Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سينما المظاليم" تخطف أضواء "البحر الأحمر" بفيلم إندونيسي

يناقش "يوني" قضية الزواج المبكر في آسيا ومعركة المراهقات في الدول الفقيرة

يخوض فيلم "يوني" سباق الأوسكار في النسخة القادمة (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

عندما قدم مهرجان البحر الأحمر نفسه قبل النسخة الملغاة في 2020، وعد بأن يواجه زحام المهرجانات التي يكتظ بها العالم بأن يتحرك أكثر في المساحات المهملة عالمياً بعد أن أولى اهتماماً أكبر للأفلام العربية والأفريقية والآسيوية، وتلك المناطق التي لا تمتد لها السجادة الحمراء كثيراً، تجلى هذا الوعد في الحضور اللافت لفيلم "يوني" الإندونيسي.

إذ شهدت أيام المناسبة التي تشهدها مدينة جدة السعودية عرضاً للفيلم الذي شارك في مهرجان "تورنتو" وتم اختياره لتمثيل إندونيسيا في سباق جائزة الأوسكار في النسخة المقبلة، بحضور نجماته الشابات اللاتي اخترنَّ حضور عروض الجمهور والالتقاء بالمشاهدين الذين تنوعوا بين حضور كبير للجالية الإندونيسية وعدد واسع من النقاد الأجانب والسعوديين.

المعركة الأرجوانية

ويحكي الفيلم قصة تبدو معتادة لمتابعي الأفلام المقبلة من جنوب آسيا، التي تتمثل في معركة المراهقات أمام قدر الزواج الذي تفرضه الظروف الاجتماعية، مقابل الرغبة في النضج بعيداً عن التزامات التقاليد.

ويتلخص العمل في قصة الشابة "يوني"، فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً مؤهلة للحصول على منحة جامعية بشرط الحفاظ على مستوى دراسي جيد، ووضع اجتماعي مستقر يتمثل في تجنب الزواج المبكر الذي قد يؤثر على تحصيلها. يدفعها ذلك لرفض الزواج في مرات عدة إلا أنها تصطدم بمعتقدات اجتماعية ترى أن من ترفض الزواج 3 مرات لن تتزوج أبداً.

وقالت أراويندا كيرانا، بطلة الفيلم الشابة التي التقتها "اندبندنت عربية" بعد الفيلم، إن العمل يحاكي "صراعات مرحلة النضوج ومعرفة الذات، ليس لدى بطلة الفيلم فقط وتحديد مستقبلها مقابل التقاليد، بل حتى لدى شخصيات أخرى بعيدة عن الصراع الرئيس، مثل صراع الهوية الجنسية والميولات الجندرية لدى الرجال".

وأضافت "كان لدى بطلة الفيلم صراع خفي يتعلق بمحاولة تملك اللون الأرجواني واحتكاره الأشياء التي تحملها لذاتها، هذا اللون مثل نضالات المرأة على مر التاريخ، بالنسبة ليوني كانت محاولة احتكاره في صراعاتها مع الآخرين هي سعي لإثبات ملكية حقها به".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قدرة الأفلام الإندونيسية على الانتشار كان محط نقاش أيضاً، إذ لا يتجاوز سوقه بحسب الممثلات حدود البلد الآسيوي الكبير من دون مبرر تجاري واضح، وعلقت كيرانا "يصعب الإجابة على هذا السؤال بشكل دقيق، المنتجين لديهم إجابة أفضل، لكن ما أعرفه أن 3 أفلام إندونيسية من ضمنها (يوني) حصدت جوائز عالمية منها تورنتو، ومشاركة في الأوسكار، هذا يثبت أن لديها مستوى لا يقل عن نظيراتها في العالم، ولا أعرف سبب محدودية انتشارها".

النسخة الدولية أكثر جرأة

كان لافتاً منذ مشهد الافتتاح مدى جرأة العمل بالنظر إلى كون البلاد إسلامية وذات مجتمع تقليدي، إذ حضرت المشاهد الجريئة والجنسية بشكل واسع في الفيلم.

وحول هذا قالت بطلة العمل "أود التنويه أن هناك نسختين من الفيلم، نسخة محلية وأخرى دولية، النسخة التي عرضت في إندونيسيا تركز أكثر على الشخصيات والعائلة والعلاقات الاجتماعية موجودة فيها بشكل أوسع، النسخة التي شاهدتموها كانت شخصية أكثر، ركزت على البطلة وما يدور في ذهنها، ورغباتها الشخصية"، وهذا ما يبرر سياقها المرتكز على الجرأة وهو ما يجد عادةً رواجاً عند عرضه في منصات دولية.

وأضافت "المشاهد تعتبر حساسة بالنسبة لكثيرين في بلد إسلامي مثل السعودية أو إندونيسيا، بالنسبة لي الأمور ليست مرتبطة بمسألة إباحية بل هي طبيعة بشرية، ومفهومة في السينما إذا أتت في سياقات سليمة".

من جاكرتا إلى دكا

ولم تكن جاكرتا الحاضر الآسيوي الوحيد من "سينما المظاليم" في أجندة المهرجان، إذ أدرج في يوم الاختتام 13 ديسمبر (كانون الأول) فيلم من بنغلاديش بعنوان "ريحانة مريم نور" للمخرج عبد الله محمد سعد.

"ريحانة" فيلم اجتماعي أيضاً، عن الاعتداءات الجنسية على الفتيات في حرم الجامعة من قبل الأساتذة، وكيف يمكن للأشخاص الأقوياء أن ينفذوا من العقاب في بلد تسود فيه المحسوبية.

ويولي مهرجان البحر الأحمر مساحة للأفلام من الدول العربية مثل فلسطين والجزائر، ودول أوروبا الشرقية مثل جورجيا، ومناطق غربية غير شهيرة في صناعة السينما مثل بلجيكا وبولندا، ودول أفريقية.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما