Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العمل من المنزل ربما يقترب من نهايته لكن هل هذا شيء جيد حقا؟

اعتماداً على موقعكم في شركة ما، يكون العمل من المنزل إما أمراً جيداً وإما أمراً سيئاً، فأنتم إما تحبون المال الذي توفرونه، وإما تشتاقون إلى التوجيه والاختلاط الاجتماعي، فماذا نفعل؟

بعض الشركات ذكرت أن الإنتاجية كانت جيدة، إن لم تكن أفضل، مع العمل من المنزل (غيتي)

علت السلبية وجه صديقي المحامي. فالعمل من المنزل ينتهي، وموظفوه يعودون إلى المكتب، والأشياء تعود إلى طبيعتها. لماذا إذا تعابير الوجه القاتمة قليلاً؟

أولاً، كان قد تعوّد على الوجود في البيت، ولم يكن مضطراً إلى النهوض عند انبلاج الفجر والتوجه إلى المحطة. وكان يرى زوجته وأطفاله خلال هذه الإغلاقات السابقة أكثر من أي وقت مضى. ولم يضطر إلى ارتداء بدلة وقميص وربطة عنق – كان بوسعه أن يكتفي بسروال للجري وقميص بولو. وكان موجوداً في البيت في المساءات.

وهناك سبب آخر، سبب لم يكن من الممكن أن يذكره علناً – لقد وفرت شركته كثيراً من المال، إذ جعلت الجميع يعملون من المنزل. فهي لم تكن تدفع نفقات، ولم يكن عليها أن تستقبل عملاء، ولم يكن هناك من تنقل. ولم يكن عليها أن تمون المطبخ المشترك. ولم يكن أحد يستقل سيارات أجرة. ولم تكن تستخدم منظفين كما في السابق. وتمكنت من تأمين إعفاء من الإيجار في بعض مواقعها. كذلك خفضت فواتير المرافق. وبوجه عام، قدر المحامي أن العمل من المنزل اقتطع 10 إلى 15 في المئة من النفقات. وقال مبتسماً إن هذا المال صب مباشرة في العوائد ولم يمرر إلى العملاء.

والأكثر من ذلك، قال، إن الإنتاجية كانت جيدة، إن لم تكن أفضل من ذي قبل. لا شك في أن بعض الموظفين، ولا سيما المبتدئين منهم، الأصغر سناً، كانوا راغبين حقاً في الحضور إلى المكتب، فقد عاشوا في إقامة مشتركة ولم يكن لديهم أي مكان في المنزل يعملون فيه. كذلك أداروا حياتهم الاجتماعية من خلال المكتب، إذ كانوا يخرجون لتناول المشروبات والوجبات مع الزملاء. وفاتهم هذا التفاعل.

لذلك، وبينما تعلن الشركات صراحة عن نهاية العمل من المنزل وتقول كيف تطلب العودة إلى المكتب، لا يشعر الجميع بهذا القدر من البهجة. وربما ليس ذلك مفيداً إلى هذا الحد كما قد يتوقع المرء.

تزعم شركات المحاماة ومؤسسات المحاسبة ووكالات العلاقات العامة وغيرها من الشركات الاستشارية... إنها شهدت سنوات قياسية. هذا، على الرغم من أنها مرت بفترات طويلة من العمل من المنزل. وعلى نحو مثير للاهتمام، أخبرني رئيس وكالة آخر أنها "تقدمت بين 10 و15 في المئة"، ذلك الرقم نفسه. حسناً.

عندما بدأ العمل من المنزل للمرة الأولى، عانت الشركات في اجتذاب عملاء جدد، فقد كانت على ما يرام مع العملاء الموجودين، لكنها وجدت صعوبة في تكريس علاقات جديدة. وكانت الشركات لا تلتقي بالعملاء فحسب، لقد انهارت إقامة العلاقات إلى الصفر، لكنها كانت تحتفل بأرقام كبيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن ما يبدو أنه حدث أيضاً هو أن الناس، مع استخدامهم للعمل من المنزل، اجتذبوا حقاً عملاء جدداً. وكان من اللافت للنظر كيف أن الناس كانوا مصقولين أكثر من ذي قبل خلال الاتصالات. وتحسنت الخلفيات، بينما بدت ملابسهم أكثر شخصية، في حين كانت أقل رسمية مقارنة بها في المكتب، وكانوا يحلقون ذقونهم ويحصلون على قصات شعر. وكانوا أكثر دراية بالتكنولوجيا، ولم تقطع الاتصالات على نحو متكرر.

