Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سام-7" يستهدف الطائرات الإسرائيلية في سماء غزة

أدخل الخدمة بالعملية العسكرية في صيف 2014

أطلقت الفصائل الفلسطينية صاروخ أرض - جو صوب طائرات إسرائيلية (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

أثناء الرد الإسرائيلي على الصاروخين اللذين سقطا قبالة شواطئ تل أبيب الكبرى، وأطلقا من قطاع غزة، صباح السبت، الأول من يناير (كانون الثاني)، لم تتخذ الفصائل الفلسطينية دور المتفرج، وأطلق عناصرها قذائف أرض - جو، صوب طائرات الجيش المقاتلة التي كانت تشنّ غاراتها على مناطق متفرقة في القطاع، وكذلك فتحت نيران رشاشاتهم باتجاهها.

وأكدت حركة "حماس" أن عناصر الفصائل المسلحة لم تلتزم الصمت بشأن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت نقاطاً عسكرية وأراضيَ زراعية في غزة، ويقول الناطق باسمها، حازم قاسم، "التحية للرجال الذين تصدوا لطيران الجيش بالصواريخ والمضادات الثقيلة".

ولم تنفِ إسرائيل ذلك، بل أكد الجيش تعرض إحدى مقاتلاته للنيران، ولفت الناطق باسمه أفيخاي أدرعي إلى أن الطائرات الحربية تعرضت لصاروخ أرض - جو مضاد للطيران، خلال هجومها على القطاع، من دون تسجيل إصابات أو أضرار.

اعتراض مهمة الطيران

ونفذت إسرائيل، في ساعات مبكرة، من صباح الأحد، الثاني من يناير، سلسلة غارات على غزة، بعد سقوط صاروخين على تل أبيب أطلقا من القطاع نتيجة خلل فني بسبب البرق وسوء الأحوال الجوية، كما تقول الفصائل، وعلى الفور تدخَّل الوسطاء المصريون لمحاولة عدم انجرار المنقطة لعملية عسكرية، بعد أن عزم الجيش الإسرائيلي على الرد عسكرياً، ودعا الوسطاء إسرائيل والفصائل الفلسطينية لوقف الأعمال العدائية والالتزام بوقف إطلاق النار الساري منذ مايو (أيار) 2021.

وحينها، أبلغت حركة "حماس" الوسطاء أنه إذا شنت إسرائيل غارات على القطاع فإن للفصائل حق الرد، وبالفعل نفذت ذلك، إذ بحسب المعلومات المتوافرة، فإن وحدات الدفاع الجوي للفصائل المسلحة أطلقت، الأحد، الثاني من يناير، قذيفتين على الأقل من نوع "سام-7" المضاد للطيران صوب الطائرات المقاتلة الإسرائيلية أثناء محاولتها تنفيذ هجوم على أحد مواقع التدريب العسكري التابعة لكتائب "القسام" الجناح المسلح للحركة.

وعلى الرغم من تعرض الطيران الإسرائيلي لمحاولة اعتراض مهامه واعتراف الجيش بذلك، فإن رئيس الوزراء نفتالي بينت اكتفى بالتهديد، قائلاً، "كل الحكايات الحمساوية عن البرق والرعد التي تتكرر خلال كل فصل شتاء لا تنطلي علينا، فمن يوجه الصواريخ صوب إسرائيل يتحمل المسؤولية".

تثبيت معادلة القصف بالقصف

وفي الواقع، جاءت صواريخ المضادات الأرضية لتثبيت معادلة متبادلة اتبعتها إسرائيل كما "حماس" والفصائل الأخرى، بأن القصف من أو على غزة يقابله قصف، فإذا شنّ الجيش غارات على القطاع، فإن الفصائل تعطي نفسها الحق في الرد بقصف على مدن إسرائيلية، والعكس صحيح، وأكد ذلك الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم أن القوة هي أفضل علاج للقوة.

وليس هذا الاستخدام الأول للقذائف أرض - جو في قطاع غزة، بل أدخلتها كتائب "القسام" الخدمة أثناء العملية العسكرية التي شنّها الجيش على القطاع صيف 2014، وأعلن الجناح المسلح لحركة "حماس" أكثر من مرة أنه حقق، عبر مضادات الطيران، مفاجآت تمثلت في إصابة مروحية إسرائيلية وإجبارها على الهبوط، وإسقاط طائرة استطلاع مقاتلة، من دون الإشارة لتواريخ هذه الأحداث، واعترف الجيش بأنه، في تلك العميلة، تعرضت طائراته لنحو 10 صواريخ كتف من نوع "ستريلا" مضادة للطائرات، لكن من دون أن يلحق بالمقاتلات أي ضرر في تلك العملية العسكرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأثناء عرض عسكري لكتائب "القسام"، كشفت الفصائل في غزة عام 2013، لأول مرة، عن امتلاكها قذائف "سام-7" بجانب أسلحة رشاشة خفيفة بينها بنادق قنص وقذائف "آر بي جي" المضادة للدروع، وأسلحة أخرى مثبتة على سيارات دفع رباعي.

"سام-7"

وقذيفة "سام-7"، وتُعرف باسم "السهم"، هي نظام صاروخي محمول على الكتف، ويُعد ضمن منظومة الصواريخ أرض - جو، والتي تستخدم لاستهداف الطائرات والمروحيات التي عادة ما تحلق على ارتفاعات منخفضة، وهذا النوع معروف لدى دول العالم باسم "ستريلا-2" الذي أنتجه الاتحاد السوفياتي سابقاً.

ويقول الباحث في الشؤون العسكرية اللواء المتقاعد واصف عريقات، إن قذيفة "سام-7" سلاح قديم مصنوع في ستينيات القرن الماضي، وربما لا يؤثر على الطائرات الإسرائيلية الحديثة، ولكن إدخال الفصائل هذه النوعية من الصواريخ المضادة للطيران يقلق تل أبيب، كونه يصيب المقاتلات التي تحلق على مسافات لا تزيد على أربعة كيلومترات، واستخدامه يعني أن هناك محاولة جدية لدى الفصائل لامتلاك هذا السلاح.

وعلى الرغم من أن صاروخ "سام-7" قديم نسبياً، فإنه لا يزال يستخدم حتى اليوم، ولكن يبدو أن النوع الذي أطلقته الفصائل قد يكون صناعة محلية داخل قطاع غزة، وأجريت عليه تعديلات وتطويرات جعلته أكثر فاعلية، ووصفه متحدث حماس حازم قاسم بالصاروخ المضاد الثقيل.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، مخيمر أبو سعدة، إن استخدام الفصائل الصواريخ الأرض جوية يعد رسالة تحذير لإسرائيل من أنها تمتلك كثيراً من أدوات الهجوم التي تستطيع من خلالها إدارة أي عملية عسكرية مقبلة، لكن أبو سعدة استبعد أن تنجح هذه القذائف في ردع الطيران الحربي المقاتل من قصف مناطق ومواقع عسكرية في القطاع، كون إسرائيل تمتلك ترسانة عسكرية قوية وحديثة، لافتاً إلى أن صاروخ "سام-7" لا يؤثر على طائرة من نوع "إف-35"، التي عادة ما يستخدمها الجيش في عملياته وتحلق على ارتفاعات عالية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط