Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تتلف 600 ألف جرعة لقاح أهملت وتعدت تاريخ صلاحيتها

فضيحة حقيقية في شأن التخلص منها بعد تغيير سياسة التطعيم بدلا من إرسالها إلى دول فقيرة

شدد وزير الصحة ساجيد جافيد على ضرورة تلقيح طواقم هيئة "خدمة الصحة الوطنية" والعاملين الاجتماعيين (أ.ف.ب)

علمت "اندبندنت" أن السلطات المعنية في المملكة المتحدة، تخلصت من أكثر من 600 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا"، بعدما تبين أن هذه الجرعات المنقذة للحياة، تركت تتعدى تاريخ انتهاء صلاحيتها.

فقد أخفقت الحكومة البريطانية، في ما وصفت بأنها "فضيحة حقيقية"، في التبرع بتلك الجرعات للدول الفقيرة التي تجد مصاعب جمة في الحصول على اللقاحات المضادة لعدوى كورونا، على الرغم من إطلاق الحكومة وعوداً سابقة بإعادة توزيع الإمدادات من اللقاحات التي اعتبرت فائضة عن متطلبات المملكة المتحدة.

لم تعد حاجة لتلك الجرعات في بريطانيا، بعد اتخاذ الحكومة قراراً في مايو (أيار) بوقف إعطاء لقاح "أسترازينيكا" للفئات العمرية الأصغر سناً بسبب مخاوف من حدوث تجلط دم نادر لدى أفرادها [كأثر جانبي من ذلك اللقاح].

وبحسب بيانات جرى الحصول عليها من خلال تقديم طلب بموجب قانون "حرية المعلومات" Freedom of Information، فقد أدى ذلك إلى تجمع فائض من الجرعات، انتهت صلاحية 604,400 منها، أخيراً، في أغسطس (آب)، قبل أن تتلف في نهاية الشهر نفسه.

وفي ذلك السياق، اعتبر حزب العمال البريطاني المعارض أن "السماح لتلك الكمية الهائلة من الجرعات المنقذة لحياة كثيرين بأن تذهب هدراً، أمر صادم". وكذلك رأت مؤسسة "أوكسفام" (Oxfam) الخيرية (تضم 20 منظمة خيرية مستقلة تركز على التخفيف من حدة الفقر في العالم)، أنه من "المخزي" إتلاف الجرعات في وقت ما زال فيه عاملون صحيون على الخطوط الأمامية في الدول الفقيرة، بلا حماية من فيروس "كوفيد- 19".

في قمة "مجموعة السبع" في يونيو (حزيران) 2021، تعهدت الحكومة البريطانية بالتبرع بنحو 100 مليون جرعة لقاح للدول الفقيرة، مع حلول منتصف 2022. ولم يشحن حتى الآن سوى 20 مليون جرعة إلى الخارج.

وبحسب أحد التحليلات، تحتاج المملكة المتحدة في تحقيق هدفها للسنة المقبلة، إلى تقديم أكثر من ضعفي المعدل الراهن للتبرع، ورفعه من 5 ملايين و100 ألف جرعة في الشهر، إلى 11 مليوناً و500 ألف جرعة.

ووصفت منظمة "أوكسفام" إتلاف المملكة المتحدة أكثر من 600 ألف جرعة من اللقاحات بأنه "فضيحة حقيقية"، وكذلك فإنه "ليس سوى غيض من فيض". وأضافت آنا ماريوت مديرة السياسة الصحية في هذه المؤسسة الخيرية، "تشير تقديراتنا إلى أن ما لا يقل عن 100 مليون جرعة لقاح قد لا تستخدم وقد تنتهي صلاحيتها في دول ’مجموعة السبع’، مع حلول نهاية هذه السنة".

وكذلك رجحت أن "يرتفع عدد الجرعات المهدرة إلى نحو 800 مليون جرعة في منتصف 2022. وهذا يعني أن هناك مشكلة ملحة مطروحة، تتطلب من الدول الغنية أن تعمل مجتمعة على حلها".

وبحسب ماريوت، "فإن النزعة الوطنية قصيرة النظر في مجال اللقاحات، والوصول المتاح أمام شركات الأدوية العملاقة في الاستفادة ما أمكن من هذه اللقاحات الممولة من القطاع العام، ليس من شأنهما سوى إطالة أمد الوباء، مع ما يكلف ذلك من تضحية بالأرواح".

وفيما تلقى أكثر من 46 مليون شخص في المملكة المتحدة جرعتي اللقاح، مع أخذ 12 مليوناً و600 ألف شخص الجرعة المعززة الأخرى، ما زال معدل التطعيم في الدول الفقيرة منخفضاً. واستناداً إلى بحث برلماني، لم يلقح في الدول المنخفضة الدخل سوى حوالى 2 في المئة من الناس بجرعتي اللقاح، في حين أن نحو 96 في المئة من الأفراد، لم يتلقوا حتى الآن الجرعة الأولى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

في ذلك الصدد، رأى جوناثان أشوورث وزير الصحة في حكومة الظل العمالية، أنه يتوجب على الحكومة "التأكد من أنه حيثما يكون لدينا فائض في إمدادات اللقاح، يجب أن نفي بمسؤولياتنا الدولية، وليس التخلص من الجرعات".

في السياق نفسه، ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود"، وهي مؤسسة دولية تقدم المساعدة الصحية في حالات الطوارئ، أنه "من المؤلم رؤية" جرعات من اللقاح يجري التخلص منها بلا داع في المملكة المتحدة التي تنعم بإمدادات كافية طلبت بهدف التمكن من إعادة تلقيح جميع السكان ثلاث مرات.

وفي الإطار نفسه، أشارت فيكتورين دو ميليانو، مستشارة السياسة المتعلقة بالمملكة المتحدة في منظمة "أطباء بلا حدود"، إلى أنه "جرى اعتماد سرية شبه مطلقة في ما يتعلق بإمدادات اللقاح، وكذلك الأمر في شأن الخطط الملموسة لضمان وصول أكثر إنصافاً إلى الدول التي هي في أمس الحاجة للجرعات".

وأضافت دو ميليانو، "في الوقت الذي يشهد فيه العالم ندرة في اللقاحات والأدوات الطبية الأخرى اللازمة في مواجهة عدوى كورونا، وفيما بعض الدول لم يصل التطعيم فيها إلى 1 في المئة من سكانها، فإن هذا المستوى من الهدر يعد مؤلماً للغاية".

في غضون ذلك، ما زالت تطرح مخاوف من أن الجرعات التي تتبرع بها المملكة المتحدة للخارج، غالباً ما تكون مدة صلاحيتها قريبة من الانتهاء، الأمر الذي يجعل من الصعب على الدول المتلقية طرح تلك الإمدادات لتطعيم سكانها في الوقت المناسب.

وأكد ذلك نيك ديردن مدير مجموعة حملة "العدالة العالمية الآن" Global Justice Now (منظمة تدافع عن قضايا العدالة والتنمية في جنوب الكرة الأرضية)، عبر إشارته إلى أن "بريطانيا تبرعت على نحو مثير للخجل بجرعات قليلة من اللقاح، بل إن عدداً كبيراً من تلك التي أعطيناها كانت قريبة من تاريخ انتهاء صلاحيتها".

واستطراداً، انتقدت منظمة "العدالة العالمية الآن" الحكومة البريطانية على فشلها في وضع خطة مناسبة للتبرع بشكل روتيني بالجرعات الزائدة من اللقاح، وعلى لجوئها بدلاً من ذلك إلى التركيز على "حصد أكبر عدد ممكن منها".

ورداً على ما تقدم، أفادت "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" UK Health Security Agency بأن 604,400 جرعة قد أتلفت لأنها لم تعد ضرورية للتطعيم على المستوى الوطني، بعد التغيير الذي طرأ على سياسة تلقيح الأفراد الذين هم دون الأربعين سنة من العمر، و"لم يكن من الممكن التبرع بها نظراً إلى قصر مدة صلاحيتها".

في سياق مواز، أعلنت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية، بلسان متحدث باسمها، عن أن "مرافق هيئة ’الخدمة الصحية الوطنية’ أدت عملاً رائعاً في تطعيم الناس بأسرع ما يمكن، مع وصول نسبة البالغين المطعمين بجرعتي اللقاح، إلى أكثر من 86 في المئة في المملكة المتحدة".

وختم المتحدث كلامه بالإشارة إلى أن "حكومة المملكة المتحدة بذلت حقاً كل ما في وسعها في إعداد برنامج تطعيم يمكن أن يحمي جميع السكان البالغين، بما في ذلك طلب جرعات لتغطية 100 في المئة من الأشخاص المؤهلين. وكذلك أدت مهارة المطعمين الفرديين إلى تمكنهم أيضاً من استخلاص جرعات من قارورة واحدة بأكثر مما كان متوقعاً في الأصل".

© The Independent

المزيد من صحة