ألقى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة باللوم على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأزمات الدبلوماسية بين فرنسا وبلاده ومالي، واتهمه بأنه يعاني من "إفلاس في الذاكرة"، وفق تصريحات بثها التلفزيون المالي.
وأكد لعمامرة ضرورة أن يحرر بعض الزعماء الأجانب "تاريخهم من الاستعمار"، بحسب تصريحات أدلى بها مساء الثلاثاء، الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد اجتماعه مع القادة الانتقاليين الماليين في باماكو.
وتطرق إلى الأزمة التي اندلعت بين الجزائر وباريس بعد تصريحات نسبتها صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى ماكرون حول النظام "السياسي العسكري" الجزائري الذي قال إنه يكرّس "ريع الذاكرة".
"إزالة الاستعمار"
وتزامن ذلك مع التوتر بين باريس وباماكو الذي تفاقم إثر خطاب أدلى به رئيس الوزراء المالي الانتقالي تشوغيل كوكالا مايغا في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي في الأمم المتحدة، واتهم فيه فرنسا المنخرطة عسكرياً في مالي منذ عام 2013 بأنها "تخلّت" عن بلاده لتبرير احتمال استعانة باماكو بشركة "فاغنر" الخاصة الروسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال لعمامرة رداً على التصريحات التي أوردتها صحيفة "لوموند"، "إن شركاءنا الأجانب بحاجة إلى إزالة الاستعمار من تاريخهم"، من دون التطرق إلى الرغبة بـ"التهدئة" التي عبّر عنها ماكرون الثلاثاء.
وأضاف، "إنهم بحاجة إلى تحرير أنفسهم من مواقف معينة وسلوكيات معينة ورؤى معينة ترتبط ارتباطاً جوهرياً بالمنطق غير المتسق الذي تحمله المهمة الحضارية المزعومة للغرب والتي كانت الغطاء الأيديولوجي المستخدم لمحاولة تمرير الجريمة ضد الإنسانية التي مثّلها استعمار الجزائر واستعمار مالي واستعمار عدد من الشعوب الأفريقية".
"إفلاس الذاكرة"
ووصف الوزير الجزائري "إزالة الاستعمار" بأنها "أولوية" حتى يتسنّى تطهير "إفلاس الذاكرة" الذي تجلى في التصريحات الفرنسية الأخيرة تجاه الجزائر ومالي "من خلال الاحترام المتبادل غير المشروط واحترام سيادتنا واحترام استقلاليتنا في صنع القرار".
ولم يذكر لعمامرة ماكرون بالاسم لكنه تحدث عن "إفلاس الذاكرة الذي هو للأسف متوارث عبر الأجيال لدى عدد معين من الفاعلين في الحياة السياسية الفرنسية، وأحياناً على أعلى المستويات... ما يدفع العلاقات الرسمية لفرنسا مع بعض بلداننا نحو مواقف مأزومة مؤسفة".
وتحدث عن "التضامن الناشط" مع مالي حيث تلعب الجزائر دوراً رئيساً في الأزمة الأمنية والمتعددة الأبعاد التي تمر بها البلاد منذ ما يقرب من عشرة أعوام، لا سيما بصفتها راعية لاتفاقية السلام الموقعة عام 2015 وما زالت حبراً على ورق.
من جانبها، استدعت السلطات المالية السفير الفرنسي في باماكو الثلاثاء للتعبير عن "سخطها" بعد انتقادات شديدة وجّهها ماكرون عقب كلمة مايغا في الأمم المتحدة.