Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذه قصة الصحيفة الروسية التي فاز رئيس تحريرها بنوبل للسلام

أسهم غورباتشوف بإطلاقها في أبريل 1993 وما زالت هامشية في بلادها

يقول موراتوف "لن نذهب إلى أي مكان ولسنا عملاء للخارج ولا نتلقى تمويلاً أجنبياً" (أ ب)

برزت صحيفة "نوفايا غازيتا"، التي فاز رئيس تحريرها دميتري موراتوف بجائزة نوبل للسلام، الجمعة 8 أكتوبر (تشرين الأول)، بمعلومات كشفتها في شأن الإعدامات خارج نطاق القضاء والاضطهاد الذي يتعرض له مثليّو الجنس في الشيشان، ولمشاركتها في التحقيق الدولي حول "وثائق باندورا".

وهي من الصحف الاستقصائية النادرة المتبقية في روسيا. وقد التزم موراتوف (59 سنة) كلف عديد من المتعاونين معها.

قال موراتوف ذو اللحية الرمادية، في مارس (آذار) الماضي، "لن نذهب إلى أي مكان، لسنا عملاء للخارج، لا نتلقى تمويلاً أجنبياً، سنبقى لنعيش ونعمل في روسيا"، في وقت كان عدد من المعارضين والصحافيين يغادرون إلى المنفى في أعقاب سجن المعارض أليكسي نافالني في يناير (كانون الثاني).

ويأتي منح الجائزة لموراتوف غداة الذكرى الـ15 لاغتيال الصحافية في "نوفايا غازيتا" آنا بوليتكوفسكايا في جريمة سقطت بالتقادم من دون التمكن من تحديد الجهة التي أمرت بتنفيذها. وقد عُرفت بوليتكوفسكايا بانتقاداتها لسياسة الكرملين في الشيشان. وقد اغتيلت في السابع من أكتوبر 2006 في بهو المبنى الذي تقطنه.

وهدد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف الصحيفة مراراً بشكل علني.

كذلك جاءت الجائزة في خضم موجة قمع تستهدف المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة والمنظمات غير الحكومية التي تنتقد الكرملين لاتهامها بالتطرف أو بأنها عميلة للخارج.

ثمن باهظ

ودفعت "نوفايا غازيتا" منذ إنشائها عام 1993، ثمناً باهظاً بسبب عملها، وقُتل ستة من المتعاونين معها.

وقال موراتوف الذي شغل منصب رئيس تحرير الصحيفة منذ التسعينيات من دون انقطاع تقريباً، لوكالة الصحافة الفرنسية في مارس "ليس سراً أنني عندما قُتلت آنا بوليتكوفسكايا، أردتُ إغلاق الصحيفة (...)، إذ إنها خطيرة على حياة الناس".

لكن الصحافيين أقنعوه بالاستمرار.

وكان عام 2009 دامياً، إذ شهد مقتل ثلاثة من أفراد فريق التحرير، بينهم مقربة من آنا بوليتكوفسكايا هي ناتاليا إستيميروفا.

وخُطفت إستيميروفا من غروزني، حيث كانت ممثلة منظمة Memorial (ميموريال) الحقوقية في الشيشان ومسهمة في الصحيفة. وعُثر عليها مقتولة بعد وقت قصير في إنغوشيا، الجمهورية الروسية المجاورة في منطقة شمال القوقاز غير المستقرة.

أسهم غورباتشوف

بدأت قصة "نوفايا غازيتا" عام 1993، عندما قرر صحافيون من صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" تأسيس صحيفتهم الخاصة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأسهم آنذاك آخر رئيس للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف في إطلاقها بتقديمه المبلغ المالي الذي حصل عليه عند فوزه بجائزة نوبل للسلام عام 1990 لشراء حواسيب لفريق التحرير، بحسب أول رئيس تحرير للصحيفة سيرغي كوجوروف.

ولا يزال غورباتشوف يملك اليوم مع رجل الأعمال ألكسندر ليبيديف المعروف بأنه من منتقدي السلطات الروسية، جزءاً قليلاً من أسهم الصحيفة. ويملك باقي الأسهم فريق التحرير.

وصدر العدد الأول في الأول من أبريل (نيسان) 1993 باسم "الصحيفة اليومية الجديدة" التي أصبحت في وقت لاحق "الصحيفة الجديدة" أو "نوفايا غازيتا".

ويروي فريق التحرير على موقعه معلقاً بروح الفكاهة على قلة الوسائل التي كانت تمتلكها الصحيفة آنذاك، "كنا منقسمين لثلاث فرق، في يوم يكون الشخص صحافياً، في يوم آخر يكون عامل طباعة وفي اليوم التالي يكون مصمماً".

تقدير وهامشية

تميزت الصحيفة سريعاً بتركيزها على التحقيقات.

وأجرت تحقيقات حول كل المواضيع الحساسة، بما فيها تلك التي لم تعد وسائل إعلام أخرى تتطرق إليها مع وصول فلاديمير بوتين إلى الرئاسة عام 2000، خصوصاً الحرب في الشيشان.

ولا تزال الصحيفة التي تصدر ثلاث مرات في الأسبوع، تنشر مقالات استقصائية طويلة تتسم بنبرة لاذعة، حتى لو كان ذلك يعني أنها ستكون في مرمى نيران السلطات.

وتميزت "نوفايا غازيتا" عن وسائل الإعلام الروسية الأخرى بتحقيقات حول جنود الظل الذين تنشرهم روسيا في مناطق تشهد نزاعات في الخارج ضمن مجموعة "فاغنر" الغامضة، على الرغم من نفي الكرملين.

وفي عام 2016، نددت الصحيفة بوجود نظام معقد من الشركات الوهمية المقربة من الرئيس الروسي، أثناء تدقيقها في "وثائق بنما" التي كشف عنها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين.

وفي أبريل 2017، كشفت الصحيفة عن وجود "معسكرات اعتقال سرية" لمثليي الجنس في الشيشان.

وتحظى الصحيفة بتقدير كبير في الخارج، إذ مُنحت جوائز عدة، إلا أنها لا تزال مهمشة نسبياً في روسيا، حيث يقرأها بشكل أساسي المثقفون الليبراليون.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات