Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبادرة مجتمعية لإيواء الكلاب الضالة ورعايتها في غزة

تقدم جمعية "سلالة" أطرافاً صناعية وكراسي متحركة للحيوانات المصابة بالشلل وبتر الأطراف

تُصنع الأطراف الصناعية للكلاب من المعادن المُعاد تدويرها (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

عبر الهاتف قال أحدهم بنبرة قلقة إلى سعيد "لدينا حالة صعبة، هل يمكنك الحضور لعلاجه وإيوائه؟" لم يسأل الرجل عن هوية مريضه، جهز حقيبته بكل مستلزمات الإسعاف الأولى، والعلاجات الطارئة، وانطلق.

كان سعيد، الذي يعمل في ملجأ "سلالة لإيواء وحماية وحفظ الحيوانات" داخل قطاع غزة، يعتقد أنه سيجد مجموعة من القطط تعاركت، وسببت جروحاً لبعضها، أو ربما كلباً لم يسلم من أذى المارة. لكنه وجد كلباً ملقى على جانب الطريق من دون أقدام سفلية، ولا يقوى على الحركة.

مأوى "سلالة"

يقول سعيد، الذي تلقى دورات لترويض وعلاج الحيوانات في روسيا، "تساءلت في نفسي ما الذي حصل للكلب، ليس حادث سيارة، ولا يبدو أنه تعرض للضرب من أحدهم"، بسرعة حقنه إبرة مسكن للآلام، وأخذه معه إلى المأوى.

 

في مأوى "سلالة"، الذي يساعد سعيد في إدارته، يوجد نحو 400 كلب، ونحو 500 قطة، من جميع الأحجام والأنواع والأعمار، ويدار بعيداً عن الدعم الرسمي والحكومي، ويقدم للحيوانات الضالة فيه الرعاية الصحية والعلاجية والغذائية وصناعة وتركيب الأطراف الصناعية. ويقوم على رعايتهم نحو 20 فرداً.

ويعد ملجأ "سلالة" المكان الوحيد لإيواء الحيوانات الضالة في غزة، وبدأ عمله في القطاع عام 2015، بدعم فردي وبمساعدة من وزارة الزراعة التي تديرها حركة "حماس"، لكنه توقف عن العمل لنقص التمويل، وفي عام 2018 عاد نشاطه من جديد أيضاً بدعم وتمويل فردي.

يعالج الكلاب والقطط

يعمل فريق "سلالة" ليل نهار من أجل إنقاذ ورعاية الحيوانات الضالة، ويخصصون جزءاً من مهامهم لتجبير كسور الكلاب والقطط التي تعرضت إلى أذى أو جروح نتيجة حادث سير، واعتداء بشري، وأهم من ذلك أنهم يصنعون لتلك التي تعرضت لبتر في أقدامها أطرافاً صناعية تساعدها على استعادة قدرتها على الحركة والركض من جديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يشرح سعيد، "يستقبل الملجأ الكلاب والقطط الضالة بشكل يومي، ويتم تبليغنا من المواطنين عن الحيوانات المريضة أو المصابة لاحتوائها، ولكل حيوان قصته الخاصة، وعادة ما تكون تلك الكلاب قد تعرضت لبتر أحد أطرافها نتيجة تعرضها لحوادث مختلفة، إلى جانب تلك الإصابات التي سجلت خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة".

ويعتمد سعيد في صناعة الأطراف الصناعية للكلاب المصابة بالشلل وبتر الأطراف على المعادن المعاد تدويرها، وعلى عجلات الدراجات الهوائية الخاصة بالأطفال، وقبل تركيبها للحيوانات يعملون على تدريبها وتأهيلها بشكل احترافي حتى تصبح قادرة على استيعاب جهاز جديد على جسدها.

أطراف صناعية وكراسي متحركة

وبحسب مأوى "سلالة"، فإن لديهم 64 كلباً وقطة من ذوات الإعاقة، 32 منها لديها أطراف صناعية من الخشب والمعدن والعجلات المعاد تدويرها، يقول سعيد إنهم "يعملون على تجهيز كراسي متحركة لنحو 12 كلباً مشلولاً".

 

الطرف الصناعي، الذي صنعه سعيد متصل بإطار معدني به عجلات عربة ألعاب أطفال، ويضع الكلب داخله ساقيه بشكل مريح، ثم ينطلق للعب والركض. لافتاً إلى أنهم يعانون ندرة المواد التي تساعدهم في صناعة الأطراف والكراسي المتحركة الخاصة بالحيوانات، ويقتصر عملهم على تحويل ألعاب الأطفال والأحزمة المخصصة للحيوانات إلى كراسي تساعد القطط والكلاب على السير من جديد.

يؤمن أصحاب الملجأ بعملهم، ويصرون على مواصلة مساعدة الحيوانات على الحركة رغم جميع التحديات التي تعيق ذلك في غزة، واستكمالاً لعملهم يجهز سعيد جوازات سفر لثلاثة كلاب للسفر إلى كندا، إذ تبناهم زائر في أثناء وجوده في القطاع ضمن مهمة عمل.

واقع مأساوي

يقول الطبيب البيطري معتصم قدورة، إن الوضع الطبي البيطري "مأساوي في قطاع غزة، ونفتقر لجميع الأجهزة والمعدات الصحية والأدوية، لذلك نستخدم جهاز الأشعة البشري ومسامير البلاتين المخصصة لتثبيت عظام الأطفال عند معالجة الحيوانات".

وفي محاولة لإنقاذ الحيوانات، نقلت منظمة "فور باوز العالمية" FOUR PAWS International حيوانات ثلاث حدائق من قطاع غزة، إلى محميات طبيعية في دول أخرى، يقول مدير مشاريعها أمير خليل، إنهم أنقذوا حيوانات وطيوراً من خطر النفوق داخل غزة، التي لا تتوفر فيها بيئة ملائمة لضمان حياتهم.ويضيف خليل، "نتيجة الظروف التي تمر بها غزة، من عدم توفر الأدوية اللازمة وفرق بيطرية مدربة، نفقت حيوانات عدة مرات في القطاع"، لافتاً إلى أنهم "سيعملون على إنشاء محمية طبيعية لتعيش فيها الحيوانات البرية، ولتكن مكاناً ملائماً لهم، بدل العيش داخل أقفاص صغيرة كالسجناء".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات