Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيروس كورونا في حلته الجديدة منزوع السلاح؟

يبدو أن فيروس كوفيد-19 لن يندثر وستكتب له حياة مديدة ولكنه لن يعود مميتاً وكأن الفيروس أضحى في متحورته الأخيرة "منزوع الشوكة"

إذا لم يعد الفيروس العتيد بالغ الخطورة انضم إلى مصاف فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا الموسمية والرشح (أ ف ب)

 "أوميكرون أشد عدوى وأقل خطورة". "لا دليل حتى الآن يثبت أن أوميكرون أقل خطورة من "دلتا". مثل هذه العناوين تصدر الصحف والمواقع الإلكترونية. ولكنها كانت متناقضة على الرغم من صدورها عن مراجع علمية وكبار العلماء. فتارة نقع على توكيد بأن المتحورة الجديدة من فيروس كورونا أقل خطورة وتارة أخرى نلقى علماء يقولون ألا دليل على أنها أقل خطورة. وهذا التناقض في شطر منه يعود إلى أن البشرية ربما للمرة الأولى في الوقت الحديث أمام "بث حي"، إذا جازت العبارة، للفيروس وعملية رصد متحوراته وتتبع أطوارها وأحوالها. ففك شيفراته الجينية لم تستغرق عقوداً شأن غيره من الأمراض والفيروسات، ولم تمض أشهر قليلة على ظهوره حتى نشرت بكين جينوم هذا الفيروس. وعلى الرغم من الانتقادات إلى ركون العالم في مواجهة "كوفيد -19" إلى إجراءات من عصور مضت، من قبيل الحجر والإغلاق العام والكمامة الإلزامية، سرعان ما طوّرت لقاحات لمواجهته بعضها حمل فتحاً علمياً يؤذن بمرحلة جديدة من سبل مواجهة الأمراض العضال والمزمنة بالاعتماد على مرسال أر أن آي أو "مرسال الرنا"، وبعض آخر منها يحتذي على فصل "تقليدي" من اللقاحات، أي تلك التي تسعى إلى بث مناعة في جسم المعرض للفيروس من طريق تعريضه إلى جزء "منزوع السلاح" من الفيروس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والقول إننا أمام "بث حي" للفيروس وأطواره ومتحوراته يجد مسوغاً له حين مقارنته بجائحة فيروس "نقص المناعة البشرية" في ثمانينيات القرن الماضي. فعلى سبيل المثل، حين اندلعت جائحة الإيدز في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، قضى المئات جراء الإصابة بهذا الفيروس من طريق عمليات نقل دم ملوث. فالفحوصات المخبرية لم تكن مخولة رصد الفيروس. ولم تقع هذه الإصابات والوفيات في دول العالم الثالث فحسب بل وقعت في فرنسا على سبيل المثل في النصف الأول من الثمانينيات، وفي الصين كذلك قبيل "صعودها". وبين 1980 و1985، أصيب في فرنسا نحو 1200 مريض هيموفيليا (الناعور)- وهو استناداً إلى تعريف "مايو كلينك" اضطراب نادر يتسبب في عدم تجلط الدم على نحو طبيعي بسبب نقص البروتينات اللازمة لتجلط الدم- في عمليات نقل دم ملوثة بالفيروس. وقضى مئات منهم. وفي الفترة عينها، انتشرت حالات مماثلة في الصين في أوساط فقراء أصحاء بعدما "تبرعوا" بدمائهم مقابل بدل مادي. وما أغرهم هو مبالغ صغيرة لسد رمق صغارهم. ولكن إبراً ملوثة نقلت إليهم الفيروس القاتل. وكان وقع هذه الحوادث وقع الكارثة في عدد من القرى الصينية حيث راح ضحيتها جيل من الآباء والأمهات.

ويعود التناقض الآنف الذكر كذلك إلى أن العلوم في جوهرها لا تستند إلى حقيقة ثابتة مطلقة شأن الفيروس نفسه المتحور والثابت في آن. فالحقيقة العلمية متغيرة.

ولكن إذا صح أن "أوميكرون" شديدة العدوى ولكنها معتدلة وأقل خطورة من متحورات أخرى من فيروس "كوفيد -19"، فهل يؤذن ذلك بطي صفحة الجائحة على ما توقعت مجلة "إيكونوميست" وموقع "سي أن أن". فعنوّن الثاني "ليست جائحة أبدية" وكأنه يرد على مقالة نشرتها "فورين أفيرز" بعنوان "الفيروس الأبدي". فإذا لم يعد الفيروس العتيد بالغ الخطورة انضم إلى مصاف فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا الموسمية والرشح. فالفيروس "لن يموت" على قول مجلة "إيكونوميست" بل ستكتب له حياة مديدة ولكنه لن يعود مميتاً وكأن الفيروس أضحى في متحورته الأخيرة "منزوع الشوكة".

"منزوع الشوكة"

في سبيل تفسير الإصابات "المعتدلة" التي لا تستدعي في الأغلب دخول المستشفى، لاحظ علماء أميركيون وألمان أن المتحورة جديدة لا تعصف بالرئتين شأن المتحورات السابقة. وفي وقت أول عزا علماء "اعتدال" "أوميكرون" إلى تفشيها في أوساط الشباب خصوصاً، وكأنها متحورة أكثر ديمقراطية من أسلافها فتصيب الشباب، ومناعتهم أقوى من الفئات الأكبر سناً، والمسنين على حد سواء. ورأى علماء آخرون أن "اعتدالها" سببه حصانة توفرها اللقاحات، فلا تصيب المتحورة الجديدة بمقتل "المحصنين".

ولكن دراسات على الفئران وقوارض الهامستر نشرها تقرير صادر عن علماء أميركيين وألمان في 29 ديسمبر (كانون الأول)، رصدت أن "أوميكرون" تلحق ضرراً بالرئتين أقل مما تفعل المتحورات السابقة التي تصيب الرئتين بجروح وتؤدي إلى تعثر عملية التنفس.

وهذه الخلاصات غير نهائية على ما ينبه علماء من هونغ كونغ، وهم يشيرون إلى الحاجة إلى دراسات أخرى قد تشمل القردة وأنوف بعض المصابين بأوميكرون، قبل الجزم في حال المتحورة الأخيرة من فيروس "كوفيد-19".

المزيد من علوم