Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كرة القدم ما بين رأسمالية أوروبا واشتراكية أميركا

يتيح نظام الرابطة الوطنية فرصاً أكبر للمنافسة على لقب الدوري عنها في الدوريات الأوروبية

احتفالات جمهور  فريق لوس أنجليس رامس باللقب (أ ف ب)

حسم فريق لوس أنجليس رامس مباراة البطولة السنوية للرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية "سوبر بول"، ليتوج بلقب الدوري، إثر فوزه بنتيجة 23-20 على سينسناتي بنغالز، مساء أمس الأحد.

وبهذا التتويج الغالي أضاف رامس لنفسه لقب الدوري المحلي للمرة الثانية في تاريخه، والذي حققه سابقاً عام 2000، عندما كان يتخذ من سانت لويس مقراً له.

وكان فريق سينسناتي بنغالز يأمل في الفوز على رامس، ليكسر العدد الحالي لأبطال "سوبر بول" في القرن الحالي، ليكون البطل الــ 14، ولا تزال كرة القدم الأميركية تتفوق في صراع الإثارة والتكافؤ على دوريات كرة القدم في أوروبا التي تُسيطر عليها أعداد قليلة من الأندية الأكثر ثراءً بفارق كبير عن منافسيها، فيصبح التنافس على اللقب محصوراً بين أندية معدودة، ومثال على ذلك فوز بايرن ميونيخ بلقب الدوري الألماني تسع مرات متتالية وهو في طريقه حالياً للفوز باللقب العاشر هذا الموسم.

ويُمكن بسهولة ملاحظة التفوق الأميركي في المنافسة وتكافؤ الفرص، بمجرد مقارنة عدد الأندية المختلفة الفائزة بلقب دوري كرة القدم الأميركي بنفس الأعداد في الدوريات المحلية الكبرى أوروبياً خلال الفترة بين 1970 إلى 1991 مقارنة بالفترة بين 2000 إلى 2021.

وارتفع العدد في أميركا من 10 أندية بين 1970 و1991، إلى 13 بين 2000 و2021، بينما انخفض إلى النصف في إيطاليا من 10 أبطال بين 1970-1991 إلى خمسة أبطال فقط منذ مطلع القرن الحالي.

وفي إنجلترا انخفض العدد من ثمانية أبطال إلى ستة، وفي ألمانيا من سبعة إلى خمسة، وفي إسبانيا من ستة إلى خمسة.

اقتصاديات مختلفة

وأرجع موقع "بلومبيرغ" الاختلاف في شكل التنافس إلى التباين في المخططات الاقتصادية لكرة القدم على جانبي المحيط الأطلسي، حيث تم إنشاء الرابطة الوطنية لكرة القدم في أميركا وفق نموذج المساواة بين الفرق، وهو ما يزيد من فرص الجميع تقريباً في التتويج، بينما تعتمد كرة القدم الأوروبية على الأقل من حيث المبدأ، على المنافسة الشديدة في سوق حُرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشهدت الفترة الماضية غرق اتحاد كرة القدم الأميركي في فضيحة كبرى، حين قال بريان فلوريس، المدير الفني السابق لفريق ميامي دولفينز، إن مالك الفريق ستيفن روس، عرض عليه 100 ألف دولار عن كل مباراة خسرها الفريق قبل بضعة مواسم، ونفى روس بشدة هذا الادعاء، ووعدت إدارة اتحاد كرة القدم الأميركي بالتحقيق في الأمر.

ويُمكن أن يكون نظام المنافسات المغلق للدوري الأميركي والرعاية الأقل مقارنة بكرة القدم الأوروبية، حافزاً لبعض الأندية للخسارة في بعض الأحيان، وهذا هو أحد أسباب ظهور فريق بنغالز بمستوى مميز هذا الموسم ومنافسته على اللقب بينما كان يمر بفترة صعبة في الموسم الماضي.

ويخضع الجميع في كرة القدم الأميركية لنفس الحد الأقصى للرواتب، مما لا يسمح بوجود فجوات هائلة كالتي تظهر في أوروبا، وعلى سبيل المثال، هناك فارق ضخم في رواتب لاعبي متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز الحالي مانشستر سيتي، ورواتب لاعبي بيرنلي الذي يحتل المركز الأخير.

لا هبوط

وقبل كل شيء، لا يوجد هبوط في كرة القدم الأميركية، وبمجرد انضمام الفريق لاتحاد كرة القدم الأميركي يظل فيه، وبذلك سيستمر فريق نيويورك غاينتس ونظيره واشنطن كوماندرز في اللعب مرتين كل موسم، سنة تلو الأخرى، بغض النظر عن مدى التنافس بينهما.

وعلى النقيض من ذلك، في كرة القدم الأوروبية الرأسمالية، يتم التخلص من الفرق التي تنهي المنافسات في مراكز القاع وتُستبدل بأندية أخرى صاعدة، لذلك - نظيراً - هناك المئات من الأندية في جميع أنحاء البلاد يُمكن أن ترتقي عبر الدرجات المتتالية تصاعدياً لتحدي الأثرياء ذوي الدم الأزرق، ويحدث هذا بالفعل في بعض الأحيان مثلما كانت تجربة ليستر سيتي، الذي كان في الدرجة الثانية الإنجليزية ومن ثم توج بلقب الدوري الممتاز بعد عامين فقط في 2016، وهو نوع الجدارة المرتبط بالحلم الأميركي.

دوري السوبر

لكن مالكي أكبر الأندية الأوروبية - بعضهم أميركيون - ليسوا سعداء تماماً بالطريقة التي تدار بها الأمور، ولهذا السبب حاولوا العام الماضي إنشاء دوري السوبر الأوروبي الانفصالي، وهو مشروع قيمته 4.8 مليار دولار مموّل من قبل بنك "جي بي مورغان".

هذا الدوري الذي تعرضت فكرته للإجهاض، كان سيعتمد نظام مغلق على الطريقة الأميركية، مع ضمان مواجهة أكبر الأندية لبعضها البعض كل عام أمام جمهور تلفزيوني كبير ومربح، ولن تكون هناك طريقة أمام الأندية الأصغر لشق طريقها نحو القمة، ليضع حداً للقصص الملحمية التي حدثت من قبل، بوصول أندية صغيرة مثل نوتنغهام فورست لقمة الدوري الإنجليزي قبل أن يصبح بطلاً لأوروبا.

وعلى رغم ضياع الفكرة حالياً، إلا أنها قد يُعاد طرحها لاحقاً، لكن في الوقت الحالي، أجبرت الجماهير واحتجاجاتها القوية الأندية الكبرى على التخلي عن الخطة.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة