Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعديل حكومي مرتقب في اليمن يطال مناصب عسكرية واقتصادية

قالت مصادر لـ"اندبندنت عربية" إن التغييرات ستطال عدة حقائب بينها وزيرا الدفاع والداخلية في ظل اشتداد المعارك في البلاد

تعديلات مرتقبة في عدد من الحقائب الوزارية اليمنية (غيتي)

غادر رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، مطلع الأسبوع الجاري، العاصمة المؤقتة عدن إلى الرياض، في زيارة مفاجئة التقى خلالها نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، ناقش فيها الأوضاع العسكرية والاقتصادية.

ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية، فقد بحث الطرفان "مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية في مختلف المجالات، وفي مقدمتها المعركة المصيرية ضد مشروع إيران الدموي في اليمن، وتوحيد الجهود والصف الوطني للانتصار في هذه المعركة الوجودية، والمضي في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض".

وتم التأكيد خلال اللقاء على "تعزيز التنسيق لإسناد المعركة في إطار الدعم المستمر من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية".

أتى ذلك بالتزامن مع إجراء تعديل جديد في الحكومة اليمنية سيشمل عدداً من الحقائب، على رأسها الدفاع والداخلية والمالية وعدد من رؤساء المحافظات.

40 عملية استهداف

تأتي هذه التعديلات في وقت تشهد في البلاد تصعيداً كبيراً في الغارات الجوية لتحالف دعم الشرعية في اليمن ضد ميليشيات الحوثي على جبهات القتال شرقي اليمن. 

إذ أعلن التحالف عن مقتل 250 عنصراً من ميليشيات الحوثي في محافظتي مأرب والجوف شمال شرقي اليمن، خلال 24 ساعة. 

كما تأتي هذا التطورات بالتوازي مع تصعيد الحوثيين هجومهم الضاغط على مأرب، الذي دخل شهره العاشر، في محاولة للسيطرة على المدينة النفطية.

وأفاد التحالف في بيان مقتضب، بأنه نفذ 40 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في المحافظتين خلال الـ24 ساعة الماضية، ودمر 29 آلية عسكرية خلال العمليات.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلانه، أمس الإثنين، تنفيذ ضربات جوية دقيقة ومحدودة لأهداف عسكرية مشروعة في مطار صنعاء، مؤكداً أن الأهداف شملت 6 مواقع منها مخازن للطائرات المسيرة والمفخخة.

القانون الإنساني العرفي

وفيما أكد، أمس، اتخاذه كافة الإجراءات القانونية لإسقاط الحماية عن بعض المواقع داخل مطار صنعاء الدولي، أعلنت ميليشيات الحوثي، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين 20 ديسمبر (كانون الأول)، خروج المطار الدولي الذي تديره وتقتصر رحلاته على المنظمات الدولية والإنسانية، عن الجاهزية، عقب تعرضه لسلسلة غارات جوية شديدة.

واستند تحالف دعم الشرعية في بيانه إلى "الفقرة 2 من المادة 52 من البروتوكول الإضافي الأول، والقاعدتين 7 و8 من القانون الدولي الإنساني العرفي، كأساس لتنفيذ العملية العسكرية المحددة والدقيقة ضد أهداف مشروعة في مطار صنعاء".

وفي وقت سابق، نشر التحالف مقطع فيديو يوثق جزءاً من عمليات تحويل جماعة الحوثي مطار صنعاء الدولي، المتوقف عن العمل منذ عام 2016 سوى عن الرحلات الأممية، إلى ثكنة عسكرية تستخدمه الجماعة الموالية لإيران لإطلاق عملياتها العدائية ضد المدنيين في الداخل اليمني ومدن الجارة السعودية.

ويظهر الفيديو الذي بثه التحالف، قيام عناصر حوثية بتجارب واختبارات على إحدى وحدات المنظومات الصاروخية، عبر استخدام إحدى الطائرات الأممية أثناء هبوطها وإقلاعها من مطار صنعاء الدولي لإجراء التجارب الأولية لاختبار فاعلية المنظومة، واعتبار الطائرة الأممية هدفاً جوياً متحركاً في محاكاة حية لسيناريوهات الاعتراض والتدمير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الآونة الأخيرة كثف تحالف دعم الشرعية من عملياته العسكرية المساندة لتحركات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية على الأرض تزامناً مع اقتراب الميليشيات الحوثية من مدينة مأرب المركز الإداري للمحافظة النفطية وآخر معاقل الحكومة الشرعية شمالاً.

جسر جوي

وسبق أن اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي باستخدام مطار صنعاء لاستقبال السلاح والخبراء الإيرانيين بعيد اجتياحهم المدينة، بعد أن أقامت جسراً جوياً على مدى عام 2014، بمعدل 28 رحلة جوية أسبوعياً من طهران إلى صنعاء عبر الخطوط الجوية الإيرانية "ماهان إير".

وفي الثالث من الشهر الحالي، اعترفت إيران مجدداً، بدعمها الصريح لميليشيات الحوثي في اليمن.

ووصف قائد فيلق قدس الذراع الدولية للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، الحوثيين بأنهم "أولاد ثقافة المقاومة" في إشارة إلى الميليشيات التي تدعمها إيران في عدد من البلدان العربية منها لبنان والعراق وسوريا.

وقال قاآني، إن "الحوثيين لم يملكوا في السابق غير أسلحة من نوع كلاشينكوف، لكنهم قاتلوا خلال السنوات الماضية بشكل جميل، إنهم يصنعون الآن صواريخ يصل مداها إلى أكثر من ألف كيلومتر، وكذلك طائرات من دون طيار".

الجيش مهاجماً

وفيما الجو يشعل غضبته ضد الميليشيات الحوثية، تحتدم المعارك التي تتخذ طابع الكر والفر على الأرض في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب الغنية بالنفط، والجبهات الشمالية لمحافظة الجوف، المحاذية لها، عقب هجوم مضاد للجيش اليمني والمقاومة الشعبية، لاستعادة المواقع التي خسرتها لمصلحة الحوثيين خلال الأسابيع الماضية، وهي المرة النادرة التي يبادر فيها الجيش بالهجوم بعد أن ظل على مدى الأشهر الماضية يتخذ نهج الدفاع المستميت لمنع أنساق الميليشيات المهاجمة. 

ووفقاً للضابط في التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية الثالثة، شاجع بحيبح، فقد شنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوماً واسعاً على مواقع تمركز الميليشيات الحوثية في مناطق "الأعيرف" و"اللجمة".

وقال بحيبح، إن الهجوم جرى بتغطية جوية وتنسيق فاعل ومركز لمقاتلات التحالف العربي، أسفر عن مقتل وإصابة عشرات العناصر الحوثية، إضافة إلى تدمير عدد كبير من العربات والآليات العسكرية وقتل من كان فيها.

اشتعال الجوف 

وفي محافظة الجوف (شمال البلاد) التي شهدت جبهاتها عودة المواجهات عقب فترة من الهدوء، أعلن الجيش اليمني، "دحر مجاميع حوثية من عدة مواقع غرب منطقة اليتمة"، وهي منطقة قالت الميليشيات الحوثية، إنها قد سيطرت عليها، أول أمس الجمعة.

وقال في بيان صادر عن الجيش اليمني، إن المعارك والغارات الجوية لمقاتلات التحالف، الذي تقوده السعودية، أسفرت عن مقتل 45 عنصراً حوثياً على الأقل وعشرات الجرحى، فضلاً عن تدمير 5 دوريات ومدفعين عيار 23. 

يذكر أنه مضى قرابة السبعة أعوام على الحرب في اليمن بين الحكومة الشرعية التي يساندها منذ عام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين سيطروا على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، من بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي