Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يؤدي التقارب بين لندن والرباط إلى الاعتراف بمغربية الصحراء؟

توصل البلدان لاتفاق بشأن تزويد بريطانيا بالطاقة الكهربائية عبر محطات شمسية في المغرب بقيمة 21 مليار دولار

بريطانيا تؤمن 1500 كيلومتر مربع في المغرب بهدف تشييد محطات شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية  (أ ف ب)

توصلت بريطانيا والمغرب إلى اتفاق بشأن إنشاء أضخم مشروع للتزود بالطاقة الكهربائية، الذي يربط جبل طارق بمدينة طنجة وتبلغ قيمته ما يقارب 21 مليار دولار، فهل يشكل ذلك تقارباً بين البلدين في وقت تمر علاقات المغرب والاتحاد الأوروبي بأزمة، وهل يمكن اعتبار ذلك مؤشراً عن قرب اعتراف بريطانيا بمغربية الصحراء؟

يهدف المشروع إلى تزويد ملايين البريطانيين بطاقة "صديقة للبيئة" باعتبار أن التيار الكهربائي المتوقع نقله للمملكة المتحدة سيكون مصدره مولدات الطاقة الشمسية والريحية المغربية، وبحسب وزير الطاقة والمعادن المغربي عزيز الرباح، "فإن مشروع نقل الطاقة من الصحراء المغربية إلى بريطانيا قد حصل على موافقة مبدئية من السلطات المغربية، وينتظر أن تبدأ الدراسات التفصيلية بشأنه"، وأضاف الوزير في تصريح صحافي، "أن المشروع سيمر عبر سواحل المغرب والبرتغال وفرنسا للوصول إلى بريطانيا"، مشيراً إلى "حصول عدد من  الشركات الدولية على الموافقة المبدئية للقيام بمشاريع الطاقات المتجددة والهيدروجين، بخاصة في المناطق الجنوبية من أجل التصدير".

من جانبه صرح ديف لويس، الرئيس التنفيذي للشركة "إكس لنكس" المكلفة بالمشروع، لصحيفة "فاينانشال تايمز"، "لقد أمنّا مع الحكومة المغربية مساحة تبلغ حوالى 1500 كيلومتر مربع، وسنشيد على تلك المساحة محطات شمسية ورياح وبطاريات ستنتج مجتمعة نحو 10.5 غيغاوات من الطاقة"، مضيفاً، "أن شركة (إكس لينكس) تقترح إكمال الربط بين المغرب والمملكة المتحدة بقيمة 16 مليار جنيه استرليني (21 مليار دولار) بحلول نهاية هذا العقد، مما يوفر ما يكفي من الكهرباء لتشغيل أكثر من 7 ملايين منزل بريطاني"، مشيراً إلى "أنه تم جمع 800 مليون جنيه استرليني (1.1 مليار دولار) لبناء ثلاث منشآت إنتاج في المملكة المتحدة، في محاولة للاستفادة من الطلب المتزايد على الكابلات الكهربائية المستخدمة في مزارع الرياح البحرية والموصلات البينية تحت سطح البحر".

منافع بريكست

شكل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فرصة لخلق شراكات اقتصادية بين بعض دول الجنوب وبريطانيا، وفي هذا الإطار استفاد المغرب من بريكست عبر تدعيم الشراكة الاقتصادية، ومن المنتظر أن يزيد مشروع  الربط الكهربائي الجديد من مدى التقارب بين الرباط ولندن في وقت تمر علاقة المغرب والاتحاد الأوروبي بأزمة؛ إثر إصدار محكمة العدل الأوروبية قرار إلغاء العمل باتفاقيتين تجاريتين بينهما في قطاعات الزراعة والصيد البحري على أساس أنهما "تشملان منتجات قادمة من الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المملكة وجبهة البوليساريو"، بناء على دعوى تقدمت بها الجبهة، ومن جهة أخرى تعرف علاقة المغرب توتراً بفرنسا، الحليف التاريخي، بعد قرار باريس تقليص منح التأشيرات لكل من المغرب وتونس والجزائر.

من جانبه، شدد أستاذ الاقتصاد عبدالله العكوشي، على دور بريكست في تطوير حجم المبادلات التجارية بين البلدين، والذي استفاد منه المغرب بشكل أكبر، مشيراً إلى "أن الأمر أسهم في توسيع حجم الاستثمارات البريطانية بالمغرب، الذي وصل في عام2018  إلى ما يناهز 3 مليارات دولار في قطاعات السياحة والتعليم والصحة والزراعة والتكنولوجيا والطاقات المتجددة والقطاع المالي والبترول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

علاقات جيدة

من جانبه، أكد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، في وقت سابق، "أن العلاقات المغربية- البريطانية جيدة، خصوصاً بعد توقيع الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين في عام 2018، ثم توقيع اتفاقية الشراكة بين البلدين عام 2019"، معتبراً أن "الرباط حريصة على توطيد العلاقة مع لندن، لا سيما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وسنعمل على تطويرها وتنويع أوجهها"، وأكد "أهمية دور المغرب في إنجاح انفتاح بريطانيا على القارة الأفريقية، باعتبار أنه يشكل بوابة رئيسة لها، بخاصة بفضل الاستراتيجية الأفريقية الإرادية التي يقودها العاهل المغربي تجاه القارة، التي يربطها بالبلاد حوالى 1200 اتفاقية في مجالات متعددة".

وأضاف العثماني، عقب اجتماع سابق برئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، "أن الطرفان ركزا على تطوير العلاقات والشراكة الثلاثية بين المغرب وبريطانيا وأفريقيا لنقل التجارب والتكنولوجيا، وتنمية المعرفة، وتطوير التربية والعلوم وتكوين الأطر، وتشجيع الاستثمارات البريطانية في الرباط والقارة السمراء"، قائلاً، "لقد شجعنا المسؤولين البريطانيين على مزيد من الاهتمام بالاستثمار بالمغرب، كما تطرقنا معهم لأهمية التعاون الثقافي والعلمي، وتبادل التجارب بين الجامعات، والاستفادة من التطورات التكنولوجية والمهنية، بخاصة ما يعرف بمهن المستقبل، حيث لبريطانيا تجربة رائدة في هذا المجال".

الاعتراف بمغربية الصحراء

بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في ديسمبر (كانون الأول) من عام2020  عن قرار الاعتراف بمغربية الصحراء، انتشرت توقعات محلية عن قرب سير بريطانيا على منوال الولايات المتحدة، وما يزيد من قوة تلك التوقعات وجود محطات التزويد بالكهرباء الخاصة بالمشروع المحتمل في منطقة الصحراء.

 وأشار أستاذ العلاقات الدولية عصام لعروسي، إلى "وجود مؤشرات عن قرب اعتماد بريطانيا لقرار واضح بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء سيراً على النهج الأميركي، نظراً للتنسيق الكبير بين واشنطن ولندن واعتمادهما نفس التوجه الاستراتيجي بشأن الملفات الدولية"، ويوضح، "أن ما يعزز ذلك الطرح عمق التحالف الأميركي- المغربي من جهة، ومن جهة أخرى تركيز بريطانيا على ضمان وجود في أفريقيا، وتحديداً في شمال القارة"، موضحاً "أن المغرب يشكل بوابة لها وفاعل إقليمي بها".

وعلى رغم إشارة لعروسي، "أنه لا يمكن الجزم باتخاذ بريطانيا ذلك القرار بشكل صريح في الوقت الحالي، فإنه يوضح قيامها حالياً بتفعيله عملياً، من خلال عدة إجراءات ضمنية، ومن شأن بعض الجهود الدبلوماسية المغربية وبعض الضغوط على بريطانيا، أن تدفع لندن للاعتراف بمغربية الصحراء قريباً".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير