Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكرملين يحض البيت الأبيض على وقف التصعيد العسكري بشأن أوكرانيا

ماكرون وبايدن يبحثان الرد المنسق على روسيا إذا غزت... والرئيس الفرنسي سيجري محادثة هاتفية جديدة مع بوتين وقد يزور برلين

حضَّ الكرملين، الخميس 3 فبراير (شباط)، الولايات المتحدة على "وقف" تصعيد الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، وذلك غداة القرار الأميركي بإرسال 3 آلاف عسكري دعماً لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا الشرقية.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، "نناشد باستمرار شركاءنا الأميركيين وقف تأجيج التوتر"، مضيفاً أن "مخاوف روسيا واضحة ومبررة تماماً".

في المقابل، قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، بحث مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في مكالمة هاتفية، الأربعاء، 2 فبراير، تنسيق الجهود الدبلوماسية وخطط تكبيد موسكو تكاليف اقتصادية في حال غزت أوكرانيا. وأضاف البيت الأبيض أن "الرئيس بايدن اتفق والرئيس ماكرون على أن تظل فرقهما على اتصال وثيق، بما يشمل التشاور مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي والشركاء بالاتحاد الأوروبي، بخصوص نهجنا المنسق والشامل لإدارة هذه المسائل".

في الوقت نفسه، قال حلف الأطلسي إن روسيا كثفت عمليات الانتشار في روسيا البيضاء، جارة أوكرانيا الشمالية، في الأيام القليلة الماضية، ومن المتوقع أن ترسل 30 ألف جندي إليها لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة يعتبرها البيت الأبيض خطوة تصعيدية جديدة.

زيلينسكي يبحث مع ماكرون "تسريع عملية السلام"

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّه بحث، الخميس، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سُبل "تسريع العملية السلمية" في بلاده، في وقت يخشى الغرب غزواً عسكرياً لأوكرانيا.

وإثر المكالمة كتب زيلينسكي على "تويتر" أنّ "الحوار تواصل مع إيمانويل ماكرون بشأن مواجهة التحدّيات الأمنية وتسريع عملية السلام في إطار صيغة النورماندي" التي تضمّ روسيا وأوكرانيا وبلدين وسيطين هما فرنسا وألمانيا.

وكان الرئيس الفرنسي أعلن أنه سيتشاور "في الساعات المقبلة" مع نظيره الأميركي جو بايدن في الأزمة الأوكرانية، لافتاً إلى أنه لا يستبعد التوجه إلى موسكو في محاولة لإيجاد حل دبلوماسي، وقال ماكرون في "توركوان"، شمال فرنسا، على هامش اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، "أنا قلق بشدة بإزاء الوضع على الأرض"، وأضاف للصحافيين، "الأولوية بالنسبة إليَّ في شأن القضية الأوكرانية والحوار مع روسيا تكمن في احتواء التصعيد وإيجاد السبل السياسية للخروج من الأزمة، وهذا يستدعي القدرة على المضيّ قدماً على أساس اتفاقات مينسك"، وأوضح أن إمكان زيارته لروسيا وربما لكييف يبقى رهناً بـ"تقدّم محادثاتنا في الساعات المقبلة".

وتابع ماكرون، "لا أستبعد شيئاً لأنني أعتقد أن دور فرنسا، خصوصاً مع رئاسة (مجلس الاتحاد الأوروبي)، يقضي بمحاولة بناء هذا الحل المشترك"، علماً أنه تشاور مراراً في الأيام الأخيرة مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكرر أنه "لن يكون هناك نظام أمن واستقرار بالنسبة إلى أوروبا إذا لم يكن الأوروبيون قادرين على الدفاع عن أنفسهم"، و"بناء حل مشترك مع جميع جيرانهم وبينهم الروس".

ومساء الأربعاء، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيجري، مساء الخميس، محادثة هاتفية جديدة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وحسب الرئاسة الفرنسية، فإن ماكرون "مقتنع" بـ"الحاجة إلى حوار مباشر" مع نظيره الروسي، لأن حواراً كهذا "يتيح إحراز تقدّم"، وشدد الإليزيه على أن حصول حوار بين ماكرون وبوتين هو "أمر مهم بالنسبة إلى أوكرانيا لأن زيلينسكي ليس لديه هذا الحوار المباشر".

بدوره لفت مصدر في الرئاسة الفرنسية إلى إمكان حصول محادثة هاتفية بين قادة كل من فرنسا وألمانيا وبولندا، مشيراً إلى أن ماكرون قد يزور أيضاً برلين بحلول نهاية الأسبوع، وهو احتمال كان الرئيس الفرنسي قد تحدث عنه الثلاثاء، ومن المحتمل أيضاً عقد اجتماع رباعي على مستوى المستشارين الدبلوماسيين لـ"صيغة النورماندي" التي تجمع روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، بعد اجتماع مماثل استضافته باريس الأسبوع الماضي.

وفي برلين أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، مساء الأربعاء، أنه سيزور موسكو "قريباً" لبحث الأزمة الأوكرانية مع الرئيس الروسي.

واشنطن: موسكو تخطط لفبركة تسجيل مصوّر

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الخميس، أن لديها أدلَّة على أن موسكو تخطط لتصوير هجوم أوكراني مفبرك على الروس لتبرير مهاجمة كييف.

وقال الناطق باسم البنتاغون، جون كيربي، "لدينا معلومات أن الروس يريدون على الأرجح فبركة ذريعة للغزو".

وقال للصحافيين، إن واشنطن تعتقد أن الحكومة الروسية تخطط لفبركة هجوم للجيش الأوكراني أو قوات استخباراتية "ضد أراضٍ خاضعة لسيادة روسيا، أو ضد أشخاص ناطقين بالروسية".

وأضاف، "كجزء من هذا الهجوم الزائف، نعتقد أن روسيا ستنتج تسجيلاً دعائياً مصوّراً بمشاهد وحشية للغاية، يتضمن جثثاً وممثلين يؤدون دور مشيّعين وصوراً لمواقع مدمّرة"، لتستخدم الأمر كمبرر لغزو جارتها الموالية للغرب.

ولفت كيربي إلى أن جزءاً من الخطة يتضمن إظهار أن الغرب وفّر المعدات العسكرية الأوكرانية المستخدمة، وهو أمر سيكون هدفه تبرير التحركات الانتقامية الروسية ضد أوكرانيا.

وأكد، "سبق أن شهدنا أنشطة كهذه من قبل روسيا في الماضي، ونعتقد أنه من المهم أن ننتقدها علناً عندما نراها بهذه الطريقة".

وأضاف في تعليقه على الخطة المفترضة، "أقول بناءً على خبرتي، إن قليلاً جداً من هذه الأمور لا تتم الموافقة عليه على أعلى المستويات في الحكومة الروسية".

الهجوم العسكري الروسي المحتمل

سبق ذلك إعلان المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أنها لن تصف بعد اليوم الهجوم العسكري الروسي المحتمل على أوكرانيا بـ"الوشيك"، مع أن الإدارة الأميركية لا تزال تعتبر أن هذا الغزو "قد يحصل في أي وقت"، وحاولت كبيرة المتحدثين باسم الرئاسة الأميركية في توضيحها هذا إزالة اللبس الذي أحدثه قولها أمام الصحافيين الأسبوع الماضي إن القوات الروسية المحتشدة على الحدود مع أوكرانيا ربما تكون بصدد الاستعداد لشن هجوم "وشيك" على الجمهورية السوفياتية السابقة.

وبُعيد أيام من تصريحها هذا، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب إلى الكف عن التهويل و"إثارة الذعر" بشأن الوضع على الحدود بين بلاده وروسيا.

وأوضحت ساكي أن قولها إن الغزو "وشيك" فسره البعض كأن واشنطن علمت ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين قد اتخذ قراراً بغزو جارته الموالية للغرب، في حين أن الوضع ليس كذلك، وأضافت أن موقف الإدارة الأميركية الثابت من هذه المسألة هو أن الرئيس الروسي حشد جنوده في وضعية "تمكنهم من القيام بغزو في أي وقت"، وإذ شددت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية على أن هذا التقييم لا يزال "صحيحاً"، أوضحت في الوقت نفسه أن واشنطن "لا تعلم ما إذا كان (بوتين) قد اتخذ قراراً" بهذا الصدد أم لا.

وفي وزارة الخارجية الأميركية، قال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس إن الإدارة "تصف بعبارات دقيقة ما الذي نراه والخطوات التي نتخذها رداً على ذلك على أساس دفاعي ورادع".

كندا تعتزم إرسال تعزيزات عسكرية

أعلنت وزيرة الدفاع الكندية، آنيتا أناند، خلال زيارة للاتفيا، الخميس، أن بلادها "القلقة للغاية إزاء تهديدات روسيا" تعتزم إرسال تعزيزات عسكرية إلى بولندا ودول البلطيق بسبب الوضع الأمني الإقليمي الراهن.

وخلال زيارة لقاعدة أدازي، حيث تقود بلادها وحدة عسكرية تكتية تابعة لحلف شمال الأطلسي، قالت أناند، "علينا التفكير في إمكان أن ترسل كندا جنوداً إضافيين إلى بولندا ودول البلطيق".

وأضافت أن الوجود العسكري الكندي "في منطقة البلطيق مهم"، مشيرة إلى أن الوحدة العسكرية المتمركزة حالياً في لاتفيا تمثل أكبر انتشار لجنود كنديين في الخارج.

وتابعت الوزيرة الكندية، "نحن قلقون للغاية بشأن تهديدات روسيا"، مشددة على أن بلادها "ستواصل جهودها لضمان السلام والنظام في العالم، بما في ذلك من خلال دعم وحدة أراضي أوكرانيا".

وتُقدّم كندا مساعدة للقوات المسلحة الأوكرانية، وتشارك في مهمة تدريب عسكرية في إطار عملية "يونيفير" التي انطلقت في 2015.

وخلال زيارة إلى كييف، الأحد، قالت أناند، إن بلادها ستنقل عسكرييها المتمركزين في أوكرانيا إلى غرب هذا البلد، مشيرة إلى أن أوتاوا قررت أيضاً إعادة الموظفين غير الأساسيين في سفارتها في كييف إلى ديارهم.

من جهته، قال وزير الدفاع اللاتفي، أرتيس بابريكس، إن بلاده تستعد لإرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا للانضمام إلى بعثة "يونيفير".

وقرر حلف الأطلسي نشر مجموعات قتالية وفق مبدأ التناوب في بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.

أردوغان في كييف

كرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الخميس، عرضه استضافة قمة بين روسيا وأوكرانيا، لتتقاطع مبادرته مع الجهود المكثفة التي يبذلها الأوروبيون لتجنب نزاع مسلّح.

ويفترض أن يجري أردوغان في كييف محادثات مع نظيره زيلينسكي الذي تواجه بلاده تهديداً ممثلاً بنحو مئة ألف جندي روسي، محتشدين على حدودها، من دون أن يغضب فلاديمير بوتين.

ويشدد الرئيس التركي على عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وعلاقاتها الجيدة مع كييف الشريك التجاري لأنقرة، في مساعي وساطته التي يأمل في إشراك بوتين فيها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال أردوغان، في نهاية الأسبوع الماضي، "بصفتنا عضواً في (الناتو) لا نريد حرباً بين روسيا وأوكرانيا، ستكون نذير شؤم للمنطقة". داعياً إلى "حل سلمي" للأزمة. مجدداً عرض خدماته. ومؤكداً أنه عبر "جمع الزعيمين في بلدنا يمكننا فتح الطريق لعودة السلام".

وحتى الآن، اكتفى بوتين بشكر نظيره التركي على دعوته، لكنه أشار إلى أنه سيرد "عندما يسمح الوباء وجدول أعماله بذلك".

وأوكرانيا واحدة من القضايا الحساسة بين موسكو وأنقرة، التي تدعم انضمام كييف إلى الحلف الأطلسي، وتعارض بشدة ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، باسم حماية الأقلية التتارية الناطقة باللغة التركية.

وتصاعد التوتر، أخيراً، بعدما انتقد بوتين نظيره التركي، لإمداده كييف بطائرات مسيرة مسلحة، تستخدم ضد الانفصاليين الموالين روسيا في شرق أوكرانيا.

وحذر الرئيس الروسي نظيره التركي في ديسمبر (كانون الأول) من "استفزازات" كييف، التي يرى أنها تحاول تعطيل اتفاق السلام بين البلدين، عبر تحركات عسكرية باستخدام طائرات مسيرة قتالية تركية.

وهي الطائرات نفسها التي لعبت، أخيراً، دوراً حاسماً لصالح حلفاء تركيا الأذربيجانيين في ناغورني قره باغ، وكذلك في ليبيا.

وبينما يتوافد الزوار الغربيون على كييف لدعم الرئيس الأوكراني، أكد زيلينسكي، الأربعاء، أنه لا يريد سوى "السلام". مشدداً في الوقت نفسه على حقه في الدفاع عن النفس ضد مخاطر غزو روسي.

وتخشى الحكومة الأوكرانية أيضاً من أن تؤثر الإشاعات عن غزو وشيك على المستثمرين، الذين يحتاج إليهم الاقتصاد الوطني بشدة.

ويفترض أن يشارك أردوغان في كييف بمنتدى اقتصادي، يتوقع أن يعلن خلاله رئيسا الدولتين عن اتفاق للتجارة الحرة، بينما بلغت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين ستة مليارات دولار في الأشهر الـ11 الأولى من 2021.

من جهته، يحتاج أردوغان أيضاً إلى أن ينشط على الساحة الدبلوماسية لتجاوز الوضع السيئ، الذي تواجهه حكومته قبل أقل من 18 شهراً من الاستحقاق الرئاسي المقبل في 2023.

وقال آرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "أنقرة تسعى للحفاظ على علاقات وثيقة مع موسكو وكييف". موضحاً أنه "في الوضع الحالي، يسعى أردوغان إلى القيام بما تعرف حكومته فعله: عرض وساطة".

ويأتي ذلك بينما جرى تهميش تركيا في الحلف الأطلسي، منذ حصولها على منظومة الصواريخ الروسية "أس 400".

وحاول أردوغان أن يظهر أنه يسمع "المخاوف المعقولة"، التي أعربت عنها روسيا بشأن توسيع حدود الناتو منذ سقوط الاتحاد السوفياتي السابق.

لكن المحللين يرون أن موسكو ليست مهتمة بالوساطة التركية، إذ يريد بوتين قبل كل شيء أن يعامل على قدم المساواة مع واشنطن.

وكثفت الدول الغربية تحذيراتها لموسكو انطلاقاً من خشيتها من اجتياح روسي محتمل لأوكرانيا، وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة إرسال ثلاثة آلاف جندي أميركي إضافي إلى أوروبا الشرقية في قرار نددت به موسكو.

المزيد من دوليات