، الذي يعني ارتفاع ضغط الدم في الرئتين. كانت الخطة العلاجية، تناول "الفياغرا". أو على وجه أكثر تحديداً دواء يشبه هذا العقار يسمى "تادالافيل" Tadalafil.

"تادالافيل" من عائلة موسعات الأوعية الدموية، ما يعني أنه يعمل على توسيع الأوعية الدموية الصغيرة في الرئتين كي تستعيد أوعيتي الدموية بعضاً من المرونة التي فقدتها.

خلال الشهرين الأولين من الاستخدام، ولّد الدواء لديّ شعوراً فظيعاً، إذ يتسبب بقائمة طويلة من الآثار الجانبية، ويبدو أنني لم أوفر واحداً منها [أصبت بها كلها]. طوال شهرين، هيمن على جسدي دُوار، وصداع، وغثيان، ناهيك بأعراض إضافية كانت تنتابني بصورة عشوائية من قبيل الفواق الخارجة عن السيطرة. كانت البداية غير المريحة مع الدواء ترجع جزئياً إلى الجرعة العالية منه التي شرعت بها، وقد انتهت بي الحال مكتفية بالنصف منها كي أتأقلم مع العقار كما يجب.

في السنوات الست اللاحقة، كنت أتحسن باستخدام الدواء. حالتي الصحية مستقرة، وتراجعت الآثار الجانبية منذ فترة طويلة، وأنا الآن أعود إلى تناول الجرعة الأنسب لحالتي. كنت محظوظة جداً، إذ جاء تشخيصي على أيدي فريق متخصص يحتل الصدارة في البحوث المتعلقة بداء "ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي مجهول السبب".

ولكن، تقاعس الشركة التي تنتج دوائي عن مسايرة التطور يبث في نفسي شعوراً بالإحباط والضيق. تبدو الحياة الأولى لـ"تادالافيل" كبديل لـ"الفياغرا" واضحة جداً. يرد في نشرة المعلومات المرفقة بالدواء أن "تادالافيل غير مخصص للاستخدام من جانب النساء". وتشمل نقاط رئيسة أخرى ما مفاده أن "تادالافيل لا يعمل في غياب التحفيز الجنسي". لذا، ربما كنت أستخدمه بشكل خاطئ طوال الوقت؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأشخاص أمثالي الذين يتناولون الدواء نتيجة مكابدتهم "ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي مجهول السبب"، يحصلون على إشارة موجزة في النشرة المرفقة تقول، "لا تأخذ تادالافيل إذا كنت تتناول "ريوكيغوت" riociguat"، علماً بأنه دواء آخر يستخدم في علاج الداء نفسه. وتحذر النشرة من الآثار السلبية الزائدة التي يطرحها استخدام العقارين معاً. وتكتفي بهذا القدر.

والأشد إحباطاً، نقص المعلومات المتوفرة لمرضى "ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي مجهول السبب" نظراً إلى أن اكتشاف الآثار الإيجابية التي يتركها "تادالافيل" لدى الأشخاص الذين يعانون حالتي أثناء بحث السريري يعود إلى عام 2009، ولكن ليس التقاعس عن مواكبة الزمن أمراً نادراً.

كارولين كريادو بيريز، مؤلفة كتاب "نساء غير مرئيات: كشف عن تحيز البيانات في عالم مصمم للرجال" Invisible Women: Exposing Data Bias in a World Designed for Men، تشير إلى أن النساء قد لقين التجاهل في مجال الرعاية الصحية منذ أيام اليونان القديمة، وأن نوعاً من النظرة العالمية الأبوية ما زالت قائمة في أنظمتنا اليوم. وتؤكد أيضاً أن النساء عادة غير ممثلات تمثيلاً كاملاً في التجارب الطبية السريرية. يشاركها رأيها هذا إيرفينغ زوكر، أستاذ فخري في علم النفس والبيولوجيا التكاملية في "جامعة كاليفورنيا في بيركلي"، فقد خلص بحث تولى الإشراف عليه إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال لمواجهة آثار جانبية ضارة بسبب جرعات من الأدوية وضعت استناداً إلى تجارب سريرية اكتفت بمشاركين رجال.

في ما يتعلق بدوائي، حتى عدد الحبوب لكل علبة قد صمم ليتماشى مع الرجال. يبدأ العلاج للرجال الذين يستخدمون الدواء لمعاناتهم ضعف الانتصاب بجرعة تبلغ خمسة مليغرامات أو ربع حبة، في حين أني أتناول جرعة يومية بمقدار 40 مليغراماً. وتبلغ الجرعات عند الطلب للرجال 10 مليغرامات. تحتوي كل عبوة على 80 مليغراماً، لذا تكفيني ليومين فقط. عليه، أتلقى جبالاً من العلب الصغيرة كل ثلاثة أشهر. في الحقيقة، يبدو اعتماد هذا الحجم من الجرعات لطيفاً وحذراً في ما يتصل بتناول الدواء على عجل قبل الجماع، أما بالنسبة إلى شخص مثلي فيبقى عديم الجدوى ومضيعة لا أكثر.

تشير التقديرات إلى أن واحداً من بين كل 20 ألف شخص في المملكة المتحدة يعاني "ارتفاع ضغط الدم الرئوي"، علماً بأن هذا الرقم آخذ في الارتفاع نتيجة التحسن في مستوى فحوص الكشف التي ترصد الحالة، كذلك يعتبر أكثر شيوعاً بين صفوف النساء مقارنة مع الرجال. ألا تكفي هذه الحقائق للمطالبة بتصميم تغليف ثانٍ وإرشادات أكثر شمولاً للدواء؟

كذلك عليّ أن أفكر بشأن التأثير السلبي الذي يطرحه "ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي مجهول السبب" والدواء المستخدم لعلاجه، على الحمل. للأسف، حبوب منع الحمل المتوفرة للمصابات بـهذا الداء محدودة. على تلك النساء تجنب الإستروجين لأنه، كما يعتقد، يفاقم الحالة سوءاً ويرفع احتمال الإصابة بتجلطات دموية. في الحقيقة، من شأن الحمل أن يشكل خطراً كبيراً على المصابات بـ"ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي مجهول السبب". ولم يضطلع العلماء ببحوث كافية حول التأثير الذي يطرحه تادالافيل" على موانع الحمل التي تحوي بروجسترون فقط [تحتوي حبوب منع الحمل العادية على نوعين من الهرمونات الأنثوية: الإستروجين والبروجسترون]. عندما لجأت إلى هذه الحبوب لمروري بفترات غزيرة من الطمث في 2017، قيل لي إنني لا يجب أن أعول عليها أبداً كوسيلة لمنع الحمل.

أتناول "تادالافيل" منذ ست سنوات حتى الآن، وقد ساعدني للغاية طبياً. شخصياً، تقبلت تماماً الجانب السخيف من دوائي، وأجدني أستخدمه كحقيقة مثيرة للاهتمام تساعد في كسر الجليد وبدء المحادثات، لكن من المؤذي ألا تراعي نشرة المعلومات المرفقة العدد الكبير من المرضى الذين يستفيدون من الدواء. أوقفت "يوركي" حملتها الإعلانية المتحيزة ضد المرأة في 2011. وبعد عشر سنوات، أود فعلاً أن تفهم شركات الأدوية ما أشير إليه أيضاً.

© The Independent

المزيد من صحة