ومع مرور الوقت أيضاً، احتاج العملاء حتماً إلى خدمات – كانوا في حاجة إلى مشورة، وفي بعض الأحيان غيروا مستشاريهم.

وأدرك الناس أن العمل من المنزل لم يكن انحرافاً مؤقتاً، كان أبعد أجلاً، وتعلموا كيف يتكيفون ويعتادون عليه. وأصبح العمل عن بعد الوضع الطبيعي الجديد، كما أن الشركات حصلت بالفعل على عمل جديد.

لكن الحقيقة هي أيضاً أن العمل من المنزل، في حين أنه ربما لم يتسم بهذا السوء كله مالياً، وأثبت جزئياً أنه مفيد، كان مدمراً للرفاه العقلي لبعض العاملين وفي ما يتعلق بالأفكار والإبداع. وفي حين أصبحت الاجتماعات عبر "زوم" أكثر حيوية، هي لم تتمكن قط من الحلول محل التبادل التلقائي، والظهور عند باب المكتب، والدردشة قرب آلة تحضير القهوة، ورد الفعل لرؤية شخص ما في المصعد. لقد ضاع هذا كله، وأكثر من ذلك كثيراً.

من الصعب إرشاد شخص ما عبر "زوم"، ومن الصعب أيضاً معرفة ما إذا كان على ما يرام، أو ما إذا كانت ثمة مشكلة. وبدت الضحكات هناك في الأغلب مصطنعة، وبعيدة.

لذلك، في حين لم يشعر العمل من المنزل الذين يديرون الشؤون المالية بالكآبة ربما وفرح بعضهم بالوفور، كان آخرون أقل إعجاباً، هذا من دون الضرر غير المباشر الذي لحق بتلك المتاجر والشركات كلها التي اعتمدت على المكاتب المليئة للحصول على عملاء.

تتمثل الصعوبة التي يواجهها أصحاب العمل الآن في تحديد المجال الذي ينبغي لهم إتاحته للموظفين ليعملوا في شكل مرن، فيكونون في المكتب لجزء من الأسبوع ويعملون من المنزل خلال الجزء الباقي. وفي القلب التجاري للندن، نالت أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس التي يمضيها الموظفون في المكتب حظوة، وكذلك باتت تختصر بكلمة مؤسفة هي TWAT (Tuesday, Wednesday and Thursday)، إلا أن هذا يشكل تكراراً لما كان يعتبر في الماضي الأسبوع اللندني التقليدي – كان البرلمان ونوادي النبلاء القديمة أكثر انشغالاً على مدى هذه الأيام الثلاثة. وكان الاثنين مخصصاً للانتقال إلى المدينة، والجمعة للعودة إلى مسقط الرأس.

في الوقت المناسب، أتوقع أن يعود الاثنين إلى موقعه، وربما يبدأ في شكل أبطأ. والجمعة سيكون دائماً يوماً أكثر استرخاء – كان كذلك قبل العمل من المنزل – وسيكون أسبوع العمل في المكتب فعلياً عبارة عن أربعة أيام.

من الصعب أيضاً توقع العودة في المستقبل إلى العمل من المنزل في شكل كامل. ومع الاستفسارات حول استجابتنا لـ"كوفيد"، ستكون من المفيد محاولة قياس ما أنجزه العمل من المنزل بالضبط. لقد بذل معظم الشركات جهوداً كبيرة لتطبيق التباعد الاجتماعي، وتركيب الشاشات وأنظمة التنقل باتجاه واحد (وتحمل النفقات التي أهدرت حين صدر الأمر بالعمل من المنزل).

وفي القطارات ومترو إنفاق لندن والحافلات، حيث أصبحت الأقنعة، بعد بداية مهتزة ومتقطعة، شاملة تقريباً، لم يتضح ما أنجزه العمل من المنزل. كم عدد الإصابات التي جرى تجنبها بالفعل؟

يجب الحكم على العمل من المنزل بعدم تكراره، نحن البشر، في شكل عام، نحب صحبة الآخرين ونزدهر بفضلها. وينطبق هذا على مكان العمل بقدر ما ينطبق على أي مكان آخر – حتى ولو كان ذلك يضيف إلى فاتورة النفقات.

© The Independent

المزيد من تقارير