Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زارا روثرفورد أصغر امرأة تحلق حول العالم

أتمت المراهقة البريطانية- البلجيكية رحلة تاريخية استغرقت خمسة أشهر زارت فيها أكثر من 30 بلداً

زارا روثرفورد في اليوم الأول من جولتها حول العالم (فلاي سولو)

نجحت مراهقة بريطانية- بلجيكية في أن تصبح أصغر امرأة تطير بمفردها حول العالم بعد أن استكملت رحلة بطولية [ملحمية] استغرقت خمسة أشهر.

وحصلت زارا روثرفورد، 19 عاماً، رخصة الطيران منذ عامين وقطعت مسافة 51 ألف كيلومتر في أكثر من 70 رحلة حول العالم.

وكانت زارا قد بدأت رحلتها من بلجيكا في شهر أغسطس (آب) الماضي على متن طائرة "شارك" Shark (قرش)، وهي أسرع طائرة خفيفة الوزن في العالم، وحلقت فيها فوق المحيط الأطلسي. ومن ثم توجهت جنوباً من كندا لتبلغ كولومبيا عبر البحر الكاريبي.

من هناك، حلقت المراهقة فوق الساحل الغربي للولايات المتحدة إلى ألاسكا قبل الدخول في مغامرة التحليق فوق بحر بيرنغ الخطير متجهة إلى روسيا. وفي المراحل الأخيرة من رحلتها، طارت عبر آسيا والشرق الأوسط باتجاه أوروبا.

ولدى هبوطها في مطار كورتريك- ويفيلغيم الدولي في بلجيكا يوم الخميس، حطمت روثرفورد الرقم القياسي الذي حققته الأميركية المولودة في أفغانستان شايستا وايس عام 2017 في سن الثلاثين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبهدف التأهل لدخول سباق رحلة حول العالم، توجب على المراهقة البريطانية- البلجيكية أن تزور طرفين متناقضين من الكرة الأرضية. وحققت ذلك بالفعل من خلال اجتياز توماكو في كولومبيا وجامبي في إندونيسيا. وفي المحصلة، حلقت زارا فوق 52 بلداً.

وكانت روثرفورد المولودة من أب بريطاني وأم بلجيكية وهما طياران أيضاً، قد استهلت رحلتها على أمل إلهام المزيد من النساء وتشجيعهن على الانخراط في قطاعات الطيران والعلوم والتكنولوجيا.

وقبيل الانتهاء من رحلتها، كشفت الطالبة الجامعية الطموحة التي تأمل الحصول على شهادة في الهندسة في بريطانيا أو الولايات المتحدة عن طموحاتها والأمور التي تحفزها في مقابلة عبر الهاتف مع صحيفة "اندبندنت".

وأشارت روثرفورد إلى أنها لم تعرف أي فتيات أخريات قمن بالطيران أثناء نشأتها وشعرت بحماسة لإحداث تغيير للأجيال الشابة. وقالت: "أتمنى ألا تبقى قيادة امرأة للطائرة أمراً نادراً في المستقبل".

وأرادت زارا من خلال ذلك تحدي التنميط الجندري المنتشر من خلال رسالة دونتها على موقعها الإلكتروني وكتبت فيها: "يتعلم الفتيان عبر الألعاب وأسماء الشوارع وصفوف التاريخ والأفلام أن في إمكانهم أن يصبحوا علماء ورواد فضاء ومديرين تنفيذيين أو حتى رؤساء. وغالباً ما يتم تشجيع النساء على أن يصبحن جميلات ولطيفات ومتفانيات وفاتنات. أرغب من خلال قيامي بهذه الرحلة أن أظهر للشابات أنه بإمكانهن أن يكن جريئات وطموحات وأن يحققن أحلامهن".

وأضافت المراهقة، أنها التقت في طريقها بعض النساء اللاتي شكلن قدوة في مجتمعاتهن بمن فيهن طيارة مروحية إنقاذ في كندا وصفتها بـ"الاستثنائية". كما كان لها أحاديث بارزة مع رائدات فضاء في الولايات المتحدة وطيارات مقاتلات في ماليزيا.

وتحدثت المراهقة عن إنجازها معتبرة أنها لطالما حلمت بالتحليق حول العالم بالطائرة. "لم أدرك أن ذلك سيكون ممكناً. اعتقدت أن الأمر سيكون صعباً للغاية وخطراً للغاية وباهظاً جداً، ولهذا لم أفكر في أنني سأتمكن من تحقيقه يوماً".

بيد أن ذلك كله تغير في آخر عام لها على مقاعد المدرسة عندما شعرت فجأة بأنه "حان الوقت للقيام بأمر جنوني فعلاً". وبمساعدة والديها، تمكنت من البدء بالجوانب اللوجيستية للعملية.

وفي نهاية المطاف، تمكنت من زيارة أكثر من 30 بلداً وتعايشت مع درجات حرارة تراوحت بين 32 درجة مئوية في إندونيسيا إلى 34 درجة تحت الصفر في روسيا. ومن أبرز المحطات التي طبعت رحلتها، كان التحليق فوق نيويورك وفوق بركان ثائر في أيسلندا.

ولكن، لم تكن الرحلة بمنتهى السهولة [من دون عثرات]، إذ أقرت زارا قبيل الهبوط بأن تلك المغامرة "كانت أصعب مما توقعت".

 

وتوجب عليها إدخال تغييرات في اللحظة الأخيرة على مسار الرحلة مع تجنب شمال الهند بسبب الضباب الكثيف وتعديل مسار رحلتها فوق الفيليبين بسبب إعصار راي. وفي وقت سابق، اضطرت للبقاء في ألاسكا لمدة شهر كامل في انتظار الحصول على التأشيرة الروسية كما أجبرت على الانتظار في أقصى شرق روسيا لمدة 41 يوماً بسبب درجات الحرارة المتدنية والجليدية.

وقالت لـ"اندبندنت" إن أبرز الصعوبات التي واجهتها كانت متعلقة بالأحوال الجوية. "حتى في كاليفورنيا، عندما كان الطقس جميلاً، اندلعت حرائق الغابات. كان الجو ملبداً بالدخان المتصاعد وكانت الرؤية سيئة فتوجب علي تغيير المسار في نهاية المطاف".

وقالت روثرفورد، إنها حظيت بدعم كبير خلال رحلتها ولكنها تحدثت أيضاً عن التنمر والانتقاد اللذين واجهتهما على شبكات التواصل الاجتماعي، وقالت "لم آخذ تلك الأمور على محمل الجد".

وإلى جانب تحطيم الرقم القياسي لأصغر طيارة، أصبحت المراهقة التي ترغب في أن تصبح رائدة فضاء، البلجيكية الأولى التي تقوم برحلة بمفردها حول العالم على متن طائرة أحادية المحرك.

ومع اقترابها من الهبوط في بلجيكا، كشفت روثرفورد عن بعض الأمور التي كانت مشتاقة إليها في الديار وقالت: "أتطلع إلى مواصلة حياتي من دون أن تكون مرتبطة بالكامل بعوامل الطقس. أفتقد لتلك الأمور الصغيرة التي تميز الحياة في الديار كالذهاب إلى المخبز يوم الأحد وشراء الكرواسان ومشاهدة التلفزيون مع قطتي. أعتقد أنني اشتقت أيضاً لغرفتي ولوالدي طبعاً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات