Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لابيد ينهي أمل المفاوضات: لا مشاورات سياسية مع الفلسطينيين

تعمل إسرائيل على تثبيت التهدئة ومنع انفجار الأوضاع ومراقبون: السلام ليس على جدول أعمال تل أبيب

الحكومة الإسرائيلية الحالية ليس على جدول أعمالها التوصل إلى اتفاق سلام (أ ف ب)

شكّلت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، الرافضة خوض مفاوضات مع السلطة الفلسطينية عند تولّيه رئاسة الحكومة الإسرائيلية العام المقبل، خيبة أمل للرئيس محمود عباس ودول عربية تعّول عليه لاستئناف عملية سلام جدّية بعد خروج نفتالي بينيت من الحكم.

لا للمفاوضات

وقال لابيد إن الحكومة الإسرائيلية التي تتكوّن من أحزاب سياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار "تشكّلت باتفاق على أنه لن تكون هناك مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين". لكنه شدد على تأييده "تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية والتنسيق الأمني معها والسماح للفلسطينيين بحياة اقتصادية (معقولة)، للحفاظ على خيار المفاوضات المستقبلية".

وكشف لابيد، الذي يرأس حزب "هناك مستقبل" من يسار الوسط، عن لقاءات يجريها مع مسؤوليين فلسطينيين بصورة أفضل من الأعوام الماضية، مضيفاً أن "العالم يتقبّل حقيقة عدم إجراء أي مفاوضات سياسية حالياً".

لكنه رفض الإقرار بموت حل الدولتين، مشيراً إلى "وجود خمسة ملايين فلسطيني تتوجب معالجة أمرهم بصورة تضمن مستقبل الأطفال الإسرائيليين".

وتعمل تل أبيب بدعم من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تقوية السلطة الفلسطينية وتحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين وتقليص الصراع ومنع انفجار الأوضاع، لكن من دون أفق سياسي لذلك.

وقوبل خروج رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو من السلطة بعد 12 عاماً بارتياح فلسطيني وعربي ودولي وحتى أميركي، إذ استأنف الفلسطينيون والأردنيون لقاءاتهم مع المسؤوليين الإسرائيليين، بخاصة وزير الدفاع بيني غانتس.

والتقى عباس بغانتس أواخر الشهر الماضي في منزله جنوب تل أبيب، قبل أن يسافر إلى العاصمة الأردنية عمان أمس الأربعاء، ليبحث مع الملك عبدالله الثاني "سبل الحفاظ على التهدئة الشاملة في الأراضي الفلسطينية، من أجل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين"، بحسب الديوان الملكي الأردني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خداع المجتمع الدولي

لكن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي هاجم نظيره الإسرائيلي، وقال إنه "يمارس خداع المجتمع الدولي بادعائه الحرص على حل الدولتين، مع أن الموقف الحقيقي عكس ذلك تماماً"، مضيفاً أن "سياسة حكومة بينيت أسوأ بكثير من نتنياهو".

وأردف، "المجتمع الدولي وقع في شرك لابيد" الذي أعطى انطباعات إيجابية بحرصه على المفاوضات، مشيراً إلى أن "وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أقنعوا أنفسهم بأن حكومة بينيت أكثر إيجابية من حكومة نتنياهو".

وفي حال استمر الائتلاف الحكومي بزعامة بينيت - لابيد، فإن الأخير سيصبح رئيساً للوزراء الإسرائيلي في الـ27 من أغسطس (آب) المقبل بموجب اتفاق بين أحزاب "هناك مستقبل" و"أبيض أزرق" و"يمينا" و"إسرائيل بيتنا" و"ميرتس" و"القائمة العربية الموحدة".

استراتيجية مضللة

واعتبر مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن يائير لابيد "غير مستعد للوفاء باستحقاقات التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، فضلاً عن استحالة ذلك في الحكومة الإسرائيلية الحالية"، مضيفاً "السلام ليس على جدول أعمال المجتمع الإسرائيلي الذي يترسخ ميله نحو اليمين منذ ثلاثين عاماً".

وأشار إلى أن تل أبيب وواشنطن وعمان والقاهرة والفلسطينيين "يدركون أنه لن تكون هناك مفاوضات سياسية جدّية خلال الأعوام المقبلة، لكنهم يعملون على تقوية السلطة الفلسطينية أمنياً واقتصادياً، خشية انفجار الأوضاع ونجاح حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في تصعيد الأمور في الضفة الغربية".

وأوضح الرنتاوي أن اللقاءات الإسرائيلية والمسؤوليين الفلسطينيين والأردنيين والمصريين ستتواصل بهدف "تثبيت التهدئة في الضفة وغزة ومنع انفجار الأوضاع والحفاظ على وجود سلطة قوية في الضفة الغربية".

لكنه شدد على أن "استراتيجية تعزيز صمود الفلسطينيين على أراضيهم من دون أفق سياسي، وتدفيع إسرائيل ثمن احتلالها سيسمح للأخيرة بمواصلة الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية"، واصفاً تلك الاستراتيجية بـ"المضللة إذا لم تقترن بمقاومة على الأرض".

وأضاف أن لقاء العاهل الأردني وغانتس يأتي "استكمالاً  للقاء الأخير بعباس، واجتماع القاهرة لوزراء خارجية ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمصر والأردن والسلطة الفلسطينية وجولة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في الشرق الأوسط".

وتابع الرنتاوي أن الأطراف كافة باتت تدرك "استحالة وجود مسار سياسي جدّي ينهي الاحتلال، لكنها لا تمتلك بدائل لذلك"، مضيفاً أنها "كمن دخل نفقاً ولا يعرف كيف يخرج منه".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير