Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المرزوقي على خط الصراعات المغاربية

الرئيس التونسي الأسبق أصبح لا يفوت أي مناسبة للتهجم على الجزائر وهو يستهدف توتير العلاقات بين البلدين

منصف المرزوقي خلال زيارة سابقة إلى الجزائر واللقاء مع الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (الإذاعة الجزائرية)

عاد الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي ليثير الجدل بعد تصريحات يتهم فيها الجزائر بدعم بلاده تونس مقابل موقف من الصحراء الغربية، وعلى الرغم من أن الرجل بات يعرف عنه تصريحاته الإعلامية المثيرة للجدل، غير أن محاولته "الوقيعة" بين تونس والجزائر خلقت جواً مشحوناً.

تصريحات صادمة لكنها ليست مفاجئة

وأوضح المرزوقي أن الدعم الجزائري الأخير للرئيس التونسي قيس سعيد الرئيس يدخل في إطار الصراع مع المغرب.

وتابع الرئيس التونسي الأسبق، أن "قيس سعيد لديه الآن دعم من الجزائر وهو برأيي دعم يدخل في إطار الصراع المغربي الجزائري، وأنا أتمنى ألا تدخل تونس في هذه المسألة"، مبرزاً أنه خلال توليه الرئاسة كانت تونس تأخذ الحياد الإيجابي في هذه القضية، مضيفاً "يجب عليها أن تلعب على سد الثغرات ومصالحة الشقيقين وليس الاصطفاف مع طرف ضد الآخر".

"اتحاد المغرب العربي"

وتعليقاً على اتهامات منصف المرزوقي، يؤكد الناشط السياسي التونسي، رشيد ترخاني، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن موقف المرزوقي يأتي في إطار المحافظة على كيان "اتحاد المغرب العربي"، إذ يرى أن الصحراويين هم بمثابة رهائن خيار سياسي خاطئ، وأن مطلب الانفصال الصحراوي عن المغرب وهم يبيعه النظام الجزائري للصحراويين، ولن يؤدي هذا الوهم إلا إلى حرب طاحنة بالمنطقة لن يسلم منها أحد.

ويضيف ترخاني، بخصوص سعي المرزوقي لتحقيق تطلعات شعوب المغرب العربي في حين لم يتمكن من الاستجابة لتطلعات التونسيين خلال عهدته الرئاسية، "المرزوقي كان رئيساً مؤقتاً، وقد حكم في فترة حساسة حيث كان المسار مهدداً بالانفجار في أية لحظة، والبلد على شفا الانهيار". وقال "صحيح أن المرزوقي لم يستطع تحقيق ما كان يصبو إليه الشعب التونسي لكن يحسب له حفاظه على عدة مكاسب"، وختم أنه لطالما وصف المرزوقي بأنه رجل المغرب، لكن الحقيقة أن النظام الجزائري كذلك كانت له تحفظات على توجهات المرزوقي، ربما لموقفه الرافض للتدخل الجزائري في الشأن التونسي، الذي يعتبره المرزوقي سيئاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الحياد

من جانبه، يعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الجزائري، عبد القادر عبد العالي، أن "ما يريده المرزوقي من الجزائر أن تقف على الحياد وأن لا تؤيد ما يعتبره نظام قيس سعيد الانقلابي". وقال إن "خصوم سعيد يرون بأن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتونس واللقاء مع سعيد وتقديم قرض رمزي، هي دعم للشرعية الدولية والإقليمية للرئيس التونسي وإضعاف للمعارضة".

ويستبعد عبد العالي أن يكون الرئيس التونسي الأسبق بصدد قيادة معركة بالوكالة ضد الجزائر، وأوضح أنه لا توجد مؤشرات قوية على ذلك سوى التصريحات الناقدة، مشدداً على أن هناك محاولات لتصوير المشهد على أنه يرتبط بتحالفات مع المغرب، وأبرز أن من مصلحة المعارضة التونسية والمرزوقي عدم الاصطفاف ضد الجزائر.

تقارب جزائري - تونسي

بالمقابل، تعتقد أستاذة العلاقات الدولية، الجزائرية مريم كريمي، أن المرزوقي الذي يقيم في باريس والذي تربطه علاقات وثيقة مع المغرب، صدرت ضده مذكرة توقيف دولية على خلفية طلبه من جهات أجنبية التدخل في الشأن الداخلي التونسي، ومن ثم فإن أي تقارب جزائري - تونسي أو أية مبادرة من الجزائر لدعم تونس على تجاوز أزماتها سيتم التهجم عليها من الأطراف التي لا ترغب في تعافي تونس وعودتها للعب دورها كفاعل مؤثر في العلاقات المغاربية والإقليمية. موضحة أنه ليس من مصلحة فرنسا كما ليس من مصلحة المغرب ومن خلفها إسرائيل أن يتحول التوافق والتعاون الجزائري - التونسي إلى تكتل قد يشكل نواة صلبة في مسار رسم العلاقات المغاربية والأورومغاربية.

إحراج وترقب 

ويبدو أن المرزوقي يستهدف توتير العلاقات بين بلاده والجزائر، بعد أن أصبح لا يفوت أي مناسبة للتهجم على الأخيرة، فقد وصف النظام الجزائري في عدة مناسبات بـ"الفاسد"، كما وجه كلاماً صادماً خلال الحراك الشعبي الجزائري، حين كتب في منشور على "فيسبوك"، أن الجزائر مقسومة إلى قسمين، جزائر الحراك وجزائر الجنرالات، مشدداً على أن الأخيرة أساءت لشعبها كما أساءت لتونس. وقال إن "خروج الشعب الجزائري العظيم 53 أسبوعاً على التوالي ضد النظام، لا بد من أن يطوي صفحة الجنرالات يوماً كما طوينا صفحة زين العابدين بن علي... ولا بد لليل أن ينجلي".

وكان المرزوقي قد صرح قبل ذلك، أن "جنرالات الجزائر حاربوا الثورة في تونس، وكادوا لها كيداً مخافة أن تنتقل إليهم شرارتها"، واتهم الجزائر بعرقلة بناء اتحاد المغرب العربي بسبب تمسكها باستقلالية الصحراء الغربية، في حين أنها أراضٍ مغربية، وفق قوله.

ويترقب الشارع في البلدين، خروج الخارجية التونسية عن صمتها رداً على ما جاء على لسان المرزوقي، كما حدث في المرات السابقة، حين تبرأت من تصريحاته وعبرت عن تعجبها الشديد من تكرر التصريحات المسيئة للجزائر، مجددة رفضها القطعي كل المحاولات اليائسة الرامية إلى المساس بمتانة وعمق الروابط الأخوية والعلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، وقالت إن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة لا تعبر سوى عن أصحابها ولا تلزم الدولة التونسية.

المزيد من تقارير