Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لهذه الأسباب لا تستدعي متحورة "آي أتش يو" القلق

السلالة التي رصدت في فرنسا ظهرت قبل نظيرتها "أوميكرون" ولكنها خلافاً لها لم تتفشَّ عالمياً

ما كاد قطاع النقل الجوي يتعافى حتى عصفت به متحورات كورونا فعمّ الخواء مطارات كثيرة (رويترز)

يوم جديد، ومتحورة جديدة من "كورونا". بينما كان رد الفعل تجاه "أوميكرون" فورياً ومشوباً بخوف وقلق حقيقيين، لم يبدِ علماء كثر أي اهتمام إزاء رصد سلالة أخرى من الفيروس في جنوب شرقي فرنسا.

نظرياً، يبدو أن هذه المتحورة "بي.1.640.2" B.1.640.2 [تعرف أيضاً بالحروف الثلاثة "آي أتش يو" IHU] تنطوي على مشاكل. على شاكلة "أوميكرون"، طرأت عليها طفرات جينية متعددة، تحديداً 46 طفرة في المجموع، يتمركز كثير منها في البروتين "الشوكي" spike protein، الجزء المسؤول عن ولوج الفيروس إلى الخلايا البشرية.

ولكن في الحقيقة، ظهرت هذه المتحورة قبل "أوميكرون"، بيد أنها لم تنتشر عالمياً على المنوال نفسه.

يبدو أن "رادارات" العلماء رصدتها للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، آنذاك أدرجت الحالة المتسلسلة الأولى من "بي.1.640.2" من العاصمة الفرنسية باريس في لائحة "المبادرة العالمية لمشاركة جميع بيانات الإنفلونزا" المعروفة باسم "غيسيد" Gisaid [علماً أنها قاعدة بيانات مفتوحة المصدر متاحة أمام المستخدمين على الإنترنت خصوصاً بسلالات فيروسات الإنفلونزا وكوفيد].

بعد مضي ثلاثة أسابيع من إبلاغ "غيسيد" بالحالة المتسلسلة الأولى من "بي.1.640.2"، شهدت القاعدة عينها تحميل [إدراج وإضافة] التسلسل الأول من "أوميكرون"، تحديداً في 22 نوفمبر الماضي، وسرعان ما انتشرت بعد ذلك في شتى أنحاء العالم، لتبلغ جميع القارات الست بحلول مطلع العام الجديد.

ولكن على النقيض من "أوميكرون"، لم تصل عدوى "بي.1.640.2" سوى إلى مجموعات صغيرة متفرقة من الناس، كما رأينا في جنوب شرقي فرنسا حيث أصيب 12 شخصاً بالمتحورة، وفق دراسة لم تخضع لمراجعة علماء نظراء صدرت قبل الاحتفال بعيد الميلاد الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"الحالة الدالة" [المريض رقم صفر]، بمعنى أول شخص رصدت إصابته في قلب مجموعة، من متحورة "بي.1.640.2" كان قد أخذ اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19" وعاد إلى فرنسا قادماً من الكاميرون، وذلك قبل ثلاثة أيام من حصوله على نتيجة موجبة [تأكيد الإصابة] في فحوص الكشف عن "كورونا". تزعم الدراسة أنه عانى أعراضاً "خفيفة" في الجهاز التنفسي قبل يوم من تشخيص إصابته.

ولكن مع ذلك، عندما بحث العلماء عميقاً في بيانات الجينوم الخاصة بالكاميرون، لم يعثروا بينها على أي تسلسلات جينية لمتحورة "بي.1.640.2"، ما يدل على أن الأخيرة لم ترصد في البلد حتى الآن، أو أنها نشأت في مكان آخر.

ربما يعزى ذلك إلى لقاء عابر حدث في المطار بين المسافر الفرنسي وشخص ما مصاب بمتحورة "بي.1.640.2". ببساطة، لا علم لدينا بالسبب في الوقت الراهن.

ولكن مهما يكن، لم تقرع نواقيس الخطر بعد تجاه هذه المتحورة تحديداً.

توم بيكوك، عالم متخصص بالفيروسات في جامعة "إمبريال كوليدج" imperial College في بريطانيا، ذكر في تغريدة له على "تويتر" أن "بي.1.640.2 لا تستدعي أن يعترينا قلق كبير بشأنها حالياً. لقد حظيت هذه المتحورة بفرصة جيدة للتسبب بمشاكل، لكنها لم تقتنصها [تحدث] مطلقاً".

كانت متحورات أخرى قريبة جداً إلى "بي.1.640.2" تنتقل من شخص إلى آخر أيضاً طوال أسابيع، وقد صارعت أيضاً كي تترك تأثيراً ما، إنما من دون جدوى.

ولكن لماذا أخفقت هذه المتحورة في الانتشار خلافاً لنظيرتها "أوميكرون" على الرغم من عدد الطفرات العالية التي تعرضت لها؟ لا يسعنا هنا إلا التكهن.

على الرغم من أن "بي.1.640.2" تفيض بأعداد كبيرة من الطفرات الجينية نفسها التي رصدت في المتحورات السابقة المثيرة للقلق من "كورونا"، فإن أموراً كثيرة مرهونة بالكيفية التي تندمج فيها تلك الطفرات مع بعضها بعضاً كي تصوغ الخصائص التي يحملها الفيروس.

ربما مرد ذلك إلى أن بعض الطفرات الجينية تحد من مهارة الفيروس في الدخول إلى خلايانا أو التكاثر، ما يعوق قدرته على التفشي بسرعة بين الناس.

البيانات المتوفرة حول "بي.1.640.2" ليست قاتمة، وإلى أن يحصل العلماء على المزيد منها، لن يكون في مقدورهم على الأرجح تقديم إجابة واضحة عن السبب الذي حال دون سيطرة هذه المتحورة تحديداً.

أن تستمر الأمور على المنوال نفسه، يعني أنها ستصل إلى خواتيم جيدة في نهاية المطاف. حالياً، تعتبر "أوميكرون" المتحورة الرئيسة المثيرة للقلق. وإن لم يطرأ تغيير واضح على المشهد لسبب ما، يجب أن تكون المحور الرئيس لاهتمامنا ومساعينا العلمية، في الأسابيع المقبلة.

© The Independent

المزيد من صحة