Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ادعاءات المعارضة بعزلة تونس تصطدم بنجاحات دبلوماسيتها

شارك قيس سعيد في القمة الأوروبية الأفريقية والتقى عدداً من صناع القرار

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ ب)

فاجأت مشاركة الرئيس التونسي قيس سعيد في القمة الأوروبية الأفريقية السادسة التي عُقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، معارضيه وأربكت حساباتهم، بخاصة أن الإعلان عن المشاركة جاء قبل يوم من بدء أعمالها، في وقت تصاعدت الاتهامات لسعيد بأنه تسبب في عزلة دبلوماسية لتونس جراء ما اعتبره معارضوه تفرداً بالحكم بعد قراراته التي عزل فيها الحكومة وجمّد عمل مجلس النواب.

زيارة ناجحة 

المشاركة في القمة واللقاءات التي جمعت سعيد بعدد من قادة دول الاتحاد الأوروبي وقادة دول عربية وأفريقية كسرت مقولات معارضيه إن البلاد تعيش عزلة دبلوماسية، واعتبرها الصحافي حبيب الشابي خير إجابة عن المروجين لعزلة تونس دولياً.

والتقى الرئيس التونسي خلال الزيارة رئيسة البرلمان الأوروبي روبيرتا ميتسولا ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز والمستشار النمساوي كارل نيهامر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والرئيس الإيفواري الحسن واتارا والرئيس النيجيري محمد بوخاري، إضافة إلى اختيار تونس واحدة من ست دول أفريقية للاستفادة من برنامج تقنية "ميرنا" الحديثة الخاصة بإنتاج اللقاحات وتصنيعها في البلاد لمواجهة جائحة "كوفيدـ19"، الأمر الذي اعتبر مراقبون أنه يعكس التقدير الدولي لجهود تونس في المجال الصحي، ويكرّس الثقة بتوافر الموارد البشرية والكفاءات العلمية.

دبلوماسية من دون مناكفات

يقول السفير المتقاعد عز الدين الزياني، رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل إن "تعريف العزلة الدبلوماسية لدولة يتلخص في خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي للدول فيها، بينما العكس صحيح ونجد ذلك ممثلاً في موقف الولايات المتحدة التي أعلنت نقل سفيرها الحالي دونالد بلوم إلى باكستان منذ نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)  الماضي وعلى الرغم من ذلك يواصل نشاطه في تونس إلى اليوم، وهذا دليل على ثقة دول العالم بتونس وسياساتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف أن محاولات المعارضة تشويه مواقف تونس لا يمكن أن تعطل مسيرة علاقات البلاد مع دول العالم لأن هذه الدول لا تبني مواقفها وسياستها انطلاقاً من مواقف أشخاص، والدول لديها مصادر معلومات وتقييمها لعلاقاتها ليس بحسب الأهواء الشخصية بل بحساب مصالحها والتزاماتها الإقليمية والدولية.     

اتهامات بالجملة

في سياق متصل، شنّت الأطراف المعارضة للرئيس قيس سعيد، هجمات عنيفة ضد سياسته الخارجية ووجهت اتهامات له بأنه وراء عزل تونس في المحافل الدولية وتدمير علاقاتها مع الدول الصديقة والشقيقة. وكان جوهر بن مبارك، القيادي في حراك "مواطنون ضد الانقلاب" الأكثر حدة في مهاجمة العمل الدبلوماسي لسعيد، إذ اعتبره المتسبب في عزلة تونس الدولية بسبب الانقلاب على المؤسسات الدستورية والتفرد في الحكم.

أما المحلل السياسي علي اللافي، فأوضح أن الرئيس يغادر تونس للمرة الأولى منذ سبعة أشهر ونصف الشهر، متسائلاً "ماذا قدّم قيس سعيد لتونس، وهل رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية يستوعبان ما يجري في العالم"، معتبراً أن السياسة الخارجية لتونس مكبّلة بقرارات الرئيس.

تقزيم النجاح

من جهة ثانية، سعى رفيق عبد السلام، وزير الخارجية الأسبق والقيادي في "حركة النهضة" وصهر رئيسها راشد الغنوشي إلى التقليل من أهمية نتائج الزيارة إلى بلجيكا والمشاركة في القمة الأوروبية الأفريقية، معتبراً أن زيارة قيس سعيد إلى بروكسل هي زيارة متعددة الأطراف، لا علاقة لها بالبلد المضيف، إلا من ناحية الشكل، والدعوة وُجّهت إلى كل القادة الأوروبيين، مثلما وُجّهت إلى الرؤساء والملوك الأفارقة، بما في ذلك من كان منبوذاً ومكروهاً منهم.

وأضاف أن الزيارات متعددة الأطراف حدث عادي وليس لها طابع ثنائي، بالتالي لا يجب أن تُبنى عليها تحليلات وتأويلات أكثر مما تحتمل.

في المقابل، اعتبر السفير عز الدين الزياني أن محاولات أطراف في المعارضة تقزيم النجاح الدبلوماسي لتونس محاولات يائسة لا يمكن أن تحقق نتيجة لمن يراهن عليها، لأن علاقات تونس مع دول أوروبا وأفريقيا ضاربة في التاريخ والقدم، ولا يمكن لممارسات غير مسؤولة من جانب أفراد خسروا مصالحهم أن تنجح في قلب الطاولة والإساءة لعلاقات تونس الدولية.

الفشل الدائم

بهذا الوصف، قدّم الإعلامي الصغير الحيدري موقفه من ادعاءات المعارضة بعزلة تونس الدبلوماسية وإنكار الاعتراف بنجاح مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الأوروبية الأفريقية والتقدير الذي نالته تونس فيها.

وقال في تصريحات خاصة إن زيارة بروكسل وتزامنها مع تصريحات فريد بلحاج، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤكد أن تونس لا تعاني من عزلة دولية، كما أن لقاءات الرئيس بعدد من القادة الأوروبيين والعرب والأفارقة تفنّد هذه المزاعم، وهذا يكشف عجز المعارضة سواء في حشد مواقف دول مساندة لأطروحاتها تحت مزاعم انتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية، أو في إثارة الرأي العام داخل هذه الدول ضد تونس، وكل ذلك جعل المعارضة تتخبط وتبحث عن أي فعل يثبت وجودها في الداخل والخارج.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي