Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان" في جنيف لبحث إيصال المساعدات وحقوق الإنسان

تعاني أفغانستان أزمة متفاقمة منذ سيطرة الحركة على السلطة ويرزح معظم السكان تحت خط الفقر

أفغان ينتظرون في كابول للحصول على خبز مجاني (أ ف ب)

بدأ وفد من حركة "طالبان"، الثلاثاء، الثامن من فبراير (شباط)، زيارة إلى جنيف تستمر أسبوعاً بدعوة من منظمة غير حكومية لإجراء محادثات تتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان، في وقت يسعى فيه قادة أفغانستان الجدد لتوسيع انخراطهم دولياً في ظل غياب أي اعتراف رسمي بسلطتهم.

وسيُجري وفد "طالبان" محادثات مع مسؤولين سويسريين وأوروبيين، إضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على الرغم من إصرار الخارجية السويسرية على أن الزيارة لا تمثل اعترافاً بنظام الحركة المتطرفة.

وتعيش أفغانستان أزمة مالية تتفاقم في ظل ارتفاع معدل التضخم وتفشي البطالة منذ استولت "طالبان" على السلطة في منتصف أغسطس (آب) تزامناً مع سحب الولايات المتحدة قواتها بعد حرب دامت 20 عاماً.

وأحدث توقف المساعدات بعد سيطرة الحركة على السلطة أزمة إنسانية في أفغانستان، التي كانت في الأساس تعاني تداعيات حروب عاشتها على مدى عقود.

وطأة الأزمة الإنسانية

وأكدت مؤسسة "جنيف كول"، التي تعمل على حماية المدنيين أثناء النزاعات، أنها تستضيف المؤتمر المغلق بشأن أفغانستان من الاثنين حتى الجمعة، بهدف دعم عملية إيصال المساعدات الإنسانية في البلاد.

وذكرت المنظمة في بيان، أن أفغانستان "تواجه حالة طوارئ معقدة جرّاء نزاعات مسلحة متداخلة مضت وجائحة (كوفيد-19) وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية وأحوال الطقس الشديدة".

وأضافت، "اليوم، يواجه 23 مليون أفغاني خطر سوء التغذية ويعيش 97 في المئة من السكان تحت خط الفقر".

وأفادت "جنيف كول" بأنها دعت بالتالي "طالبان" إلى مؤتمر "لمناقشة وضع المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين واحترام الرعاية الصحية ومسألة الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار".

نيل الاعتراف "قريباً"

وكان وزير خارجية نظام "طالبان"، أمير خان متقي، أكد في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية، الأسبوع الماضي، أن الحركة تقترب من الحصول على اعتراف دولي بحكومتها، لكنه شدد على أن أي تنازلات تقدمها ستتم بناءً على شروطها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أول مقابلة له منذ عودته من أوسلو، حيث أجرى محادثات مع ممثلين عن قوى غربية، حض متقي واشنطن على الإفراج عن أصول أفغانستان في الخارج للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية.

ولم تعترف أي دولة رسمياً بعد بالحكومة التي شكّلتها "طالبان" بعد استيلائها على السلطة، لكن متقي قال إن حكام أفغانستان الجُدد يحظون بالقبول الدولي شيئاً فشيئاً، وإن ببُطء. واضاف، "في ما يتعلق بنيل الاعتراف... نقترب من هذا الهدف".

وذكرت وكالة "أي تي أس" السويسرية أن المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع في نظام "طالبان"، لطيف الله حكيمي، يترأس الوفد الذي يزور جنيف، ويضم نحو 10 أعضاء.

ويترأس حكيمي لجنة شكّلتها حكومة "طالبان" لتحديد هوية الأعضاء الذين يخرقون قواعد الحركة المتشددة.

حوار "ضروري"

ومن المقرر أن يجتمع ممثلون عن "الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون" وقسمي "السلام وحقوق الإنسان" و"آسيا ومنطقة الهادي" في وزارة الخارجية بأعضاء الوفد هذا الأسبوع، لكن المتحدثة باسم الخارجية شددت على أن اللقاءات "لا تعني منح (طالبان) الشرعية أو الاعتراف بها".

وقالت إن الوفد سيناقش إيصال المساعدات الإنسانية وحماية العاملين في مجال الإغاثة واحترام حقوق الإنسان وحماية الأطفال.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها ستعقد محادثات مع وفد "طالبان". وقال متحدث باسم اللجنة، إن "علاقة تاريخية" تربطها بالحركة، وإن "هذا الحوار ضروري من أجل الإيفاء بمهمتنا الإنسانية المحايدة تماماً... نتطلع لمحادثات بنّاءة".

وأوضحت "جنيف كول" أن المؤتمر يهدف لتحسين الامتثال إلى المعايير الإنسانية في أفغانستان وضمان إيصال المساعدات بشكل آمن. ولفتت إلى أنها اختارت جنيف، مقر المنظمة، لعقد المحادثات نظراً إلى تاريخها الطويل في استضافة المفاوضات واحترام القانون الإنساني الدولي.

وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي أنها تحتاج إلى مساعدات تقدر بخمسة مليارات دولار من أجل أفغانستان خلال عام 2022 لتجنب كارثة إنسانية ومنح البلد فرصة للتطلع إلى المستقبل بعد معاناة استمرت 40 سنة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات