Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"التوهم بالمرض" ربما يكون سبب ثلثي الأعراض الجانبية للقاح "كورونا"

في 12 تجربة على اللقاحات المضادة أشار نحو ثلث المشاركين الذين تلقوا دواء وهمياً إلى مواجهتهم أثراً سلبياً واحداً على أقل تقدير

تشير دراسة إلى أن "تأثير نوسيبو" أو التوهم بالمرض قد يكون مسؤولاً عن ثلثي الأعراض التي يطرحها لقاح "كوفي" (أ ب)

أفادت دراسة حديثة بأن ثلثي الآثار الضارة، من قبيل الصداع والتعب، التي أبلغ عنها الملقحون بالجرعات التحصينية ضد "كوفيد-19"، ربما تعزا إلى حالة تسمى تأثير "نوسيبو"nocebo ، أو التوهم بالمرض، علماً أنه نسخة معاكسة لتأثير "بلاسيبو"placebo  أو العلاج الوهمي.

في حالة تأثير العلاج الوهمي أو "بلاسيبو"، تتحسن صحة المرء بعد أن يتناول دواء لا يحمل أي فائدة علاجية دوائية، مثل حبة سكر أو حقنة مليئة بمحلول ملحي لا أكثر، أما التوهم بالمرض أو تأثير "نوسيبو" فيحدث عندما يعاني الأفراد آثاراً جانبية غير سارة بعد تلقيهم مادة علاجية وهمية، وفق ما قال علماء في "مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي" (BIDMC) في الولايات المتحدة.

في تقييم لبيانات مستقاة من 12 تجربة سريرية اختبرت لقاحات مضادة لـ"كوفيد- 19"، عقد الباحثون مقارنة بين معدلات الآثار الضارة التي أبلغ عنها المشاركون الذين تلقوا الجرعات التحصينية من جهة، ومعدل الأعراض الجانبية التي عاناها الأشخاص الذين تلقوا حقنة وهمية لا تحتوي على أي لقاح، من جهة أخرى.

في حين أبلغ كثيرون ممن تلقوا اللقاح المضاد لكورونا عن مواجهتهم أعراضاً جانبية، ذكرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "جاما نتورك أوبن" JAMA Network Open، الثلاثاء الماضي، أن حوالى ثلث المشاركين في التجارب الذين تلقوا اللقاح الوهمي تحدثوا أيضاً عن تعرضهم لأثر ضار واحد على أقل تقدير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في التجارب الـ12 على لقاحات "كورونا"، يقول الباحثون، إن 22 ألفاً و578 من المشاركين الذي أخذوا حقنة وهمية أشاروا إلى آثار سلبية مقابل 22 ألفاً و802 ممن تلقوا اللقاح الفعلي.

أفاد أكثر من 35 في المئة من متلقي اللقاح الوهمي أنهم يكابدون أعراضاً تترك تأثيرها السلبي على الجسم برمته، من قبيل الحمى، علماً أن الصداع والتعب كانا العارضين الأكثر شيوعاً بنسبة 19.6 في المئة و16.7 في المئة، على التوالي.

لاحظ العلماء أن 16 في المئة ممن تلقوا العلاج الوهمي، تحدثوا عن تعرضهم لأثر واحد على أقل تقدير في موقع الحقنة، مثل الشعور بألم في موضع الحقنة أو حدوث احمرار أو تورم.

في المقابل، قال الباحثون إن 46 في المئة من متلقي اللقاح في التجارب عانوا أثراً ضاراً واحداً على الأقل في الجسم ككل، فيما أفاد ثلثاهم عن مواجهتهم عارضاً جانبياً واحداً على الأقل في مكان الحقنة، وذلك بعد تلقيهم الجرعة الأولى.

صحيح أن هذه المجموعة أخذت اللقاح الفاعل الذي يحتوي على المكونات النشطة، ولكن بعضاً من الأعراض الجانبية التي أبلغوا عنها يُعزا إلى تأثير "نوسيبو"، وذلك نظراً إلى أن كثيراً من تلك الآثار نفسها قد حدثت أيضاً لدى المجموعة التي تلقت لقاحاً وهمياً.

أشارت الدراسة إلى أن تأثير "نوسيبو" مسؤول ربما عن أكثر من ثلاثة أرباع الآثار الضارة التي ظهرت لدى المجموعة التي تلقت اللقاح الفعلي، ونحو ربع التأثيرات التي طالت موضع الحقنة التي أبلغ عنها المشاركون.

"الأعراض غير النوعية مثل الصداع والإرهاق، التي أظهرنا أنها تنتج بشكل خاص عن تأثير "نوسيبو"، مدرجة ضمن ردود الفعل السلبية الأكثر شيوعاً التي تظهر بعد التطعيم ضد "كوفيد- 19" في كثير من المنشورات الإعلامية"، كما صرح تيد جي كابتشوك، كبير الباحثين في الدراسة، وأستاذ الطب في كلية الطب في "جامعة هارفارد".

وأضاف الدكتور كابتشوك أن "الدلائل تشير إلى أن هذا النوع من المعلومات قد يحمل الناس على إساءة إسناد أحاسيس أساسية يومية شائعة على أنها ناشئة عن اللقاح، أو تسبب قلقاً وخوفاً يجعلان الناس في حالة تأهب مفرط للمشاعر الجسدية بشأن الآثار الضارة".

بعد تلقي الجرعة الثانية من اللقاح، وجد التحليل أن الآثار الضارة بين المجموعة التي أعطيت اللقاح الوهمي انخفضت إلى 32 في المئة بالنسبة إلى الأعراض العامة، و12 في المئة بالنسبة إلى الآثار في مكان الحقنة.

في المقابل، قال الباحثون إن المشاركين الذين تلقوا اللقاح الفعلي أبلغوا عن مكابدتهم قدراً أكبر من الآثار الجانبية، إذ أشار 61 في المئة إلى أعراض سلبية في الجسم عموماً، و73 في المئة من الآثار السلبية في موضع الحقنة.

قدرت الدراسة أن حوالى نصف الآثار الجانبية التي أبلغ عنها المشاركون بعد أخذ الجرعة الثانية مردها إلى تأثير "نوسيبو".

ولكن في حين تعذر على الدراسة تأكيد سبب التراجع النسبي في تأثيرات "نوسيبو" بين الجرعتين الأولى والثانية، يشتبه الباحثون في أن المعدل الأعلى للآثار الضارة في المجموعة التي تلقت اللقاح في المرة الأولى قد يدفع المشاركين إلى توقع مزيد من الأعراض في المرة الثانية.

ولكن مع ذلك، نصح العلماء أيضاً بالتريث عند تفسير النتائج. وقالوا إن العدد الصغير نسبياً من التجارب المشمولة في التحليل، والتباين الشديد بين التجارب يشكلان بعض أوجه القصور في الدراسة.

مثلاً، اعتمد بعض التجارب التي اشتملت عليها الدراسة أساليب مختلفة في تقييم الآثار الضارة عند المرضى الذين لديهم قوائم مرجعية مختلفة للأعراض، كذلك تضمنت التجارب أنواعاً مختلفة من لقاحات "أم آر أن أي" mRNA (المستندة إلى تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال")، والتي تعتمد على تقنية البروتين المؤتلف، وتلك القائمة على الناقل الفيروسي.

فيما يعتقد الباحثون أن نتائج الاستجابات العالية من "نوسيبو" ذات صلة بالرعاية الصحية اليومية، دعوا إلى النهوض بتحليلات تلوية [تجمع بين خلاصات عدد من الدراسات الإحصائية] أكبر تتفحص أكثر الدور الذي تؤديه الأسباب التي تفضي إلى ظهور الآثار الضارة المذكورة في الدراسة.

وخلص الدكتور كابتشوك إلى أن "النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن إحاطة الناس بإمكانية حدوث استجابات بفعل تأثير "نوسيبو" يمكن أن تساعد في خفض المخاوف بشأن التطعيم ضد "كوفيد- 19"، ما يقلل ربما من التردد في أخذ اللقاحات".

© The Independent

المزيد من